كشف مصدر مطلع في المركز السعودي لزراعة الأعضاء عن تبرع ثلاثة سعوديين بأعضاء أقارب لهم متوفين"دماغياً"خلال الأسبوع الماضي، ليسجلوا بفعلهم هذا عملاً إنسانياً جليلاً، في الوقت الذي يوجد فيه المئات من السعوديين المحتاجين إلى زراعة عضو ينتظرون ضمن قائمة طويلة من ينقذهم، أو يعيد لهم الحياة الطبيعية. من جهته، أكد مدير المركز السعودي لزراعة الأعضاء الدكتور فيصل شاهين في تصريح إلى"الحياة"زيادة نسبة السعوديين المتبرعين بأعضاء ذويهم المتوفين دماغياً خلال الأيام الماضية، إلا أنه اعتبرها لا تزال ضئيلة مقارنة بأعداد المرضى المحتاجين لزراعة أعضاء. واعتبر شاهين أن جهل المجتمع تجاه مسؤولياته حول مفهوم الوفاة الدماغية يعد العقبة الأصعب ضمن العقبات التي تواجههم في المركز، مؤكداً أن ثقافة التبرع بالأعضاء ما زالت بحاجة إلى كثير من الوقت والجهد لتأصيلها بين أفراد المجتمع السعودي. وأشار إلى أن نسبة الإصابة بالفشل الكلوي في السعودية انخفضت مقارنة بعدد من دول العالم، إذ سجلت نحو 110 حالات إصابة بالفشل الكلوي لكل مليون نسمة، فيما وصلت في أميركا إلى 250 شخصاً لكل مليون نسمة، ونحو 300 شخص لكل مليون نسمة في دول آسيا. وأوضح الدكتور شاهين أن المركز يسعى لخفض هذه النسبة بالتعاون مع الجهات المختصة خلال الفترة المقبلة،"بدأنا فعلياً بتطبيق عدد من البرامج والاستراتيجيات المستقاة من التجارب العالمية، ونتوقع ظهور نتائجها الإيجابية قريباً". وكانت"الحياة"نشرت في وقت سابق قصة المواطن صالح النيف الذي تبرع بأعضاء طفلته"ريما"بعد وفاتها دماغياً، قبل أن تنشر قصة الطفلة خلود التي استفادت من كبد ريما فعادت إلى صحتها، وتعافت من مرضها. من جانبه، أبلغ النيف"الحياة"بأنه فوجئ بعدد هائل من الاتصالات تنهال عليه تشيد بموقفه الإنساني، بعد قراره التبرع بأعضاء ابنته المتوفاة دماغياً لإنقاذ حياة الآخرين وإنهاء معاناتهم.وبحسب المركز السعودي لزراعة الأعضاء فإن ما لا يقل عن 500 شخص يتعرضون لحوادث سير في السعودية سنوياً تؤدي بهم إلى الموت الدماغي، ولا يتم التبرع بأعضائهم إلا بنسبة قليلة لا تتجاوز 30 في المئة. جمعية"ريما" وكشف النيف عن سعيه إلى تأسيس جمعية تحمل اسم ابنته"ريما"، هدفها توعية المجتمع تجاه موضوع الوفاة الدماغية، وضرورة تبرع ذوي المتوفين دماغياً بأعضاء ذويهم، لإحياء أنفس أخرى معلقة آمالها على الأعضاء المتبرع بها. وفي إطار التفاعل مع قضية التبرع بالأعضاء، يسعى أهالي مدينة الرس لتحضير طلب جماعي إلى أمير منطقة القصيم، يطالبون فيه بإطلاق اسم"ريما النيف"على أحد الأماكن العامة.