تشتهر السينما الهوليوودية بلجوئها إلى حسناوات لأداء شخصيات عاطفية تلطف صورة الرجال الأقوياء ذوي العضلات البارزة وتكملها. وها هي الممثلة الفاتنة ليف تايلر، ابنة الفنان الموسيقي ستيف تايلر مؤسس فرقة "ايروسميث" الذي اشتهر في السبعينات، وعارضة الأزياء بيبي بويل التي عرفها الجمهور العالمي قبل سنتين في فيلم "الجمال المسروق" للسينمائي الايطالي برناردو برتولوتشي، بدأت تطلق صرعة جديدة في السينما الأميركية الحديثة عبر فيلمها الأخير "ارماغيدون"، حيث تؤدي شخصية فتاة يحبها أحد أبطال القصة، فيقرر من أجلها الانضمام إلى فريق يسعى لانقاذ الكرة الأرضية من الدمار. فالفيلم يمثل عودة إلى الشخصيات النسائية المثيرة للخيال والبعيدة عن الواقع، كتلك التي راجت بين نجمات الخمسينات والستينات. وكان برتو لوتشي استثمر ليف تايلر شكلاً ومضموناً في فيلم "الجمال المسروق"، بمعنى أنه طلب منها إبراز طاقتها التمثيلية في طريقة كلية عميقة، إضافة إلى إبراز مفاتنها لإثارة خيال شريكها في الفيلم جيريمي ايرونز. والواقع ان حكايتها هذه مع جيريمي تشبه بعض الشيء ما عاشه الممثل نفسه في العام الفائت أمام كاميرات المخرج البريطاني أدريان لاين في فيلمه الأخير "لوليتا" حيث وقع في غرام مراهقة تصغره بأكثر من 25 سنة. المهم ان صورة الاغراء صارت ملازمة لليف تايلر منذ فيلمها الأول الذي لقي بعض النجاح، خصوصاً لدى جمهور لم يرَ الأعمال الأخرى التي انجزتها واكتفت فيها بتمثيل شخصية مراهقة عادية خفيفة الظل تحب شاباً في مثل عمرها، ولكنها أفلام لم تشق طريقها إلى النجاح خارج حدودها الأميركية. ومن يلتق ليف في الحقيقة ينسى تماماً حكاية الاغراء هذه، ولا يرى غير امرأة شابة 22 سنة جميلة للغاية تغلب عليها البساطة بثوبها الرياضي المتواضع وكأنها عائدة من تمارينها اليومية. رحبت بيّ بود وعفوية، وبدأ الحوار الآتي: من الواضح انك قادرة على أداء شخصيات تتمتع بأنوثة طاغية، وقدمت الدليل على ذلك في "الجمال المسروق" ثم في "ارماغيدون"، فهل تفضلين هذه الأدوار على غيرها، أم انها تعرض عليك بكثرة؟ - أنا أحب دور المرأة الذكية والنشيطة المليئة بالحياة والحيوية من دون أن يكون الأمر طبعاً على حساب انوثتها، وأديت في أكثر من فيلم شخصية مراهقة تعاني من مشاكل كبيرة وتحلها في النهاية بطريقة أو أخرى حتى لو كان ذلك في شكل مأسوي. أرفض الأدوار التي تقوم على قوة الشخصية فقط أو على الجاذبية وحدها، فالمزج بين العنصرين هو الذي يهمني لأن المرأة الشابة عبارة عن ذكاء وجمال ولا غنى عن إحدى الصفتين في صالح الثانية. هل تشبه حياتك الخاصة الشخصيات التي تؤدينها على الشاشة؟ - تضحك ببراءة، لا. ليست هناك علاقة بين ما أمثله والحقيقة. لا أتصرف مثل شخصياتي السينمائية ولا ادمج بين الخيال والحياة الواقعية، ولا اعتمد أبداً على الإغراء في حياتي اليومية، فأنا فتاة تعيش حياتها بشكل عادي وتذهب مع أصدقائها إلى السينما والمسرح والأماكن العامة. تقتسمين بطولة فيلمك الجديد "ارماغيدون" مع بروس ويليس، وهو ممثل متخصص في أفلام المغامرات، فما رأيك في هذه الشخصيات السينمائية التي تلجأ للعنف لحل المشاكل؟ - خضت هذه التجرة للمرة الأولى إلى جوار بروس ويليس في فيلم "ارماغيدون"، واعترف بأن المسألة عبارة عن مساعدة للرجل حتى يتخلص من خوفه الرهيب من المرأة في أيامنا الحالية، وكنت اعتقد أنها صفة يتميز بها الشبان فقط في أيامنا الحالية، واتضح لي أن الكبار يتصرفون بالطريقة نفسها، والمتفرج بالتالي يشبه نفسه بروس ويليس أو ستالون أو شوارزنيغر، وأنا لا اعترض على هذا "العلاج" تضحك إذا أفاد الرجل بشيء ما. كثيراً ما نسمع شكوى الممثلات عن قلة توافر الأدوار النسائية الشبيهة بتلك التي صنعت مجد نجمات الخمسينات والستينات، وها أنت تقدمين الدليل على عكس هذه النظرية بفضل دورك العاطفي والقوي المثير للخيال في "ارماغيدون"، فما رأيك؟ - صحيح أن الأدوار النسائية في السينما الأميركية غير جيدة عموماً، ولا تكسب الأهمية التي حققتها شخصيات مثل بيتي ديفيز ومارلين ديتريش وغريتا غاربو وجون كروفورد وغيرهن. وتعاني الممثلة في هوليوود بطبيعة الحال من هذه الأزمة، إلا أن هناك في بعض الأحيان فرصاً هائلة عبر سيناريوهات مكتوبة تتضمن شخصيات نسائية جذابة وعميقة وجديرة بالاهتمام، ويتعلق الحصول عليها بمقومات عدة مثل الملامح والصوت والمظهر العام وأيضاً الحظ. هل أديت المواقف الجريئة بنفسك في "الجمال المسروق" أم لجأت إلى بديلة؟ - اعتبرت هذه المواقف نوعاً من التحدي فقررت القيام بأداءها أمام الكاميرا بنفسي، صدق أو لا تصدق، فأنا فتاة خجولة جداً والتمثيل بالنسبة إليّ علاج للخجل، خصوصاً في المشاهد الجريئة. وقد مرضت ثلاثة أيام قبل أدائي المشهد الجريء في "الجمال المسروق"ولم أنم الليل، ثم ضغطت على نفسي للذهاب إلى الاستوديو في اليوم الموعود وأداء مهمتي على أحسن وجه. ومع ذلك لا أزال خجولة إلى حد ما، ولكن أقل مما كنت عليه في طور المراهقة، وأود أن اضيف نقطة مهمة هي عدم قبول برتولوتشي حكاية البديلة هذه بأي شكل من الأشكال تضحك. هل فكرت في احتراف عرض الأزياء؟ - الواقع اني عملت عارضة أزياء في بداية احترافي الفن وكنت في الخامسة عشرة من عمري، ولم أتردد عن قبول عروض مادية مغرية جداً تلقيتها في مجال الموضة، لكني سرعان ما اعتزلت عرض الأزياء لمصلحة التمثيل، لأني تعلمت الدراما والموسيقى والاستعراض منذ طفولتي طبقاً لنصائح والدي، وليس الموضة، رغماً عن ان أمي "توب موديل" معروفة عالمياً منذ السبعينات. هل صحيح، كما سمعنا في مهرجان كان، ان بروس ويليس اختارك شخصياً لتشاركيه بطولة "ارماغيدون"؟ - نعم، فهو شاهدني في "الجمال المسروق" ووقع في غرامي سينمائياً حسب تعبيره! وبقي سنتين ينتظر الفرصة المناسبة كي يعرض عليّ أحد أدوار البطولة إلى جواره، وحاول اقناع السينمائي لوك بيسون العام الماضي بمنحي الدور الأول في فيلمه "العنصر الخامس"، ولكن من دون جدوى، خصوصاً ان بيسون كان كتب الدور من أجل حبيبته في الحياة ميلا يوفوفيتش، وأنا الآن اتمتع بصداقة بروس وزوجته ديمي مور وأقضي وقتاً طويلاً معهما كلما سمح الوقت.