يقترب برشلونة الاسباني يوماً بعد يوم من انتزاع لقب افضل فريق في تاريخ كرة القدم، فهناك الكثير ممن يعتبرون فريق"البلوغرانا"الحالي افضل من منتخب البرازيل عام 1970 و1982 والمجر عام 1954 وهولندا 1974 وايطاليا 1982. المدرب الشاب خوسيب غوارديولا او المعروف ب"بيب"كسب كل الرهانات خلال فترة قصيرة جداً عبر تغيير جذري في استراتيجية الفريق الكتالوني، ففاز بكل ما حلا له وطاب من ألقاب داخل اسبانيا وخارجها وفرض فريقه زعيماً لكرة القدم على رغم الملايين التي يصرفها رئيس نادي ريال مدريد فلورنتينو بيريز منذ 3 سنوات والتي لم تكسبه إلا لقباً صغيراً هو كأس اسبانيا. العالم مشغول اليوم بالإطراء على الأرجنتيني ليونيل ميسي والاسباني تشافي هيرنانديز واندرياس انييستا وسيسك فابريغاس والتشيلي اليكسيس سانشيز وغيرهم من نجوم الجيل الحالي لكن الكثير من الناس لا يذكرون كيف تمكن الهولندي"الطائر"يوهان كرويف من إخراج برشلونة من القمقم ليجعل منه"فريق الأحلام"بعدما ترك الساحة لغريمه التقليدي ريال مدريد سنوات طويلة. كرويف لعب لبرشلونة في سبعينيات القرن الماضي وعاد الى الفريق عام 1988 ليقود الجهاز الفني فبقي مدرباً لمدة 8 سنوات وهي الفترة الأطول في تاريخ الفريق علماً بانه استلم المهمة بدلاً من لويس اراغونيس وانتهت هذه الحقبة بفوز الفريق بثمانية ألقاب توجها بلقب دوري ابطال اوروبا عام 1992. في ذاك الموسم بالتحديد 1991-1992 ارتفعت توقعات جماهير الفريق إلى درجة المطالبة بلقب دوري الأبطال لأول مرة في تاريخ النادي خصوصاً ان ريال مدريد كان قد سيطر على البطولة وأحرز لقبها 6 مرات متتالية 1950-1956 بجيل ضم الفريدو دي ستيفانو وفيرينك بوشكاش وفرانشيسكو خنتو. جماهير برشلونة كانت تتغنى بالانتصار الكبير على حساب ريال مدريد عام 1961 حيث كان أول فريق يهزم ريال مدريد في البطولات الأوروبية على الإطلاق بعد أداء رهيب من لازلو كوبالا في نصف النهائي لكنه خسر المباراة النهائية في برن على يد بنفيكا البرتغالي 2-3 ولم يعود إلى النهائي سوى عام 1986 يوم سقط بمفاجأة من العيار الثقيل أمام ستيوا بوخارست الروماني بركلات الترجيح تحت قيادة الانكليزي تيري فينابلز. أمام هذا التاريخ الضعيف مقارنة باسم وعراقة النادي فاز برشلونة بلقب الدوري موسم 1991-1992 متقدماً على اتلتيكو مدريد بفارق 10 نقاط، وذلك لأول مرة منذ 6 سنوات وكان كرويف قد مزج المواهب المحلية مع تلك القادمة من الخارج مثل خوسيب غوارديولا والبرت فيرر والدنماركي مايكل لاودروب والبلغاري خريستو ستويشكوف. فرصة برشلونة كانت كبيرة بإحراز اللقب فميلان الايطالي المرشح الأقوى ابعد لرفضه إكمال مباراة أمام مرسيليا الفرنسي بسبب الإنارة، فيما اجبر ردستار بلغراد اليوغوسلافي سابقا وحامل اللقب على لعب مبارياته في الخارج بسبب الحرب. انطلق قطار برشلونة الفوز على هانزا روستوك الالماني 3-0 والخسارة في الاياب 0-1. في الجولة الثانية كان الفريق قاب قوسين أو أدنى من الخروج حين هزموا كيزرسلوترن 2-0 في"نوكامب"لكنهم في المباراة