ألكسندر ميتروفيتش إلى الريان القطري    تياغو بيزيرا.. مسيرة "مهندس الصعود" في الملاعب السعودية    زلزال بقوة 6.2 درجات يهز جنوب شرق أفغانستان    الأخضر يقلب تأخره إلى فوز مثير على منتخب مقدونيا    ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 64231 شهيداً و161583 مصاباً    تخريج 121خريجًا من الدورة التأهيلية ال 54 للضباط الجامعيين ودورة بكالوريوس العلوم الأمنية    أمين منطقة تبوك يلتقي المستثمرين ورجال الأعمال في غرفة جدة    محافظ الخبر يدشن المؤتمر الدولي الخامس لمستجدات أمراض السكري والسمنة    الهيئة الوطنية للأمن السيبراني تختتم النسخة الثانية من برنامجها التدريبي الجامعي    ضبط 26 مخالفًا لتهريبهم (450) كيلوجرامًا من القات المخدر    سوق العمل الخليجي ينمو بنسبة 25% خلال أربع سنوات    ‫شقيق الزميل الراشد في ذمة الله    بيشكتاش يطلب ضم لابورت    بالدمام إحالة مقيم إلى النيابة لبيعه مستحضرات غير مسجلة    غرفة الرس تستعرض منجزاتها في الدورتين الثالثة والرابعة    السعودية تفرض قيوداً على لعبة روبلوكس لتعزيز الأمان الرقمي    بنك التنمية الاجتماعية والثقافة والفنون بالرياض يستعرضان نجاحات "بنك الفن"    استخدام الإنترنت في السعودية يقفز ل 3 أضعاف المعدل العالمي    الطريق البري بين المملكة وعُمان إنجاز هندسي في قلب الربع الخالي    النفط يواصل التراجع    كبار أوروبا يبدؤون مشوارهم في تصفيات كأس العالم    استعرضا سبل تعزيز العلاقات الثنائية.. ولي العهد ورئيس الإمارات يبحثان تطورات الأوضاع الإقليمية    بسبب أزمة كأس السوبر.. «اتحاد القدم» يقيل القاسم والمحمادي أميناً    العميد ومشوار اللقب    تدهور إنساني متصاعد غرب السودان.. الجيش يشن غارات مكثفة على مواقع الدعم السريع    ضبط 73 حالة اشتباه بالتستر في أغسطس    القيادة تعزّي رئيس مجلس السيادة الانتقالي بجمهورية السودان    الواحدي والدغاري يحتفلان بزفاف محمد    «منارة العلا» ترصد الخسوف الأحد المقبل    كشافة شباب مكة يطمئنون على الهوساوي    احتجاجات إسرائيلية قرب منزل نتنياهو للمطالبة بصفقة غزة    أسماء جلال تنتهي من فيلم «إن غاب القط»    «مدل بيست» تفتح طريق العالمية للموهوبين    أوروبا تعتبر لقاء بوتين وشي وكيم تحدياً للنظام الدولي.. لافروف يتمسك ب«الأراضي» وكيم يتعهد بدعم روسيا    نجاح علاج أول مريضة بالخلايا التائية المصنّعة محليًا    إنجاز سعودي.. أريج العطوي تحصل على براءة الاختراع الأميركية في تحسين التوازن النفسي    100 % امتثال تجمع جدة الصحي الثاني    الأديب جبير المليحان.. نصف قرن من العطاء    "ملاحم الدولة السعودية" يوثق ثلاثة قرون من البطولة والتوحيد..    