«الداخلية» تسهم في إحباط محاولتي تهريب أكثر من (200) كيلوجرام من المواد المخدرة بسلطنة عُمان    افتتاح المتنزه سيشكل نقلة نوعية.. الداود: القدية وجهة عالمية للترفيه والرياضة والثقافة    1 % ارتفاع التكاليف.. نهضة قوية بقطاع البناء في المملكة    موجز    وصول الطائرة السعودية ال 76 لإغاثة الشعب الفلسطيني    الوقت كالسيف    أكد الالتزام بمرجعيات المرحلة الانتقالية.. العليمي يدعو المجلس الانتقالي لتغليب الحوار    ترأسا الاجتماع الثالث لمجلس التنسيق المشترك.. وزير الخارجية ونظيره العماني يبحثان تعزيز العلاقات    تخريج دفعة جديدة بمعهد الدراسات للقوات الجوية بالظهران    الاستعداد للامتحان    «النيابة»: يحظر ترك الحيوانات خارج الأماكن المخصصة لها    أقر عدداً من مذكرات التفاهم الدولية.. «الشورى» يطالب جامعة الملك خالد بتطوير إستراتيجية «الموارد»    ب "علينا"… علي عبدالكريم يستعيد عرش الأغنية الطربية    استعراض التخلي    الذكريات.. أرشيفنا الذي لا يغلق    الكلام    «نسك حج» المنصة الرسمية لحجاج برنامج الحج المباشر    أوميغا- 3 والحوامل    18 ألف جنيه إسترليني تعويضاً عن ركل سائح    «التخصصي» يحقق جائزة «أبكس» للتميز    غارات على رفح وخان يونس وتجدد نسف المنازل في غزة    سعود بن نهار يطلق "شتاؤهم عون ودفء"    الشورى يطالب جامعة الملك خالد بتطوير الأداء وتحقيق الأهداف    «قسد» تستهدف أحياءً سكنيةً ونقاطاً لقوى الأمن الداخلي والجيش السوري    لؤلؤة الشرقية    برشلونة يبتعد عن الريال    دراسة أثرية تكشف فجوة تاريخية منسية في وادي القرى    طائرة الأهلي تكسب الهلال    في الشباك    تجاويف العُلا الصخرية.. خزانات طبيعية    الكويت في موسم الرياض.. حكاية بحر وهوية مدينة    الملحق العسكري في سفارة مصر بالمملكة يزور التحالف الإسلامي    مجمع الدكتور سليمان الحبيب بالعليا يجري عملية استبدال للركبة باستخدام مفصل مطبوع بالتقنية ثلاثية الأبعاد    «التخصصي» يحقق جائزة «أبكس» للتميّز    ترشيح الحكم الدولي د. محمد الحسين لبرنامج التعليم التحكيمي الآسيوي 2025 في سيئول    لجنة التحكيم بمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل تعلن الفائز الأول في شوط سيف الملك "شقح"    اتفاق النخبة يواصل صدارته قبل التوقف    القادسية بطلاً للمملكة للسباحة ب 36 ميدالية    طائرات مسيرة واغتيالات نوعية تحولات في أدوات صراع موسكو وكييف    مناورات صاروخية إيرانية    أمين نجران يتفقد المشروعات البلدية بشرورة والوديعة    المنح التعليمية ودورها في التنمية    ورشة عمل تناقش الاستفادة من الدعم الحكومي لرأس المال البشري في قطاع الإعلام    وزير الإعلام: تنفيذ المرحلة السابعة من قطار الرياض العام المقبل    مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تطلق مهرجان القراءة ال 25    أمير جازان يستقبل رئيس جامعة جازان الدكتور محمد بن حسن أبو راسين    الجمعية التعاونية الزراعية التسويقية بخميس مشيط تطلق مبادرة «تمكين"    جناح إمارة مكة المكرمة يقدم عرضًا تعريفيًا عن محافظات المنطقة ضمن مهرجان الإبل    بين الملاحظة و«لفت النظر».. لماذا ترتاح المرأة للاهتمام الذي لا يُطلب !!    