أنور سلامة المدرب الجديد لمنتخب مصر، اسم كبير في عالم كرة القدم لاعباً ومدرباً، لكن سيرته الذاتية تزخر، إلى جانب انجازاته مع الأهلي، بالعديد من الحوادث التي تعدت حدود البساط الأخضر، إذ انه ادين في قضايا عدة لتعديه بالضرب على حكام وضباط شرطة وغيرهم. وتسببت عصبية أنور سلامة الزائدة في إبقائه دائماً خارج حسابات الاتحاد المصري لكرة القدم، فلم يرشح من قبل لتولي مهمة تدريب المنتخب المصري الأول، أو أي من المنتخبات المصرية للناشئين. لكن الاتحاد المصري الجديد برئاسة اللواء يوسف الدهشوري حرب فاجأ الوسط الرياضي المصري، واسند المهمة الى أنور سلامة خلفاً لمحمود الجوهري، المدير الفني السابق. "الوسط" التقت أنور سلامة في حوار حول مفاجأة الاختيار وبرنامج العمل واستعداده لخوض نهائيات كأس الأمم الافريقية المقبلة وعلاقاته مع اللاعبين والمدرب الأجنبي المزمع التعاقد معه. وكان هذا الحوار: هل كنت تتوقع تولي مهمة تدريب المنتخب المصري في هذا الوقت؟ - أي مدرب يتمنى أن تتاح له الفرصة لتولي مهمة تدريب منتخب بلده. فكما يطمح اللاعب في اللعب دولياً، فإن أي مدرب يتمنى أن يكون مدرباً دولياً لمنتخب بلاده. لكنني لم أكن أتوقع أن أتولى المهمة في هذا الوقت، لأن الظواهر كافة كانت تشير الى استمرار محمود الجوهري المدير الفني السابق الى ما بعد نهائيات كأس الامم الافريقية في العام 2000، لكن الأحداث التي وقعت في بطولة كأس العالم للقارات في المكسيك، كانت بمثابة الزلزال الذي قلب الأمور رأساً على عقب. من خلال خبرتك كيف ترى الأداء المصري في كأس القارات وخصوصاً في مباراة السعودية؟ - هذه مرحلة انتهت ويجب ألا ننظر كثيراً الى الوراء، ولكن ينبغي أن نأخذ العبرة مما حصل وننطلق الى الامام، لأن النظر الى الوراء يعيدنا الى نقطة الصفر من جديد. نريد معرفة رأيك في الأداء المصري؟ - الأداء المصري كان متفاوتاً بين القوة والضعف، ما بين القمة في الشوط الثاني لمباراة المكسيك التي تحقق فيها التعادل 2/2 وهو تعادل أقرب الى الفوز، لكونه جاء في ظروف صعبة ما بين نقص عددي ومناخ لم يعتد اللاعبون اللعب فيه وفريق عريق يضم نخبة من نجوم اميركا الشمالية ويؤازره جمهور غفير أما الضعف فكان في مباراة السعودية التي لم يكن أكثر السعوديين تفاؤلاً يتوقع فوز فريقه في ظل التفوق "النظري" لمصر التي تضم عشرة لاعبين محترفين في أوروبا. لكن الاداء المصري في مباراة السعودية كان بعيداً عن المستوى المعروف الذي شاهدناه في بوركينا فاسو في بطولة كأس الأمم الافريقية 1998، أو في الشوط الثاني لمباراة المكسيك. ويبدو أن الغرور تسلل الى بعض اللاعبين قبل المباراة فاستهانوا، وكانت النتيجة المعروفة، لكن لا يمكن لأي مراقب أن يجهل العوامل الأخرى التي أدت الى الخسارة من طرد مبكر لأبرز لاعبين مصريين. وكيف تم اختيارك؟ - سبق لي أن رشحت ضمن عدد من المدربين لتدريب منتخبات وطنية، لكنني لم أنل هذا الشرف ربما لاتهامي بالعصبية وقوة الشخصية وخشية المسؤولين في الاتحاد من عدم قدرتي على التفرقة بين العمل مع الاندية والعمل مع المنتخبات. وشاء حظي ألا أكون مرتبطاً مع أي من الاندية في الفترة الماضية وكنت ادرس بعض العروض المحلية والعربية، وعندما حدثني اللواء الدهشوري حرب رئيس الاتحاد، لم اتردد لحظة في قبول العرض لأنه كما ذكرت شرف كبير لأي مدرب أن يتولى تدريب منتخب بلاده. لكن النية تتجه للتعاقد مع مدرب أجنبي وهذا يعني انك ستكون الرجل الثاني؟ - لا أنظر الى موقعي كرجل أول أو ثانٍ، أنا أعمل لمنتخب مصر واعرف قدراتي جيداً وكذلك دوري فأنا مدرب عام لي صلاحيات فنية والمدرب الأجنبي لن يكون وصياً على افكاري وإنما سنتشاور معاً وهذا الأمر لا ينتقص من قدري. ألا تخشى أن يكون مصيرك مثل الخطيب وفاروق جعفر؟ - لكل انسان فكره وقدراته، والخطيب وفاروق جعفر هما من أفضل لاعبي مصر، وربما كان وجودهما معاً في جهاز واحد سبب إخفاقهما، فكل منهما قادر بمفرده على قيادة المنتخب، أنا لا أخشى الرحيل، فعملي علمني أن الاستمرار رهن بالنتائج، وإن كنت ارفض وأنا مع المنتخب الوطني أن يكون حسابي بالقطعة، أي بعد كل مباراة، فلاپبد أن يكون الحساب في ختام البطولات، وأنا لا أطلب سوى منحي الفرصة قبل اطلاق الحكم عليّ. ولكن البعض يخاف على المنتخب واللاعبين من عصبيتك الزائدة؟ - أولاً عصبيتي هي دائماً في خدمة فريقي، وهي وقتية انفعالية وليست ملازمة لشخصيتي في كل وقت، وللعلم أنا احترم الجميع منافسين وحكاماً واندية. أما الخوف على اللاعبين مني فهو أمر لا أساس له، لأن معظم اللاعبين سبق لي العمل معهم في "الأهلي" و"المصري" و"الشرقية" و"الالومنيوم" و"جمهورية شبين"، والآخرون سمعوا عني من زملائهم. أنا مدرب جاد احترم تعهداتي والتزاماتي وأعشق النجاح، واعتقد أن هذه المواصفات مطلوبة في أي مدرب يريد النجاح. ما رأيك في المدرب الوطني؟ - المدرب الوطني هو الأساس وهو الركيزة لأنه الباقي أما الأجانب فراحلون، والوطني يرجع اهتمامه بوطنه الى انتمائه وليس الى انتظاره العائد المادي. وماذا عن محمود الجوهري؟ - هو رمز للمدربين المصريين والعرب، إنجازاته لا ينكرها إلا جاحد، وأنا أرفض أن يتم تقويم الجوهري انطلاقاً من نتائج بطولة المكسيك، لأن أحداً لا ينسى الفوز بكأس افريقيا 1998 والتأهل لنهائيات كأس العالم 1990 والفوز بكأس العرب 1992 وكذلك انجازاته مع الأهلي والزمالك. هل ستطلب وقف الدوري المصري لإقامة معسكرات تدريبية؟ - أنا من المؤيدين لاستمرار الدوري، لأنه المحك الأساسي للاعبين وهو يفرز لاعبين جدداً للمنتخب الذي يحتاج الى عناصر كثيرة في المرحلة المقبلة كونها مرحلة تجديد. وماذا عن الدوري في مراحله الأولى؟ - متوسط المستوى ولم يقدم عنصراً جديداً يمكن التركيز عليه في الفترة المقبلة لاختياره ضمن تشكيلة المنتخب ومن برز من اللاعبين حتى الآن هم القدامى مثل ياسر ريان وهادي خشبة. هل ستعتمد على لاعبي المنتخب الأولمبي؟ - المنتخب الأولمبي هو الرافد الطبيعي لإمداد المنتخب الأول وهناك عناصر عديدة ستتم الاستعانة بهم خلال فترات الراحة للمنتخب الاولمبي حتى لا يتعارض ذلك مع ارتباطات هذا المنتخب في تصفيات اولمبياد سيدني 2000. وماذا عن اللاعبين المحترفين في الخارج؟ - من يمكن أن يرفض لاعباً جاهزاً صاحب خبرة دولية، اللاعبون المحترفون في أوروبا هم الركيزة الاساسية شرط أن يكونوا جاهزين فنياً وبدنيا، فالمشاركة في المنتخب الوطني لن تكون إلا للجاهز بغض النظر عما إذا كان محلياً أو محترفاً. وهل ستجد حلاً لمشكلة بديل حسام حسن؟ - هذه مهمتي الأولى، وسأعمل خلال المرحلة المقبلة على ايجاد أكثر من بديل لحسام حسن، وسأعتمد على الصاعدين وخصوصاً أحمد صلاح حسني المحترف في شتوتغارت الالماني، وهو صغير السن لم يكمل العشرين من عمره، فضلاً عن المهاجمين الذين سيظهرون من خلال مباريات الدوري الحالي. كيف تستعدون للحفاظ على اللقب الافريقي؟ - خاطبنا اتحادات افريقية ودولية عدة للعب مباريات ودية مع منتخباتها خلال شهري تشرين الأول اكتوبر وتشرين الثاني نوفمبر المقبلين ومطلع كانون الأول ديسمبر المقبل قبل السفر الى غاناونيجيريا للحفاظ على اللقب، لكن المهمة تبدو صعبة في ظل عودة نيجيريا للمشاركة الافريقية وإقامة البطولة في ملاعبها مع غانا المرشحة أيضاً مع جنوب افريقيا