ركن الوراق    السينما لا تعرف الصفر    السلطة تقلب المبادئ    حُسنُ الختام    أمانة الشرقية تناقش تحسين المشهد الحضري    عالم بشع    اليوم الوطني السعودي.. عزنا بطبعنا    تذكر النصر العظيم، وبناء مستقبل مشرق معًا    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالفيحاء في جدة ينقذ حياة «صيني» مصاب بعيب خلقي أدى إلى انسداد الأمعاء    منع تجاوز الحواجز التنظيمية في الحرمين    المملكة توزع 2.000 سلة غذائية للمتضررين من السيول في مدينة قيسان بولاية النيل الأزرق في السودان    6 مليارات ريال قروضا زراعية بالشرقية    فضيلة المستشار الشرعي بجازان "التماسك سياج الأوطان، وحصن المجتمعات"    أربعون عاما في مسيرة ولي العهد    نص لِص!!    ميلاد ولي العهد.. رؤية تتجدد مع كل عام    خطبة الجمعة.. حقوق كبار السن وواجب المجتمع تجاههم    نائب أمير تبوك يستقبل مدير فرع وزارة الرياضة بالمنطقة    المملكة تعزي السودان في ضحايا الانزلاق الأرضي بجبل مرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور حسين الجبوري يكشف ل "الوسط" : هكذا خططت مع عسكريين عراقيين لقلب نظام صدام حسين
نشر في الحياة يوم 19 - 04 - 1993

كشف الدكتور حسين محمد عبدالله الجبوري، في مقابلة خاصة مع "الوسط"، تفاصيل تورطه في محاولة انقلابية للقضاء على صدام حسين، كما كشف عن محاولات عدة جرت لقلب النظام في بغداد ولاغتيال الرئيس العراقي. والدكتور الجبوري 43 سنة استاذ في جامعة الموصل ومن عشيرة الجبور، إحدى أكبر العشائر في العراق، وقد خطط مع ضباط عراقيين وشخصيات أخرى لقلب نظام صدام، لكن المحاولة فشلت مما أدى الى اعدام عدد من المشاركين فيها. حسين الجبوري تمكن من مغادرة العراق في ربيع 1992، والتقته "الوسط" في لندن قبل أيام وأجرت معه المقابلة الآتية:
شاركت في المحاولة الانقلابية التي جرت ضد صدام حسين في 28 آب اغسطس 1991، وهي محاولة فشلت مما أدى الى اعتقال واعدام عدد من الضباط والعسكريين والشخصيات المدنية العراقية. أي دور لعبته في هذه المحاولة؟
- وقع الاختيار عليّ بين زملائي لتولي عملية التنسيق في محاولة الانقلاب هذه بصفتي مدنياً واتمتع بحرية حركة واتصال بالآخرين، أكثر من العسكريين. في الفترة التي سبقت الكشف عن المحاولة تحركنا بشكل مكثف لكسب عناصر فاعلة في المؤسسة العسكرية العراقية، وعلى الأخص في جهاز الحرس الجمهوري والألوية العسكرية الفاعلة وجهاز المرافقة التابع لصدام حسين، كما نشطنا في الاتصال بشخصيات فاعلة داخل المجتمع العراقي بكل فئاته، حتى نتجنب ما وقع به النظام لجهة التمييز بين عربي وكردي وشيعي وسني. ونجحنا في كسب اعداد كبيرة من العراقيين من البصرة جنوباً وحتى كردستان شمالاً. وكان تنفيذ الخطة لقلب النظام يعتمد بشكل رئيسي على جهود العسكريين، في حين كان دوري يتركز على الاتصال والتنسيق.
في أية مرحلة كانت المحاولة عندما تم الكشف عنها؟
- في المرحلة النهائية، لا سيما أن العراق، بعد الحرب والانسحاب من الكويت، كان في حالة لا يحسد عليها، لا سيما لجهة تدمير البنية التحتية للبلد، ولقد سعينا للتركيز على أهمية بقاء العراق موحداً كبلد. ولذلك تجنبنا في مشروعنا الانقلابي أية خطوة من شأنها أن تكرس التقسيم، ولذلك كانت العملية منسقة وتفسح المجال أمام مشاركة فعاليات عراقية مختلفة تعمل وتؤمن بأهمية المحافظة على العراق كدولة موحدة وبحدوده المعروفة.