الإدارة العامة للاتصالات والأنظمة الأمنية تدعم الجاهزية التشغيلية في معرض «واحة الأمن»    انطلاق رحلة وزير السياحة على مسار الشمال السياحي من الرياض لحائل    خطط «الصحة» على طاولة أمير القصيم    «الشؤون الإسلامية» في عسير تنفذ 30 ألف جولة رقابية    انطلاق تصفيات مسابقة الملك سلمان لحفظ القرآن في جازان    تنوع بيولوجي في محمية الملك سلمان    إنفاذاً لأمر خادم الحرمين الشريفين.. وزير الدفاع يقلد قائد الجيش الباكستاني وسام الملك عبدالعزيز    إنفاذًا لأمر خادم الحرمين الشريفين.. سمو وزير الدفاع يُقلِّد قائد الجيش الباكستاني وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الممتازة    في كل شاب سعودي شيء من محمد بن سلمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رقية الابنة الكبرى للسادات تكشف انه كان ينوي الاستقالة . القاتل الحقيقي لم يظهر بعد
نشر في الحياة يوم 02 - 10 - 2000

على رغم مرور 19 سنة على اغتيال الرئيس أنور السادات فإن رقية ابنته الكبرى ما تزال تراودها علامات استفهام كثيرة حول الجناة في الحادث المأسوي الذي وقع على منصة العرض العسكري صبيحة يوم 6 تشرين الأول اكتوبر 1981. تقول إن "خالد الاسلامبولي وعطا طايل مجرد أدوات، هناك من يختفي وراء الملتحين، من قتل السادات لم يظهر بعد، كل الاحتمالات واردة، وإن لم يكن هناك شيء ملموس أو أدلة نستند إليها في كل هذه الشكوك".
كان السادات يدلع رقية بكلمة راكا، وكانت تحبها منه، كانت مخزن أسراره وتوأم روحه لذا لم يخف عليها أنه سيموت قريباً، كان ذلك في بداية العام 1981، كان لديه إحساس أنه سيغادر الدنيا، جهز مقبرة له في وادي الراحة في جبل موسى في سيناء، كما أعد مقبرة في ميت أبو الكوم، كان يفضل الثانية ليدفن الى جوار شقيقه الطيار عاطف السادات الذي استشهد في أول طلعة طيران في حرب تشرين الأول اكتوبر، ولكنه قرر فجأة أن يدفن في جبل موسى لأنه يرتاح هناك.
كل العلامات والشواهد لدى رقية أو راكا تقول إن السادات سيذهب بعيداً، كانت تعرفه جيداً وتلمح الحزن العميق في عينيه. لم يكن فرحاً بعدما عاد من القدس، عاد مثقلاً وحزيناً، شكا وطنه وأهله وشعبه لله - هكذا تقول - في خطاب 4 تشرين الأول اكتوبر 1981 وقبل 48 ساعة من موته. كان في جامعة القاهرة في مؤتمر الحزب وبدلاً من أن يختم خطابه بالدعاء التقليدي "ربنا لا تزغ قلوبنا بعد أن هديتنا" غيَّر إلى دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم بعد خروجه من الطائف "اللهم اشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس"، تقول راكا: "قلبي انخلع، كأن ذهب بعيداً، لم أره غيره أنيق مثل هذه المرة لم تكن ربطة عنقه مضبوطة، الربطة نفسها التي ظهر بها في حفل توقيع اتفاقية كامب ديفيد، لكنها لم تكن هي مش مضبوطة قلت هناك أمر ما يحدث وقد كان".
تقول راكا: "طلب مني بابا يوم 5 تشرين الأول أكتوبر أن أسجل العرض العسكري وعندما سألته لماذا؟ لأنها كانت أول مرة يطلب مني ذلك، قال "فيه مفاجآت كثيرة"، عدت أسأله "أسلحة جديدة" قال "لا... لا. مفاجآت كثيرة، بس أنت سجلي العرض". وسجلته والشريط في مكتبتي لم أره منذ ذلك اليوم المشؤوم".
