أكدت الشركة السعودية للصناعات الأساسية سابك أمس، أنها واثقة بجدوى الصفقة التي دفعت فيها 11.6 بليون دولار عام 2007 لشراء وحدة اللدائن التابعة لشركة جنرال الكتريك. وقالت الشركة في إيضاح أمس، رداً على ما نشر أخيراً في صحف محلية عدة بشأن تأثير الصفقة في نتائج"سابك"المالية، إنها تؤكد"ثقتها في جدوى استثماراتها في شركة سابك للبلاستيكيات المبتكرة وفقاً لخطتها الاستراتيجية بعيدة المدى، إذ يعتمد نموها المستقبلي على التوسع في المنتجات المتخصصة والتكامل بين استثماراتها المحلية والعالمية". وكان سهم"سابك"انخفض بنسبة 30 في المئة منذ 19 كانون الثاني يناير الماضي، عندما أعلنت نتائج الربع الأخير من العام الماضي. وأوضحت الشركة أن هذه الصفقة من شأنها تعزيز قدراتها التنافسية في الأسواق العالمية وتهيئة آفاق أرحب لنمو الصناعات السعودية التحويلية عموماً، إذ أشاد بها الكثير من خبراء الصناعة العالميين، ووصفوها بأنها عملية تكامل مثالية بين"سابك"- التي تعد من كبريات الشركات العالمية في مجال الصناعات البتروكيماوية - وقطاع رائد من أهم روافد الصناعات التحويلية، وبخاصة في مجال المنتجات المتخصصة والمبتكرة. وكانت"سابك"أطلقت على الوحدة التي اشترتها من"جنرال الكتريك"اسم شركة سابك للبلاستيكيات المبتكرة. وشددت على أن عملية الاستحواذ قامت على دراسات جدوى مستفيضة، أُجريت بدرجة عالية من العناية والدقة التي تتطلبها عملية استحواذ بهذا الحجم، وأن هذه الدراسات بينت اتفاق الصفقة مع استراتيجية"سابك"للتوسع العالمي، وتعزيز حضورها في دول مختلفة من خلال شبكة مصانع ومراكز بحثية منتشرة في مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى الحصول على التقنيات المتخصصة لمساعدة الشركة في تنفيذ استراتيجيتها طويلة المدى"سابك 2020"، التي تستهدف أن تشكل المنتجات المتخصصة نحو 20 في المئة من إجمالي إيراداتها، كما تعزز الصفقة قدرات"سابك"من خلال تشغيل وإدارة المزيد من العمليات في أميركا وأوروبا ومنطقة آسيا الباسيفيك. وقالت إن القطاع العائد حالياً إلى شركة سابك للبلاستيكيات المبتكرة يضم نحو 44 منشأة صناعية وتقنية، ومشاريع مشتركة في 21 بلداً حول العالم، ما يمثل نقلة نوعية في عملية نمو"سابك"وتنامي قدراتها لخدمة زبائنها وتزويدهم بحلول مبتكرة في استخدامات البلاستيكيات، وتلبية حاجاتهم لمواد تمكنهم من زيادة القيمة المضافة لمنتجاتهم. واعتبرت"سابك"أن امتلاك هذا القطاع الجديد لا يعزز قدراتها التنافسية فحسب، بل يهيىء آفاقاً واسعة للصناعات التحويلية السعودية، ويفتح أمامها مجالات جديدة متقدمة، إذ تدخل منتجاته في صناعات أجزاء السيارات ووسائط النقل ومعدات الرعاية الطبية والأجهزة الإلكترونية ومستلزمات التعبئة والتغليف والبناء والإنشاءات والاتصالات وتطبيقات الوسائط الإعلامية البصرية وغيرها، ما يشكل قيمة مضافة عالية للصناعات الوطنية، ويمكنها بشقيها الأساسي والتحويلي من رفع نسبة إسهامها في الناتج المحلي الإجمالي وتحسين ميزان المدفوعات الوطني، ودعم الاقتصاد وتنويع