ماذا كانت عناصر الخطة أو المحاولة الانقلابية للقضاء على صدام حسين؟
- وضعنا خطة عمل تأخذ في الاعتبار كل الاحتمالات. كانت المهمة الرئيسية المحددة لزملائنا العسكريين معرفة مكان اجتماعات القيادة العراقية برئاسة صدام حسين، ومعرفة مثل هذا الأمر ليست سهلة، إذ أن عمليات التضليل المعروفة لا يعرف بها إلا الرئيس العراقي وأشخاص لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد الواحدة. ومع ذلك نجحنا في تحديد مكان عقد الاجتماعات من وقت لآخر. وكان من المفاجىء لنا أن الموقع لا تحيط به أية اجراءات أمن من الخارج، وكذلك كانت فكرة تنفيذ عملية اغتيال صدام من الأمور الواردة، وبعض الاخوة كان من أصحاب فكرة اعتقاله حياً بحيث يتم تقديمه للمحاكمة فيكون عبرة للاجيال المقبلة.
كيف كشفت أجهزة النظام الخطة؟
- ذهبت الى بغداد يوم السادس والعشرين من شهر آب اغسطس 1991 في مهمة للاتصال ببعض الاخوة المشاركين في العملية وعدت الى منزل أهلي في ناحية العلم بالقرب من تكريت مساء يوم السابع والعشرين حيث قضيت الليل هناك، وفي الصباح كانت خارج المنزل حركة غير عادية، إذ أن اشقاء وشقيقات وزوجات عدد من الضباط الذين أعرفهم جئن الى منزلنا يسألن بقلق عن مصير ازواجهن وأشقائهن الذين اعتقلوا خلال الليل. كنت واحداً من أشخاص عدة وجهت اليهم الاسئلة لأن أسر هؤلاء الناس يعرفون أنني على صلة بهم. وبعد لحظات من التفكير، قلت لا بد أن الدور سيصل اليّ، وتساءلت لماذا لم يبادروا الى اعتقالي، ورحت أضع الأجوبة التي تريحني، لكن في النهاية قررت ترك المنطقة باتجاه منزلي في الموصل، بعد أن ساورني الشك بأن المحاولة قد يكون كشف النقاب عنها. وقبل توجهي الى الموصل، ذهبت الى تكريت للاستفسار من بعض معارفي عما حصل، وعندما لم أحصل على جواب مقنع توجهت نحو الموصل، حيث كنت اسكن في الحرم الجامعي بصفتي استاذاً في جامعة الموصل.
من الذي نفّذ عمليات الاعتقال في ناحية العلم قبل مغادرتك المنطقة؟
- مجموعات تابعة لجهاز الامن الخاص مرتبطة بالقصر الجمهوري، وهي الجهاز الامني الرئيسي المكلف بحماية الرئيس صدام حسين.
وما الذي لاحظته لدى وصولك الى منزلك في الموصل؟
- مع اقترابي من الحي الذي اسكن فيه داخل الحرم الجامعي لاحظت حركة غير عادية، وأبرز ما هزّني في تلك اللحظة مشاهدة منزلي مطوقاً، عند ذلك شعرت ان الوقت من ذهب ولا بد من مغادرة المنطقة. لقد ساعدتني معرفتي بالوضع ونقاط الحدود والتفتيش على اختيار اقل الطرقات خطورة، وأقصد بذلك اقل الطرقات التي يتواجد في شوارعها نقاط تفتيش، وكان ذلك يعني توجهي الى منطقة مخمور، وقد لجأت الى احد بيوت الشعر في المنطقة حيث اقمت هناك أربعة ايام مع طفلي الصغير، وبعد ذلك ساعدني مضيفي على السفر الى اربيل ومنها توجهت الى مكتب الاتحاد الوطني الكردستاني.
لماذا فشلت المحاولات؟
من كانت أبرز الشخصيات العسكرية والمدنية التي تم اعتقالها؟
- العميد الطبيب عبدالكريم علي صالح والعقيد الركن ضامن عليوي الجبوري والعقيد الطيار امين مهدي الذي كان يحمل وسام القادسية والشيخ روكان جاسم والعقيد مزاحم صالح والمقدم عيسى جاسم والنقيب محمود شريف، وهناك آخرون لا يمكنني البوح باسمائهم لأنه لم يثبت ما اذا تم توجيه تهم اليهم او تم اكتشاف امرهم، لكنهم كانوا بالعشرات.