"الوسط" التقت في الذكرى التاسعة عشر لاغتيال السادات ابنته الكبرى وحاورتها:
هل ما زلت متشككة في موته؟
- نعم هناك اسئلة كثيرة غامضة ابسطها كانت لماذا الخيانة، فصعب على الإنسان ان يخان وسط أهله وناسه.
هل أنت مستريحة للقول بأن الاسلامبولي ورفاقه هم من اغتالوا السادات؟
- التكهنات كثيرة، ولكني اعتقد أنهم كانوا أداة، ولكني أيضاً لا استطيع أن أحدد بالضبط من هم الذين كانوا وراء اغتياله، ولا يكفي أن يكون هناك تكهن، يجب أن تكون هناك أدلة ملموسة أقرب للعقل، مثل هذه المسائل لا تصح فيها العاطفة.
يقال إنها كانت مؤامرة للمخابرات الاميركية؟
- ممكن، ليه لأ. ولكني لا استطيع أن أجزم بذلك، ما تقوله عن دور المخابرات الاميركية قيل بالفعل ولكن الذي وضح في الصورة كان الاسلامبولي والآخر بطل الرماية طايل، الأخير اصاب بابا في رقبته، هذا المجرم كان حاصلاً على بطولة الجمهورية في الرماية في تموز يوليو قبل ان يغتال بابا، ما يقال كثير ولكني أعتقد أن هؤلاء لم يزيدوا عن كونهم أداة.
في داخلك، في أي الاتجاهات تستقر عليه عواطفك في شأن الاغتيال؟
- هناك تضاربات كثيرة وكأنه اغتيل اليوم، هذا القائد اغتيل وسط عرض عسكري، أي في منطقة عسكرية، أليس هذا صعب التصديق، أليس هناك علامة استفهام كبيرة أحسها كلما زرت بابا في مقبرته في نصب الجندي المجهول، وللعلم والدي هو الذي اختار تصميم هذا النصب وكأنه هرم رابع، تشاء الظروف أن يوصي بأن يدفن في وادي الراحة ويجهز أيضاً مقبرة ميت أبو الكوم ولكن يدفن هنا مع ذكرى أولاده وانتصاراتهم.
هل أنت مطمئنة لسير التحقيقات أم أن الأمر كما جرى في قضية المشير عامر يحتاج لتحقيقات جديدة؟
- لا أعتقد أن سير التحقيقات كان مطمئناً، واتصور أن وراء اغتيال السادات إهمالاً جسيماً، لأن اغتياله في طابور عسكري لا يعني سوى ذلك.
هل حدثك والدك عن محاولات اغتياله؟
- الرئيس كان كتوماً جداً ولكني لا أنكر أن سنة 1981 كانت بالنسبة لي كبيسة جداً، من أول السنة كانت هناك إحساسات غريبة تحوم حول الأسرة، خوف، فزع، اشياء مجهولة تحدث، كان هناك أمر ما سيحدث ولا أعرفه.
هل كان هذا بادياً على الرئيس؟
- جداً. كان عادة أكله خفيفاً ومسلوقاً وفي الأغلب صائم، بابا كان يفقد وزنه بسرعة شديدة، صام ثلاثة شهور كاملة رجب وشعبان ورمضان، في عام 1981 بدأت نظرته للحياة تتغير، زاهد في كل شيء، توقف عن أكل اللحوم تماماً قبل 6 شهور من اغتياله. كان شخصاً آخر.
وحكاية مقبرة وادي الراحة؟
- الرئيس متعود يقضي أيام الاعياد في وادي الراحة، ويقضي رمضان في ميت أبو الكوم، وكانت أمنية حياته أن يدفن الى جوار شقيقه عاطف السادات ولذا بنى مقبرة في مقابر الأسرة في ميت أبو الكوم لتحوي جثمان عاطف وأوصى بأن يدفن معه. كنا في القناطر والدنيا شتاء وأنا أجلس معه وجاء له هاتف من الوزير حسب الله الكفراوي وسأله بابا عن المقبرة، وكان رده إنه سيذهب ليراها بنفسه، سألته مقبرة ثاني يا بابا قال "يا راكا أنا سوف أدفن في جبل موسى"، رجوته أن أدفن معه وأن يخصص مقبرة لسيدات العائلة، وأوصاني بشدة ألا يدفن سوى في جبل موسى.
