يوم أطلَّ كوبيه "تيغرا" الصغير خريف 1993، جاء الموديل الذي تنتجه أوبل في إسبانيا بنفحة هواء منعش، لا للفئات الفتية وحدها بل ليساهم في إنعاش صورة الماركة الألمانية التابعة لجنرال موتورز. ومثلما إقترح "تيغرا" آنذاك صيغة الكوبيه المتسع لأربعة ركاب، في سيارة رخيصة نسبياً ومبنية على قاعدة موديل "كورسا" الصغير، سيطل في الصيف المقبل كوبيه "أسترا" الجديد، والمشتق طبعاً عن الموديل الذي أطل العام الماضي بصيغه الهيكلية ذات الأبواب الثلاثة أو الخمسة هاتشباك أو الأربعة صالون، سيدان، قبل إنضمام الفئة الأحادية الهيكل "زافيرا" حديثاً. وكأنها تسعى الى خط سطر إضافي تحت رياضية كوبيه "أسترا" المقبل الذي ستصل قوة أسرع محرّكاته الى 188 حصاناً، عرَضَت أوبل حديثاً أيضاً صور موديلها الرياضي الآخر "سبيدستر" الذي تألّق في معرض جنيف الدولي الأخير في الربيع الماضي، مع إعلان إتخاذ قرار نقله من المرحلة النموذجية الى الإنتاجية لبدء تسويقه بأعداد محدودة قبل نهاية العام 2000، أي بعد الكوبيه بأشهر قليلة. طبعاً، ستختلف وجوه أداء كوبيه "أسترا" وال"سبيدستر" بمقدار إختلافهما البنيوي، أي تماماً، ولو تشاركا ببعض العناصر كالمحرّكات. ومن هذه الزاوية تحديداً، سينزل كوبيه "أسترا" المتسع لأربعة ركاب، بخيارات محرّكات ثلاثة، كلها بأربع أسطوانات، أكبرُها وليس أقواها هو الجديد المتسع ل2.2 ليتر وبقوة 145 حصاناً كافية لإيصال سرعته القصوى الى 204 كلم/ساعة حيث تسمح القوانين وظروف السير بذلك طبعاً، وأصغرها المتسع ل8.1 ليتر 114 حصاناً، 194 كلم/ساعة للمهتمين بشكل الكوبيه أكثر من القوة التي قد لا تسمح قوانين سير بلادهم بإستغلالها أصلاً، بينما يقع بين الفئتَين أشرس محرّكات الموديل المتسع ل0.2 ليتر، والمجهّز بشاحن توربيني يضخه بقوة إضافية تصل الى 188 حصاناً، مروراً بسرعة قصوى تناهز 240 كلم/ساعة. طبعاً، حظي الكوبيه الجديد بتعديلات التعليق اللازمة لا لتحمّل القوة وحدها بل أيضاً لإغناء الوجه الرياضي الرشيق في أدائه علماً بأن أداء فئات "أسترا" يمتاز بالمرونة والرشاقة إجمالاً، فخفّض هيكل السيارة الأمامية الدفع 20 ملم مقارناً بهيكل الفئات الأخرى، بينما تولّت التجميلات الخارجية مهمة إبراز فوارقه الفتية مثل تعميم لون طلاء الهيكل على التنورتين وعارضتَي الحماية الجانبيتين والمرآتين والمصدّين، مع تصميم عجلات ألومينيوم وفتحة تهوئة خاصة بالكوبيه. وستتولى إنتاج كوبيه "أسترا" شركة بيرتون الإيطالية الشهيرة في مصنع جديد قرب تورينو، وبمعدّل نحو 30 ألف وحدة سنوياً. أما "سبيدستر" الذي حظي نموذجه حتى الآن بمحرّك ال2.2 ليتر والقادر على إيصاله الى سرعة 220 كلم/ساعة، مع تخطي المئة كلم/ساعة في أقل من ست ثوانٍ، ومعدّل إستهلاك عام يناهز سبعة ليترات بنزين في المئة كلم، فهو يختلف كلياً بحكم تركيب محرّكه في وضعية وسطية، أي بين المقصورة وبين المحور الخلفي. فبوضعية المحرّك تلك، لا سيما مع خفّة معدن الألومينيوم المقوّى الذي ستنتج منه الهيكلية، وألواح البدن المركّبة من ألياف بلاستيكية مقوّاة وزن النموذج نحو 800 كلغ... والقوة 147 حصاناً!، تؤهّل أوبل عملياً موديلَها "سبيدستر" لأداء رياضي حامٍ وعالي الدقة في التفاعل مع توجيهات السائق، نظراً الى وقوع أهم عناصر الوزن المحرّك والعلبة والسائق والراكب بين المحورَين الأمامي والخلفي، من دون ترك أوزان مهمة في الطرفَين بعد المحور الأمامي ووراء الخلفي للجم ميول الشد الجانبي في المنعطفات ومنح السيارة بالتالي أعلى درجات الثبات خصوصاً في القيادة السريعة. وإن بقي إنتاج "سبيدستر" محدوداً بعد إطلاقه، يظهر تزامن إطلاق أوبل موديلَيها الرياضيين في مهلة قصيرة سعيها الى إغناء صورتها الفتية والديناميكية بطابع تكنولوجي متقدّم كإستخدام الألومينيوم في قاعدة "سبيدستر" مثلاً يجاري جودة منتوجاتها وتقدّمها عموماً