لم تكد تمضي أيام على مأساة نقل دم ملوث بفايروس"الأيدز"إلى الطفلة رهام الحكمي في مستشفى جازان العام، حتى راجت إشاعات عن وفاة فتاة أخرى، جراء نقل دم إليها في شكل خاطئ، لكن المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة جازان سارعت إلى التأكيد أن الفتاة توفيت بسبب مضاعفات إصابتها ب"الأنيميا المنجلية". وذكرت"المديرية"في بيان أمس أن الفريق الطبي المشرف على علاج الفتاة، أفاد بأنها كانت مصابة بمرض الأنيميا المنجلية الذي من مضاعفاته متلازمة الصدر الحادة Acute chest syndrome التي تسبب نقصاً في أوكسجين الجسم وفشل الجهاز التنفسي، إضافة إلى ضعف المناعة وعدم فعالية الطحال، ما يجعل المريض أكثر عرضة للالتهابات الحادة في الجهاز التنفسي والبولي، وفي حال عدم قدرة الجهاز المناعي على احتواء أي التهاب أو عدوى في الجسم، فإن هذه العدوى التي لا تستجيب لأفضل أنواع المضادات الحيوية تنتقل من الجهاز المصاب الجهاز التنفسي مثلاً إلى بقية أعضاء الجسم عن طريق دم المريض تسمم الدم، ويسبب ذلك ضعفاً وفشلاً في بقية أعضاء الجسم ثم الوفاة. وأضافت أن الفريق الطبي أكد أن العلاجات اللازمة قدمت للطفلة بحسب الأعراف الطبية المتبعة في مثل هذه الحالات. إلى ذلك، نفى مصدر مطلع في"صحة جازان"أن تكون وفاة حنان جراء نقل دم ملوث، وقال المصدر ل"الحياة":"الفتاة كانت تعاني من الأنيميا المنجلية، وحالها سيئة، وأُدخلت إلى قسم العناية المركزة، والأطباء الذين أشرفوا على حالها من ذوي كفاءات عالية". وعن مطالبات ذوي الفتاة بنقلها إلى الرياض للعلاج، ذكر المصدر أن النقل لا يتم إلا بعد مخاطبات لحالات تستدعي النقل، مثل عدم وجود إمكان للعلاج في المستشفى، لكن حالها لم تكن تستدعي النقل لوجود الإمكانات الطبية اللازمة، مشيراً إلى أنها عانت من المرض مدة طويلة. وأشارت"الشؤون الصحية"إلى أن مرض الأنيميا المنجلية هو مرض وراثي، يكثر في حالات زواج الأقارب، ولا يوجد له علاج ناجع، ويتم تخفيف أعراض المرض بجراحات نقل الدم وإعطاء الأدوية المخففة لآلام التكسر وجلطات الأعضاء الحيوية، وتكمن المشكلة في إنتاج نخاع العظم لكريات دم حمراء غير طبيعية، وللمرض مضاعفات عدة، منها على سبيل المثال: قصور القلب، وقصور الكلى، وتكوّن حصوات في المرارة، وضعف المناعة، وتلف مفصل الورك، واعتلال شبكية العين، ومتلازمة الصدر الحادة التي تسبب ارتفاعاً في معدل الوفيات. وقد أصيبت الطفلة رهام الحكمي ب"الأيدز"نتيجة نقل دم خاطئ في مستشفى جازان العام أخيراً، ما أثار مخاوف من مدى أمان الإجراءات التي تتبعها المستشفيات في نقل الدم. إلى ذلك، تستقبل المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة نجران، نهاية الأسبوع الجاري، 9 أطباء لمركز الأمير سلطان لعلاج وجراحة أمراض القلب والكلى، وذلك ضمن فريق الدعم الطبي الموقت الذي تتبناه وزارة الصحة بهدف استقطاب الكفاءات المميزة من الأطباء الاستشاريين لتقديم أفضل الخدمات الطبية للمنطقة. وأوضح المدير العام للشؤون الصحية في منطقة نجران بالإنابة عبدالرحمن المطلقة في بيان حصلت"الحياة"على نسخة منه أمس، أن الأطباء الاستشاريين سيدعمون المركز في تخصصات جراحات القلب والقسطرة، وتصوير وتخطيط القلب، وتروية ماكينة القلب الاصطناعي، كما يقدمون الخدمات الطبية، والمحاضرات العلمية للعاملين في القطاعات الصحية في المنطقة وعرض الحالات الطبية للاستشارة الفنية، إضافة إلى قيامهم بالمناوبات في أقسام المركز لاستفادة أكبر شريحة من المرضى.