ولماذا دفن في القاهرة؟
- فتوى من شيخ الأزهر وقتها أن الشهيد يدفن في مكان شهادته ولم استطع أن أرد رغبة أمة كاملة، ولكني قلت لأخواتي ذلك لكن التدخل كان صعباً في امر يخص الدولة مثل هذا، ولكني أذكر وصيته على كل حال، وهذه كانت إحدى وصاياه العشر وأذكر أن بينها أنه خصص معاشاً لوالدتي السيدة إقبال ماضي وقال لي حتى لا تحتاج فلوساً من أحد. أما بقية الوصايا فكانت شخصية خاصة جداً بي.
متى تأكدتي أن والدك يسلم الأمانة؟
- لا أخفيك يوم 28 آب اغسطس عدت الى القاهرة بعد رحلة علاج بين لندن وسويسرا والتقيته في ميت أبوالكوم ويومها تأكدت أن مصيبة في الطريق، حزن عميق يلفه من كل جانب لدرجة أفزعتني وسألته على سبيل جر الكلام، لماذا لا ترتدي القميص الواقي في مقابلاتك الجماهيرية، قال لي بصوت عميق "أنا مش جبان" قلت له: "وما علاقة هذا بالجبن والشجاعة" قال في تسليم: "لو فيه ميت ألف حارس وإرادة ربنا لازم تتم، أنت تقولي البس القميص في العمل إذا جاءت الرصاصة لي هنا" وأشار إلى رقبته ورأسه. وفي نفس المكان ضربه طايل برصاصة، وختم كلامه معي "إرادة ربنا لازم تتم وأنا متوكل على الله وقل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا". يومها كلمني في اشياء كثيرة قال لي "المدفن في جبل موسى جاهز وأنا سوف أدفن هناك"، وقال "أنا خصصت معاشاً لوالدتك، لازم تكون مؤمنة، أصلاً أنا حأموت قبلها".
هل صحيح أنه فاتحك في الاستقالة وميله للتقاعد؟
- نعم هذا صحيح وهذا سر أذيعه للمرة الأولى والدي في الجلسة نفسها أخذ نفساً عميقا وقال لي ما افزعني، "شوفي يا راكا أنا بعد نيسان ابريل 1982 مش موجود، سوف استلم الأرض يوم 25 من الشهر نفسه، وأقيم احتفالات اسبوعاً وبعدين استقيل من رئاسة الجمهورية واتفرغ للحزب الوطني، بس اقعد في البلد". فزعت من كلامه لكنه بالفعل كان يجهز لذلك واعد "بلكونة" شتوية وأخرى صيفية وكلاهما سقفهما مفتوح بشكل معين ليرى منه القمر كاملاً، كان يعشق القمر ليلة تمامه، وعندما سألته لماذا؟ قال: "خلي الجيل الصغير هو الذي يحكم".
من كان يهدد الرئيس حينئذ؟
- البلد كان مليئة بالتيارات وأذكر أن عبود الزمر كان هارباً في المنصورة والرئيس قرر زيارة اسكندرية بالقطار، عند بنها لم يتوقف القطار على رغم خروج الآلاف لتحية الرئيس، بابا استدعى الوزير نبوي اسماعيل وعنفه، وقال له "لازم القطار يقف في كل محطة، فالناس خرجت لتحييني وتدعمني وتقف كل هذا الوقت وأنا اتجاهلهم، هذا يعني تجاهل"، وتوقف القطار في كل المحطات حتى المنصورة التي قيل إن عبود هربان فيها، بابا كان شجاعاً لا يخاف الموت أبداً.