ما هو حجم التأييد وعدد العناصر المتعاطفة مع توجهكم داخل الحرس الجمهوري او جهاز الامن الخاص للرئيس العراقي؟
- من السابق لأوانه الحديث في هذا الموضوع، وحرام ان نفتح ملفات قد تودي بحياة اشخاص وأسرهم من اجل كسب اعلامي. لكن لا اخفي عليك ان السخط والغضب على النظام وطريقة ادارة صدام للبلاد ودفة الحكم كان كبيراً، لكن في الوقت نفسه كانت هناك صعوبات كبيرة في الاتصال بأشخاص، خصوصاً بعسكريين فاعلين، لأن اكتشاف اي اتصال او نشاط ضد الحكم ليس عملية صعبة بسبب تغلغل اجهزة صدام الامنية في كل قطاعات المؤسسة العسكرية. وليس جديداً القول ان الطريقة التي تدار بها المؤسسة العسكرية او الوحدات العسكرية ليست من الطرق المعروفة في العلوم العسكرية، اذ بمقدور ضابط صغير يعمل لصالح الاجهزة الامنية ان يحول دون تنفيذ قرار من قائد اللواء اذا كان هذا الضابط غير واثق من الوجهة التي سيتحرك بها اللواء او الهدف من تحرك قطعاته العسكرية. ولذلك لن اصل الى مرحلة اصف فيها نشاطنا بأنه كان على شكل تنظيم، لأن عملية توسيع الحلقة تعني بالنسبة الينا في الظروف التي يعيشها العراق سهولة نجاح الاجهزة الامنية في اختراق واكتشاف نشاطنا، وقول مثل هذا الامر يعني ان عددنا كان محدوداً.
لماذا فشلتم، انتم وغيركم، في سعيكم لازاحة صدام حسين عن السلطة؟
- كانت هناك ظروف خارجة عن ارادة العراقيين فكل المحاولات لقلب النظام فشلت لأن أية عملية انقلابية بحاجة الى دعم خارجي، ولم يكن هناك مثل هذا الدعم. اما فشل المحاولات الاخيرة لقلب نظام الحكم فهو عائد الى التنظيم الدقيق لأجهزة الامن التي بناها صدام حسين. انني لا أقول ان قلب النظام صعب جداً، لكنه ليس بالسهل. لقد استغل صدام حسين التقسيمات الطائفية والتقسيم القومي بالقول ان هؤلاء عرب وأولئك اكراد، وأشاع جواً يعطي انطباعاً بأن المعارضة في الخارج تدعم غزو العراق واستمرار محاصرة البلد وانها تشجع على استمرار فرض الحظر على العراق.
انقلابات وخطط اغتيال
هل كانت هناك أي صلة بين محاولتكم الانقلابية في شهر آب اغسطس 1991 ومحاولة النقيب سطام غنام الجبوري في السادس من كانون الثاني يناير عام 1990؟
- أعدم النقيب سطام غنام الجبوري بعد احتلال دولة الكويت في آب اغسطس 1990، لكن محاولة الانقلاب التي حاول سطام تنفيذها فشلت في السادس من كانون الثاني يناير 1990 وقد غادر احد شركاء سطام في المحاولة وهو الشيخ مشعان الجبوري البلاد الى احدى الدول المجاورة. هذه المحاولة كانت تستهدف اغتيال صدام اثناء رعايته لعرض عسكري داخل بغداد، لكن اكتشاف المحاولة قبل وقت قصير جداً من تنفيذها اسفر عن اعدام ثلاثة وعشرين شخصاً من العسكريين والمدنيين من منطقة واحدة فقط.
من هم أبرز الذين اعدموا مع سطام غنام الجبوري؟
- النقيب مضحي علي حسين وصالح جاسم وهيشل شبيب وخيري محمد وعبدالرحيم جمعة وأفندي طلب ومحمد محجوب.
وهل كنت على صلة بسطام قبل محاولته الفاشلة؟
- نعم.
