يقترح قيس الزبيدي في كتابه الجديد "بنية المسلسل الدرامي التلفزيوني - نحو درامية جديدة"، رؤية نظرية متكاملة، لمقاربة جنس إبداعي جديد، يشكل ظاهرة ثقافية مستقلة. هذا الجنس هو المسلسل الدرامي الذي كان احتل موقعاً متقدماً لدى المتلقي، بوصفه رواية مرئية، تتمتع بكل عناصر السرد الحكائية والجمالية، تبثها آلة سرد ضخمة تستوعب كل التنويعات الممكنة التي سبق سردها في وسائط اخرى مختلفة. ويشير المخرج التسجيلي العراقي، مؤلف الكتاب، الى ان المسلسل الدرامي، استقى بنيته الجوهرية من ارث الحكايات الشفوية، خصوصاً "ألف ليلة وليلة" سواء لجهة التوتر الدرامي، ام عنصر المفاجأة. كما ينفي الزبيدي وجود دراما عربية خارج اطار المألوف والسائد في ظل سطوة الحوار الفائض، وهيمنة السرد التقليدي في الكتابة والإخراج. ويعتبر الكلام عن لغة الصورة في التلفزيون محض وهم، لافتقار المسلسل الى جماليات التكوين السينمائي. إذ لا تكفي معرفة الحكايات، بل يجب معرفة طريقة روايتها، والتمكن من إغراء المستمع بالإنصات اليها. ويعتمد مؤلف الكتاب على المنهج التركيبي في تناول خصوصية المسلسل التلفزيوني وتطوره، بهدف الاقتراب من مبادئ وصيغ ذات فائدة عملية في التأسيس لكتابة إبداعية في مجال السرد الدرامي التلفزيوني... ووضعها في متناول المؤلفين والمخرجين وورشات العمل، كمرجع تطبيقي. ويتألف الكتاب الصادر عن "دار قدمس للنشر والتوزيع" في دمشق، من ثلاثة فصول، يتناول الأول بنية المسلسل الدرامي، وتقاليد السرد المتسلسل، وجمالية المسلسل. ويرصد الفصل الثاني قضية اللغة في السينما والتلفزيون، ونمط الحكاية، والعلاقة بين نص السيناريو الادبي ونص الاخراج. اما الفصل الثالث، فيعالج قضايا المونتاج وتصميم الملابس والأزياء التي تفتقر في معظمها الى القواعد الجمالية المنبثقة من شكل السرد وزمنه المفترض.