الثانية تأخروا 1-3 قبل أن ينقذهم"القصير"الفذ خوسيه ماريا باكيرو بهدف ثان في الدقيقة القاتلة. خوان لابورتا رئيس نادي برشلونة السابق يعتبر ان هدف خوسيه ماريا باكيرو واحد من اهم محطات تاريخ النادي اضافة الى هدف اندرياس اييستا في شباك تشلسي عام 2009 واكتساح ريال مدريد 5-0 على استاد سانتياغو برنابيو عام 1974. برشلونة وقع آنذاك في مجموعة صعبة الى جانب دينامو كييف وبنفيكا البرتغالي وسبارتا براغ التشيكسلوفاكي في ذلك الوقت. ستويشكوف كان بيضة القبان في تلك التصفيات التي كانت تمنح متصدري المجموعتين فرصة اللعب على المباراة النهائية التي كانت ستقام على استاد ويمبلي الشهير في العاصمة لندن. ستويشكوف سجل 4 اهداف في المباريات الست التي خاضها في تصفيات المجموعة فتصدر"البلوغرانا"وتأهل لمواجهة سمبدوريا الايطالي في النهائي. امام 70 الف متفرج واجه برشلونة فريق مشابه لذاك الذي هزمه 2-0 عام 1989 في نهائي كأس الكؤوس الأوروبية حيث احتفظ الفريق الايطالي بجان لوكا فيالي وروبرتو مانشيني والبرازيلي تونينيو سيريزو والحارس العملاق جان لوكا باليوكا. توقع كرويف ان يعتمد خصمه على الهجمات المرتدة لكن خوفه الأكبر كان من الضغط وسط ضغوط عقدة النهائي الذي خسره فريقه مرتين"وصلنا الى النهائي مرتين سابقاً وخسرنا ولم يسبق أن أحرزنا اللقب والكل يرشحنا للفوز هذه المرة ومن هنا الضغط كبير علينا وسيصعب الامور علينا". مرت 90 دقيقة من المباراة من دون أهداف وتعملق باليوكا أمام المهاجم الاسباني خوليو ساليناس واصاب ستويشكوف العرضة، على الجهة المقابلة كان بإمكان فيالي ان يضع فريقه مرتين في المقدمة وهو من وضع منفرد علماً ان زميله ومواطنه اتيليو لومباردو وضعه امام المرمى مباشرة في الثانية. تاريخ برشلونة سيتغير في الدقيقة 112 حين استحصل اوزيبيو ساكريستان على ضربة حرة لم يتوان الحكم الالماني أرون شميدهوبر في احتسابها بعد خطأ ارتكبه جيوفاني انفرنتزي اعترض عليه أكثر من 5 لاعبين من سمبدوريا مع مدربهم الصربي فوجادين بوسكوف. عند الضربة الحرة وقف باكيرو وستويشكوف و"راجمة الصواريخ"الهولندي رونالد كويمان عندها حرك البلغاري الكرة وأوقفها باكيرو فيما اطلق رونالد كويمان طلقة بيمناه مرت من حائط الصد لم يشاهدها باليوكا الا وهي تهز شباك فريقه معلنةً هدف المباراة الوحيد. انتظر كرويف 8 دقائق طويلة قبل أن يطلق الحكم صافرته الطويلة معلناً نهاية المباراة وقام قائد الفريق اليكسانكو الذي ارتدى القميص رقم 4 الخاص بكويمان واستلم كاس دوري أبطال أوروبا وعندها كتب التاريخ"الكاتالوني"الجديد. غوارديولا الذي تدرب وعمل مع يوهان كرويف تعلم الإستراتيجية الحالية من الرؤية التي عاشها مع"الهولندي الطائر"سابقاً ويقول غوارديولا:"لقد كان فريق الأحلام هم رواد طفرتنا ومن دونهم لم نكن لنصل إلى ما وصلنا إليه الآن، لويس فان غال وفرانك رايكارد وأنا قمنا ببعض الإضافات لكن الأصل كان مع كرويف". برشلونة فاز بكل ما حلا له وطاب من ألقاب داخل إسبانيا وخارجها. أ ف ب لقطة مناسبة للموضوع.