لماذا كل هذا الحزن خاصة بعد عودته من القدس وكامب ديفيد؟
- أذكر أن بعد بابا ما وقع اتفاقية كامب ديفيد زار الغرب وعاد إلى القاهرة، وكان حفل زواج شقيقي جمال، كلنا كنا فرحانين إلا أنه لم يكن مبسوطاً، سألته حضرتك لست مبسوطاً، قال: "كيف أكون مبسوطاً وأنا لن أموت شهيداً، الصلح هذا حرمني من الشهادة، صحيح أنا كنت أتمنى ألا تكون هناك حروب وأن تكون حرب اكتوبر آخر الحروب، ولكني كنت أتمنى أن أموت في بدلتي العسكرية، كيف يحدث هذا بعد اتفاقية السلام. أيضاً يا بنتي هناك مؤامرات كثيرة لقتلي وعدة جهات مشتركة فيها". قلت له تعرفها يا بابا، قال: "أنا على علم تام بها"، ولكنه لم يفصح عن شيء وكل ما أعلمه عن محاولات اغتياله قراءات صحف.
ماذا جرى يوم 4 اكتوبر 1981؟
- كان هناك افتتاح ترعة النوبارية ثم عاد إلى جامعة القاهرة لمؤتمر الحزب، كانت أول مرة أرى بابا ملامحه هكذا مرهقة، تعبان ملابسه ليست بالشياكة المعهودة فهو كان أشيك رجل في العالم. هندامه فيه حاجة غلط، حتى الكرافت لم تكن مربوطة بالشكل المعهود، أنا كنت أعرف هذه الكرافت جيداً، نفسها التي ارتداها يوم توقيع كامب ديفيد، كروهات اسود في أبيض، أنا انخلع قلبي في نهاية الخطاب وأنا استعد لترديد الآية الشهيرة التي كان يؤثرها في نهاية الخطاب "ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إن هديتنا" فوجئت وفي نبرة حزينة شاكية، وكأنه يشكو الله، شكى الدنيا والناس، قالها في حزن وشجن وشكوى خلعت قلبي "اللهم اشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس"، وأكمل وختم بثلاث "رب إن لم يكن بك غضبك عليّ فلا ابالي" رددها ثلاثاً فعرفت أن هناك كارثة وأنه يحمل الجبال، وعليّ أن اتحرك لانقذه. حاولت أن آراه يوم 5 تشرين الأول اكتوبر طلبته قال لي عمو فوزي عبد الحافظ سوف يمر عليك لينهي موضوعاً خاصاً بي، رجوته أن يؤجله حتى يعود جمال أخي وبعد العيد. إلا إنني وسط تلك المكالمة قال لي "لما أرجع من العرض سأمر عليك وبعدين يا روكا سجلي العرض"، قلت له عمري ما سجلت العرض ليه بابا قال لأن فيه مفاجآت كثيرة، قلت له سلاح أو حاجات جديدة، قال لا. لا. لا مفاجآت كثيرة سجلي الشريط.
لماذا زار إسرائيل؟
- قال إنه يريد أن يجنب أولاده وأبناء شعبه الحرب، لا تنسى أنه فقد شقيقه عاطف في أول طلعة طيران في حرب تشرين كان دوماً يقول السلام تأخر 30 سنة، لازم نكسر الحاجز النفسي، كان عنده مرارة من الدول العربية كان يأمل في المساندة وليس القطيعة كما جرى، هو كان يعتبر نفسه أخوهم، معقول أخوات يقاطعوا بعض. كان حازز في نفسه جداً.
كسر الحاجز النفسي
متى أخبر بالسفر إلى اسرائيل؟
- كان كتوماً جداً وعندما سمعتها في الراديو اتصلت به في جزيرة الفرسان في الاسماعيلية وقلت له حضرتك جاد في السفر، قال نعم عشان نكسر الحاجز النفسي الرهيب، هذه مصلحة البلاد يا راكا.
وما ردك على القول بأنه بتلك الزيارة خان كل شيء؟
- قيل أكثر من ذلك، وأكبر رد على من ظهر أخيراً وعلى الشاشة ليقول إنه خائن وأهدر دمه أن الأحداث اليوم ترد عليه، هذا أكبر دليل على صحة حدس هذا الرجل الذي سبق عصره، أظن الجميع عرف أن السادات لم يتنازل، وكامب ديفيد شاهدة على ذلك، عموماً هذا متروك للتاريخ وأنا لن أدخل في مهاترات يحاولون جر أسرة السادات إليها.
