عندما تم اختياره أفضل لاعب في مصر 1993 لم يشعر به أحد ولم يأخذ خقه من الاعلام، وعندما تم ايقاف حسام حسن وتحمل هو مسؤولية الهجوم المصري في بطولة الأمم الافريقية في تونس هتفت الجماهير ضده لأنه في نظرهم لا يرقى الى مستوى المشاهير. وأيمن منصور الذي قاد الزمالك الى بطولتي الدوري في العامين الماضيين لعب الدور الأكبر في فوز الفريق ببطولة أندية افريقيا، ثم احراز هدف الانتصار على الأهلي في كأس السوبر في جوهانسبرغ. يتحمل هذه الأيام مسؤولية خط هجو ممنتخب مصر في بطولة الأمم الافريقية. كان أيمن لاعباً في نادي السكة الحديد قبل ثلاث سنوات مضت، وفي سلطنة عمان جرب حظه لاعباً محترفاً في نادي صحار الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية الى جوار النجم الشهير طاهر أبو زيد لكنهما لم يوفقا في تحقيق أماني النادي العماني الذي اعتقد مسؤولوه ان أيمن وطاهر بمقدورهما ان يصعدا بالفريق الى دوري الأضواء. عاد أيمن الى مصر وهو في قمة حزنه، فقد كان يأمل ان يحقق المكسب المادي الى جانب تثبيت قدميه كلاعب محترف اذ كان الدجاجة التي تبيض ذهباً لنادي السكة. وابتسم له الحظ من جديد فتعاقد معه نادي الزمالك وشارك مع زملائه في الفوز بالدوري وكأس السوبر. بعد هذه النجاحات الباهرة والأهداف الكثيرة التي احرزها لفريقه وللمنتخب، اعتقد أيمن انه اصبح نجماً، ثم اكتشف قبل سفر المنتخب الى تونس انه "ولا حاجة" فقد هتفت الجماهير ضده في آخر مباراة تجريبية للمنتخب أمام الكاميرون، وطالبت بعودة حسام حسن لأنه من وجهة نظر الآلاف لا يصلح لأن يكون المهاجم الخطير الذي يستطيع ان يهز الشباك. بكى أيمن وهو يخرج من الملعب ولم يشعر أحد بمرارته الا الدكتور طه اسماعيل المدير الفني للمنتخب ويوسف الدهشوري حرب رئيس الاتحاد والدكتور عبدالمنعم عمارة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة فركبوا جميعاً الباص مع المنتخب لكي يقولوا لأيمن منصور بصفة خاصة لا تحزن والله معك. "الوسط" التقت أخطر مهاجم مصري في الوقت الحالي ورأس الحربة الأساسي للزمالك والمنتخب عشية سفره الى تونس ومعه دار هذا الحوار. هل أنت محظوظ؟ - كنت أعتقد انني محظوظ جداً خصوصاً عندما بدأت اللعب للزمالك، وكان هذا منذ أكثر من عامين، ولكن مع مرور الوقت تسرب الاحباط الى نفسي لأن جهودي - مع الأسف - لا يشعر بها احد، وحتى الاعلام يشير الى أهدافي اشارات عابرة على الرغم من انها تكون عادة أهدافاً حاسمة. هل أنت راضٍ عما حققته؟ - الحمد لله أنا راضٍ… فقد كنت لاعباً أساسياً مع السكة الحديد وشاركت في كل فوز لهذا الفريق الصغير، وعندما احترفت في سلطنة عمان رضيت بما قسم الله لي، ومع الزمالك شاركت في انجازين على الصعيد المحلي، وانتصارين افريقيين… ثم أنا مهاجم أساسي في المنتخب، كل هذا يجعلني راضياً بما حققته. وهل تحققت لك النجومية بعد كل هذا؟ - يبدو انني لست نجماً بعد كل ما حققته وأحققه، فالجماهير تحب وتكره وتقارن، واللاعب مظلوم مها أحياناً. وهل أنت مظلوم؟ - جداً… وكيف تقبل الظلم؟ - لا يد لي ولا حيلة… هل تريدني أن أقود الجماهير لتهتف باسمي؟ هل أمسك بقلم صحافي لأكتب عن نفسي؟ هل أتحدث بلسان معلق لأشيد بآدائي وأهدافي؟ كل ما أملك ان أقوله "يا رب يرضى عني الجمهور والاعلام". المقارنة الظالمة قلت ان الجماهير تقارن… فهل تعتقد ان المقارنة تصب في مصلحتك؟ - كيف تكون في صالحي وقد هتفت الجماهير ضدي، وطالبت بعودة حسام الى المنتخب لأنني لا أنفع. وهل هذا يترك أثراً سيئاً في نفسك؟ - بكل تأكيد… هل انت افضل من حسام؟ - ارفض ان اتحدث عن زميل مخلص من دون ان أشيد به… ان حسام هو افضل مهاجم في مصر من وجهة نظري، ولكن هل هناك فريق يلعب بمهاجم واحد؟ بالطبع لا… اي فريق كرة قدم يجب ان يضم مهاجمين اثنين أساسيين على الاقل. ما هي الامنية التي تحلم بها؟ - ان اكون نجماً… لأنني استحق ان اكون ذا شعبية اكبر من الشعبية التي اتمتع بها في الوقت الحالي. ماذا ينقص الزمالك هذا الموسم لكي يحتفظ ببطولة الدوري للعام الثالث على التوالي؟ - الروح العالية. لا ادري ماذا اصاب الفريق؟ خسر الزمالك جهود اشرف قاسم كمدافع قوي وصلب، وخسر ايضاً مهارة رضا عبدالعال، وخطورة جمال عبدالحميد، ولكن النادي زاخر بالشباب الممتازين مثل الشيشيني وخالد الغندور وعقل جادالله وغيرهم. ثمة نوايا سيئة جعلت فريق الزمالك في هذا الوضع، لأنه ليس من المعقول ان يبهط المستوى الفني الى تلك الدرجة المحزنة. الصريح المحبط وهل ضاعت البطولة؟ - اعتقد ان فرصة الاهلي باتت اكبر من الزمالك. والاسماعيلي؟ - سيحتل المركز الثالث… سواء فاز الاهلي او ابتسم الحظ من جديد للزمالك. اذا كان هذا حال الزمالك، فلماذا اصيب المنتخب بحالة من الارتباك قبل البطولة الافريقية؟ - يجب ان اكون صريحاً… الكرة في مصر تمر بحالة انعدام الوزن والسبب هو وصول المنتخب الى كأس العالم 1990، لقد لعب منتخب مصر في المونديال على انقاض النشاط المحلي، حيث ارتبكت المسابقات فأصيبت القاعدة العريضة بالعقم لاجل المجموعة التي شاركت في كأس العالم، وبعد البطولة العالمية كان يجب على اتحاد الكرة ان يخطط للسنوات الاربع التالية ولكن - مع الاسف - تخبط اتحاد الكرة وتوالت اقالة الاجهزة الفنية وارتبكت الفرق فتذبذب مستوى الاندية، لذلك كان من الطبيعي ان يتذبذب المنتخب لأنه افرز الاندية. وبصراحة اكثر ان مستوى الاهلي والزمالك - وهما بطلا افريقيا - لا يرقى الى مستوى بعض الفرق المحلية، والمتابع للدوري المصري هذا الاسم يلمس ان الاداء العام سيء جداً، فكيف يكون المنتخب في حالة افضل؟ ما هو الحل؟ - ان يتم التخطيط من الآن لبطولة افريقيا 1996 وكأس العالم 1998، وان يتم الاستقرار في كل شيء في المسابقات وفي الاجهزة الفنية للمنتخب. ما هو افضل فريق في مصر؟ - الاسماعيلي. ولماذا لا يفوز بالدوري؟ - لأن ادارة النادي فشلت في التعامل مع الجماهير واللاعبين، فكانت النتيجة ان الفريق لعب خارج ملعبه مباريات كثيرة كعقوبة للشغب الجماهيري. وهل يعيش الزمالك هذا الاستقرار؟ - الزمالك ليس من كوكب آخر، والمناخ العام كله في حاجة الى دراسة. هل تفكر في الاحتراف خارج مصر؟ - بصراحة… لم أتلق أي عرض من الخارج، واعتقد انني لست نجماً جماهيرياً لكي تنهال عليّ العروض. أنت صريح… ام محبط؟ - انا الصريح… المحبط.