وما هي درجة القرابة بينكما؟
- سطام من ابناء عشيرتي، لكنه من محافظة نينوى بينما أنا من محافظة صلاح الدين، وبالنهاية فنحن عراقيون.
كيف تم اعتقال سطام الجبوري؟
- في اليوم نفسه الذي كان يسعى فيه لتنفىذ العملية، بعد ان احبطت في ساحة الاستعراض العسكري.
وما هي التبريرات التي حصلت عليها اسرتك بعد اعادة شقيقك الرائد افهم محمد عبدالله الجبوري جثة هامدة، وماذا كانت مهمته في القصر الجمهوري؟
- كان شقيقي الرائد افهم عبدالله مسؤولاً عن قوة الانذار والسيطرة في القصر الجمهوري، وبعد فترة من عمله في تلك المرحلة كلف بحراسة حسين كامل صهر صدام حسين، وتولى مهاماً في منطقة كربلاء في السادس من شهر آذار مارس 1990، وفي ظروف غامضة قتل شقيقي وعومل كشهيد من قبل اجهزة النظام. لكن حسين كامل طلب من افراد الوحدة التي كان يقودها شقيقي الثأر له من عناصر الانتفاضة ضد النظام، وهذا ما جعلني اشك في تبريراتهم، خصوصاً ان شقيقي اعرب مراراً عن تأففه مما يجري وطالب بوضع حد له. ومن يعرف النظام وأجهزته الامنية فانه يعرف مصير كل من يبوح بذلك. وبعد اكتشاف محاولتنا لقلب نظام الحكم في بغداد في صيف 1991 لجأنا الى شمال العراق. وحاولت اجهزة النظام ملاحقتنا، وليس سراً القول ان الحكم في بغداد عنده متعاونون، وقد نجح احدهم وكنا في ضيافته يوم 24 آذار مارس 1992 في وضع مادة سم الثاليوم في كأس الشاي الذي قدمه لي مع زميل لي. وبعد فترة وجيزة من وصولي الى مقر الاتحاد الوطني الكردستاني شعرت بدوار وألم في المعدة فأيقنت انه تم تسميمي، لا سيما انني ابلغت مضيفي الذي لا أريد الافصاح عن اسمه ان طعم الشاي غير طبيعي، فبدّل كأس الشاي بعد اعتذاره وقال ان زوجته وضعت الملح بدل السكر، وقدّم لي كأس شاي آخر. نقلت الى المستشفى في مدينة شقلاوة، لكن تدهور صحتي أدى الى نقلي الى مستشفى اربيل، وبدأ الاطباء معالجتي على اساس انني اعاني من التهاب في الرئة والتهاب في الكبد، الى ان بدأ يتساقط شعري، حيث واجهت الاطباء بذلك فاعترفوا بأن هذه عوارض سموم.
وهل صحيح ما ذكرته لأشخاص بأن قصي صدام حسين هو وراء محاولة تسميمك؟
- لقد أبلغني بذلك مسؤولون أمنيون في الجبهة الكردستانية.
وماذا حدث بعد ذلك؟
- نقلت الى دمشق حيث عولجت في مستشفى الاسد الجامعي قبل نقلي الى وحدة معالجة الثاليوم في مستشفى جاي اللندني حيث تمت معالجتي من ما يسمى في لندن بالسم العراقي لشهرة نظام صدام حسين باستعمال الثاليوم.
كم عدد المحاولات التي تمت لقلب نظام الحكم او لاغتيال صدام حسين في المرحلة الماضية؟
- محاولات كثيرة تمت في السابق ولم يكشف اعلامياً الا عن محاولتين: الأولى في العام 1973 وقام بها مدير الأمن العام ناظم كزار وذهب ضحيتها عبدالخالق السامرائي، واكتشفت قبل تنفيذها بوقت قصير. والثانية في 1979 والتي اعدم فيها وزراء وأعضاء من القيادة العليا في بغداد. وهناك محاولات لم يعلن عنها، مثل محاولة تمت في 1975 وقادها الشيخ شخيط علي الدانة الجبوري، وهو من سكنة جنوب العراق، وقد تم اعدامه على اثرها مع مجموعة من العسكريين والمدنيين، كما قام ماهر طلب صالح بمحاولة فاشلة عام 1982 واعدم مع ستة من اخوته وكان ماهر من مرافقي الرئيس في حينه. ونفذ عياش محمد ثابت وكان مهندس تفتيش عام 1988 محاولة فاشلة لاغتيال صدام، اذ حاول احداث خلل في الطائرة العمودية الخاصة بالرئيس العراقي لكن اكتشاف العطل بوقت قصير قبل اقلاع الطائرة ادى الى اعتقاله واعدامه.
