الصفحة: 8 - المحلية كشف المدير العام للمركز السعودي لزراعة الأعضاء الدكتور فيصل شاهين ل?"الحياة"، عن ارتفاع معدلات الإصابة بالفشل الكلوي لدى السعوديين، بمتوسط سنوي تقدر نسبته ب8.3 في المئة. وقال شاهين:"لاحظنا من خلال إحصاءات المركز زيادة في أعداد مرضى الفشل الكلوي، بمعدل وسطي يعادل 438 مريضاً سنوياً، وذلك بعد استبعاد المرضى الذين أجريت لهم زراعة كلى والوفيات بسبب المرض". وأضاف أنه إذ أخذ في الاعتبار النمو السكاني في السعودية والمقدر ب2.5 في المئة، إضافة إلى عدد عمليات زراعة الكلى التي يتم إجراؤها سنوياً، تكون نسب حدوث الفشل الكلوي النهائي في السعودية 98 مريضاً لكل مليون نسمة. وأوضح شاهين أنه من المتوقع أن يتجاوز عدد المرضى المعالجين بالتقنية الدموية العشرة آلاف مريض في العام 2009، وقال:"إن هذا الأمر مماثل ويتماشى مع الدراسات العالمية، خصوصاً وأن بيانات الشبكة المتحدة لتبادل الأعضاء UNOS أشارت إلى الزيادة الكبيرة المتوقعة في عدد المرضى المعالجين بالتقنية الدموية في أميركا في العام 2010، وكذلك الأمر بالنسبة للمرضى المعالجين في أوروبا إذ سيرتفع العدد ليتجاوز 500 ألف في عام 2010". وعن أسباب الإصابة بمرض الفشل الكلوي في السعودية، أشار إلى أن السبب الرئيس للفشل الكلوي النهائي هو ارتفاع ضغط الدم في 34 في المئة من الحالات، يليه داء السكري في 28 في المئة من الحالات، ومن ثم أمراض الكلى البدائية أو المناعية يليها الحصوات الكلوية والأمراض الوراثية. وقال الدكتور شاهين:"إن مرض الفشل الكلوي النهائي، من الأمراض التي تصاحبها آثار اجتماعية ونفسية على المريض وأسرته، خصوصاً المرضى المعالجين بالغسيل الدموي". مرجعاً وجود تلك الآثار السلبية إلى شعور المريض بارتباطه مدى الحياة بجهاز الغسيل، وضرورة حضوره للمستشفى ثلاث مرات أسبوعياً، كما أن مرضى الفشل الكلوي يلزمهم عدد من الترتيبات الخاصة بالسفر في حال رغبتهم الانتقال أو السفر من مكان لآخر". وأكد أن هؤلاء المرضى يعيشون حالات نفسية سيئة وصعبة للغاية، خصوصاً وأنهم في حال انتظار مستمرة لتلبية طلبهم في حال توافر كلية متبرع بها من متوفى دماغياً. مشيراً إلى أن لائحة الانتظار الوطنية لزراعة الكلى يوجد بها أكثر من 2700 مريض بحاجة لمتبرعين، إضافة إلى وجود 500 مريض في حاجة لزراعة كبد في قوائم الانتظار. وقال الدكتور شاهين:"تشير إحصاءات المركز السعودي لزراعة الأعضاء إلى توافر 150 كلية و45 كبداً و10 قلوب سنوياً من طريق التبرع بعد الوفاة الدماغية". موضحاً أن هنالك فجوة كبيرة ما بين عدد المرضى المحتاجين وعدد الزراعات المنفذة. وأضاف أن مشكلة نقص توافر الأعضاء المتبرع بها تعتبر مشكلة عالمية تواجه مراكز الزراعة العالمية، خصوصاً وأن نسبة الموافقات على التبرع بالأعضاء في السعودية لا تتجاوز 27 في المئة من ذوي المتوفين دماغياً الذين تم مقابلتهم في هذا الخصوص. وقال"أن هذا الأمر دفعنا لعمل عدد من الدراسات لمعرفة رأي الشارع السعودي، والتي أشارت بدورها إلى عدم وجود معارضة للتبرع بالأعضاء في أثناء الحياة أو بعد الممات، خصوصاً وأنها مجازة بفتاوى من فقهاء المسلمين الذين أكدوا مشروعية التبرع بالأعضاء في الإسلام". وعلى رغم صعوبة إجراء عمليات زراعة الأعضاء، وخصوصاً زراعة الكلى لعدم توافر متبرعين، يؤكد الدكتور شاهين على انخفاض كلفة عمليات زراعة الأعضاء في السعودية، وبالتحديد كلفة زراعة الكلى، قياساً بالتي تجرى في الخارج، وقال:"شهد عام 2005 إجراء 208 عمليات زراعة أعضاء منها 95 عملية زراعة كلية، وقدرت كلفة العملية الواحدة ب50 ألف ريال في حين تقدر كلفة إجرائها في الخارج نصف مليون ريال سعودي".