لكن يبدو أن النغمة تغيرت في القاهرة؟
- نعم تغيرت، المعارضون حتى داخلياً الآن يعتذرون للسادات ويعيدون له الاعتبار، يكفيني ما قاله الاستاذ محمد حسنين هيكل، كل يوم يكتشفون قيمة جديدة للسادات وكفانا أن خصومه في الداخل والخارج، يقولون الآن أنه سابق لعصره وأوانه، وأنهم ما كانوا قادرين على فهمه وبعد كل هذه الأحداث على المستوى العالمي وضحت أهمية السادات ودوره.
لماذا هذه السنة تحديداً يردون الاعتبار له؟
- ولماذا أنكروا السادات 19 سنة، إنكار جميل السادات 19 سنة هذه أعظم خيانة، حالة رد الاعتبار متأخرة ولكني سعيدة بها على كل حال لأنه رد عملي على من استكثروا عليه الزعامة كانوا يريدون أن يكونوا زعماء مثله وفشلوا فاسقطوا فشلهم عليه، الزعامة ليست بالكلام، التاريخ هو الذي يفرض الزعامة.
هل يدخل فيلم "السادات" منطقة رد الاعتبار؟
- هم تأخروا في صناعة هذا الفيلم كما تأخروا في صناعة فيلم عن اكتوبر التي أعادت الكرامة للعرب، أخيراً فيلم عن أنور السادات تلك بادرة جيدة.
وما رأيك في الفيلم؟
- لم أشاهده ولم اطلع على السيناريو وأنا أقرأ عنه اخباراً مثل أي شخص آخر، وقلت لأحمد زكي ذلك ولكنه قال لي "يا مدام رقية رأيك مهم جداً سواء كان سلبياً أو إيجابياً، أصل الجميع يعرف أن رقية توأم روح السادات ولا يعرف عنه أحد مثلي، علاقة روحية يندر أن يكون هناك مثلها".
هل صحيح ان السادات طلب أن يمثل دوره انتوني كوين؟
- أذكر أن الرئيس السادات كان من هواة الأفلام الأبيض والأسود وكان عندما يذهب لميت أبو الكوم يحرص على مشاهدة تلك الأفلام، خاصة فيلم "انتصار الشباب" الذي شاهدته معه للمرة الأولى بعد خروجه من المعتقل قرميدان عام 1948 في دار سينما مصر في شارع فاروق في العباسية، وبقينا نشاهد الفيلم وكان يتوقف عند أغنية اسمهان "أهوى" ويعشقها هي وشقيقها فريد الأطرش. في سنة 1980 كنت في زيارته في ميت أبو الكوم في المنوفية، وقال لي مفاجأة فيلم هايل، وقلت له "انتصار الشباب" عموماًَ أنا موافقة، قال لي لأ تعالي، وجلسنا نشاهد فيلم "مدافع نافارونا" بطولة انتوني كوين الذي لعب دور قائد أخرس وأطرش أصم ويقود الثوار، كوين بهر الرئيس السادات. وقال أتمنى أن يجسد هذا الممثل دوري في الحياة. أحمد زكي قال لي في حفل زواج حفيد السادات أخيراً "أنا أريد رأيك بالضبط لأن الرئيس قال لك يريد انتوني كوين ان يمثل دوره"، وأضاف زكي "أنا تناولت 40 سنة من عمر الريس"، قلت له يا أحمد كل سنة من عمر الريس فيلم وحدها، أظن فيلمك سيكون مضغوطاً، قال لي "أنا مصمم على أن أعرف رأيك بالسلب أو بالإيجاب".
هل أنت سعيدة بكل ذلك؟
- سعيدة لأن المجتمع أوجعه ضميره، أخيراً السادات اتفهم إلى حد ما، الآن من يعتذرون لم يفهموا السادات، واتوقع مزيداً من الاعتذارات والاعترافات بفضل هذا الرجل، واقع الأحداث يقول ذلك.
تتكلمين وكأنه ملاك؟
- لا إنه بشر وله أخطاؤه لكني لن أتكلم عنها.