أشار وزير الخارجية الاميركي السابق جيمس بيكر في خطاب له في الكونغرس الاميركي عام 1991 الى محاولة انقلابية فاشلة جرت في العراق، هل كان يقصد المحاولة التي كنت وراءها او احد المخططين لتنفيذها؟
- لا اعرف من اين حصل جيمس بيكر على معلوماته حينذاك، لكن اؤكد ان ليس للولايات المتحدة او أية دولة اخرى صلة بنشاطاتنا، وخير دليل على ذلك انه لم تعر اية جهة خارجية اهتماماً بنا او تقدم اي دعم لنشاطنا داخل العراق. ان محاولات كثيرة ستجري لقلب نظام الحكم، وآخر المحاولات التي كشفت اسفرت عن اعتقال العميد محمد بلال الجبوري والشيخ ركاب ضامن الجبوري في حزيران يونيو 1992، حيث جرى اعدامهما مطلع العام الجاري. وللأسف ليس لدي تفاصيل كثيرة عن هذه المحاولة.
ما الأثر الذي تركه انكشاف محاولتكم الانقلابية على المشاركين في المحاولة او المؤيدين لها والذين لم يكشف امرهم؟
- طلب المسؤولون في جهاز الامن الخاص من كل اعضاء جهاز الامن من عشائر الجبور الذين يعرفونني ان يكشفوا عن انفسهم. ولا أبالغ اذا قلت ان آلافاً عدة قدموا انفسهم. ولما عرف المسؤولون بحجم معارفي طلب من فئة محدودة منهم، وكانت على صلة جيدة بي، ان تقدم استقالتها بعد توضيحها لطبيعة المعرفة التي كانت قائمة بيننا. وكما ذكرت فان هناك اشخاصاً اعتقلوا ولم يعرف مصيرهم حتى الآن.
وكيف عرفوا بك؟
- نحن من أسرة معروفة، شقيقي الرائد أفهم كان شخصية محبوبة وكنت اختلط مع كثيرين من خلال عملي واتصالاتي وصلة القرابة والصداقة.
وهل سبق لك ان التقيت صدام حسين؟
- نعم، لكن ذلك حدث اثناء زيارات عامة له.
الى اي مدى لعبت عشيرتك دوراً في تغطية نشاطك؟
- لا أريد ان انطلق في تفسيري للأمور من باب عشائري او طائفي، انا كأستاذ جامعي لي صلاتي وصداقاتي مع عراقيين من كل الاتجاهات، ولا أريد ان اسجل الى جانب اسمي اني انطلق من منطلق قبلي وعشائري.
هل لا تزال تعتبر نفسك صاحب جذور داخل المؤسسة العسكرية على رغم مغادرتك العراق منذ مدة؟
- بالقياس مع آخرين في المعارضة العراقية يمكنني القول نعم، اذ انني أحدثهم مغادرة لبلدي، كما ان لي صلاتي، وآثار ما قمت به من محاولة انقلابية لا يزال له اصداء.
وما سبب عدم بروزك على المسرح السياسي العراقي الا متأخراً؟
- كنت أمرّ في ظروف غير طبيعية اذ كنت اعالج من اصابتي بالثاليوم، والآن اقوم بدور من خلال مشاركتي مع اخوة معارضين في اجتماع في لندن بهدف تعزيز وحدة المعارضة تمهيداً لتحقيق اهدافنا في تغيير النظام وارساء قاعدة لنظام ديموقراطي يكفل العيش لأبناء العراق بحرية وكرامة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.