يمر الاتحاد العمالي العام بأزمات ومطبات نتيجة ممارسات بعض أهل السلطة، ومع كل هذا فإننا نحن اللبنانيين من دون استثناء نتحمل مسؤولية ما وصل اليه الاتحاد من مصاعب ومصائب. ولكن عندما يوجه وزير العمل اتهامه لهذا الاتحاد فهذا خطأ كبير، وعندما يقوم وزير العمل نفسه بتأسيس اتحاد آخر هو نقيض الاتحاد الوطني فهذا خطأ أكبر بحق الوطن، وكأننا نعيش في دولتين. هذا شيء يدعو الى السخرية والأسف، فالصراع بين الاتحاد العمالي العام الذي يرأسه الياس ابو رزق والحكومة الممثلة بوزير العمل مؤسف خصوصاً انه بدأ في وقت نحن بأمس الحاجة الى التكاتف والتضامن من أجل مصلحة لبنان العليا. لقد قامت وزارة العمل بحملة ظالمة ضد الاتحاد العمالي ورئيسه وبخطة منظمة مدروسة لاسقاط هذا الاتحاد… وانجاح لائحة الحكومة. اليوم صار عندنا بدل الاتحاد الواحد اتحادان، وبدل الرئيس الواحد رئيسان وهذا الوضع مهزلة المهازل. ان هذا الصراع أدى الى نشر غسيلنا الوسخ. ونحن للأسف مغتربين ومقيمين نكتفي بهز الكتفين وعض الشفاه والتحسر على أيام زمان على أيام اتحادنا العمالي العريق بعد محاولة الحكومة سحب البساط من تحت اقدامه، في محاولة لافقار الشعب اللبناني الصامد والمغلوب على أمره، وخلخلة المجتمع وارهابه بحيث يبقى الخوف سيد المواقف عند الناس. وازاء ما يجري لا بدّ من التساؤل: ما هذه الحملة الشعواء على الاتحاد العمالي قبل الانتخاب وبعده؟ في اعتقادي ان هذه الحملة هي من دون شك لصالح بعض الذين فشلوا في الحكومة ويخافون من نجاح الاتحاد العمالي، وهي تهدف الى تغطية فشلها على جميع المستويات: التعليمية والادارية والسياسية والاجتماعية، بحيث اصبحت هذه المشاكل تمثل ضغطاً حقيقياً على رئيس الوزارة فآثر السياحة حول العالم طلباً للمساعدات وهرباً من الحاح المشاكل الاجتماعية الضاغطة. لقد غيب الحريري معظم الأجهزة من حوله وأخذ يتصرف كأنه رئيس للوزراء ووزير لكل الوزارات. فهل هذه هي الديموقراطية التي يتغنى بها كل يوم صباح مساء؟ مفيد الغزال اوتاوا - كندا