هل كانت للسادات شلة؟
- إطلاقاً هو كان يحب عمو عثمان أحمد عثمان، والصحافي جلال الدين الحمامصي، والاستاذ موسى صبري الله يرحمهم جميعاً، أما من السياسيين فكان يحب الدكتور مصطفى خليل رئيس الوزراء، كان يقول "بيفهمني".
وأهل المغنى، تحديداً أم كلثوم؟
- أنا لا أعرف من أين أتت حكايات أنه كان يكرهها ولا يحبها، السادات كان يعشقها ويموت فيها ولا يناديها إلا بسومة، وكان مسموحاً أن تناديه "أبو الأنوار"، بعد ذلك، هذا ود ما له حد، وما يقال إنها ظلمت أيام السادات كذب، وأذكر أنه في خطوبة لبنى شقيقتي في القناطر حضرت الست وعبد الحليم والشيخ النقشبندي الذي افتتح الحفل بابتهالاته التي كانت تزلزل بابا السادات، وأم كلثوم غنت "الأطلال" وكان يجلس على المائدة نفسها الشيخ عبد الله الصباح زوج الشاعرة سعاد الصباح، ورأيت الست عندنا في الجيزة مرة أخرى ولم تغن، وغنت أحلى أغانيها لمصابي حرب أكتوبر في حديقة مستشفى المعادي، ولا أنسى أن الرئيس السادات وكان نائباً أتصل يوم جمعة بالست وعبد الوهاب لتهنئتهما على أغنية "ليلة حب" ولكني لا أنسى انبهاره ما حييت انتوني كوين وحبه لفرانك سيناترا.
كارتر وسيناترا
كارتر هو الذي عرفه على سيناترا؟
- نعم لما تولى كارتر الرئاسة الأميركية وزار الرئيس السادات أميركا حضر معه حفلاً لفرانك سيناترا، وكارتر كان صديقاً شخصياً لوالدي وعندما سألته عن سر انبهاره بكارتر قال هذا الرجل متدين، ولا يخاف منه وأذكر أنه كان له رأي في مناحيم بيغن أنه خصم شريف ولما يوعد يوفي بالوعد وكانت هذه سمة بيغن التي حلت كثيراً من مشاكل المفاوضات.
أين بقية أفراد الأسرة؟
- كاميليا في بوسطن تدرس في إحدى جامعاتها عن المرأة في الإسلام، وراوية تعمل في شركة الأهرام، والعلاقات الحمد لله لم تنقطع مع اخوتي وطنط جيهان لأني لا أعرف حكاية اشقاء وغير أشقاء، أكرهها موت، ثم أن مقام طنط جيهان من مقام بابا ومعزتها من معزة بابا.
وعلاقتكم بأولاد الرئيس مبارك؟
- هم أصحاب جمال أخي.
وأولاد عبد الناصر؟
- لا توجد علاقات اسرية، أولاد عمو جمال كانوا اصغر مني، منى كانت زميلة راوية في المدرسة وهدى كانت أكبر لكن في المدرسة نفسها والعلاقة بعمي جمال كانت قبل الثورة وبعدها.
من عادات الرئيس السادات تدخين الغليون وقيل إنه كان يدخن المخدرات ف هذا ما يشاع؟
- هذا كلام المغرضين وأنا سمعته كثيراًَ وكان نفسي أرد عليهم بأن السادات كان رجلاً يعرف ربنا دائم الاعتكاف والصيام أقرب للمتصوفة، يحب الحياة من خلال تدينه، ودخن البايب بعد أن تعب صدره من السجائر، كان يشرب كارفن - A والاطباء الروس نصحوه بعدم التدخين ولما رفض قالوا له دخن سجائر بالنعناع المنتول ونصف سيجاره لا يكملها، بابا تعب أكثر وحاول تدخين السيجار ولم يكن يحب رائحته فقرر تدخين البايب الغليون والدخان من نوع الكابيتال ذي الرائحة المعطرة وكان يتخذ الغليون وسيلة للتفكير العميق وكل حواراته كان الغليون وسيلته في الاجابة العميقة، أما حكاية المخدرات فلا مكان لها في حياة هذا الرجل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.