مصادره، إضافة إلى تهيئة المزيد من الفرص الوظيفية للعناصر الوطنية. وأفادت"سابك"أن أداء شركة سابك للبلاستيكيات المبتكرة تأثر خلال عام 2007 بارتفاع أسعار المواد الأولية، وبخاصة البنزين، ما أدى إلى ارتفاع كلفة الإنتاج، إضافة إلى تراجع الطلب في النصف الثاني من عام في كل من الولاياتالمتحدة الأميركية وأوروبا الغربية، نتيجة التباطؤ الاقتصادي في الولاياتالمتحدة وأوروبا الغربية إلى حدٍ ما، ومع ذلك اتخذت الشركة إجراءات حاسمة لتقليص كلفة التشغيل، وخفض رأس المال العامل لتوفير النقد، ونجحت خلال النصف الثاني من العام في تحقيق تدفقات نقدية فاقت خمسة أضعاف التدفقات المحققة في النصف الأول من العام نفسه. وأشارت إلى أن النتائج النهائية تأثرت بنفقات عملية نقل الملكية، ورسوم إعادة الهيكلة وهي نفقات غير متكررة، وكلفة التمويل التي كان لزاماً إتمامها خلال الربع الأخير من العام وفق المعايير المحاسبية المتعارف عليها، وعلى رغم تلك الأوضاع، مع ظروف السوق الصعبة، فإن الشركة تواصل جهودها لتحقيق النجاح للمدى الطويل. وأشارت"سابك"إلى أن الأشهر الخمسة الماضية شهدت اجتماعات وجهوداً مكثفة لتحقيق تكامل العمليات بين"سابك، وپ"سابك أوروبا"، وپ"سابك للبلاستيكيات المبتكرة"، لهدف استثمار الامكانات الموحدة لبلوغ أرفع مستويات الأداء. وأشارت إلى أنه ينتظر أن توفر مشاريع"سابك"، وشركة كيان السعودية وشركة بتروكيميا طاقات إضافية، وقدرات تنافسية من حيث الكلفة في مجال صناعة"البولي كربونات"ومركب"الأكريلونيتريل بيوتادايين ستايرين"، دعماً لخطط نمو شركة سابك للبلاستيكيات المبتكرة، وتعزيزاً لوضع"سابك"التنافسي في هذا المجال، كما تواصل"سابك للبلاستيكيات المبتكرة"تركيزها لاستقطاب زبائن جدد للمواد المبتكرة وتطبيقاتها، وقد أدخلت حوالى 200 مادة جديدة عام 2007، بتعاون وثيق مع صناعات السيارات والمعدات الأخرى، وقطاعات الصناعات التحويلية حول العالم، إذ تخصص نحو 6 في المئة من إيراداتها للأعمال البحثية وتطوير المنتجات، ويضم الفريق العامل في هذا المجال حوالى 2500 خبير ميداني، يعملون مباشرة مع الزبائن للوقوف على حاجاتهم المتجددة من الراتنجات واللدائن الهندسية. وتوقعت"سابك"أن يشهد العام المقبل مزيداً من التحديات في ظل ارتفاع أسعار المواد الأولية، واحتمالات تراجع الطلب نتيجة لتباطؤ اقتصادات الولاياتالمتحدة وأوروبا الغربية إلى حدٍ ما، غير أن السوق الآسيوية تشكل حوالى 40 في المئة من أعمال الشركة في آسيا، إضافة إلى حضورها المتوازن في الأسواق العالمية الأخرى، إذ تعد أسواق صناعات السيارات والبناء والتشييد أبرز مجالات الاهتمام، وقد اتخذت الشركة إجراءاتها لتحسين القدرة التنافسية من حيث الكلفة. وأوضحت أن أسواق المنتجات البلاستيكية الهندسية تظل جذابة، إذ يتوقع نمو الطلب بنسبة 5 في المئة، مع وجود هامش مرتفع نسبياً، إلا أن الطاقات الإنتاجية الزائدة على الحاجة حالياً تؤثر سلباً في معدلات هذا الهامش، ما قد يؤدي إلى حدوث بعض التغيرات في الساحة التنافسية، ويتوقع أن تشهد الصناعة مزيداً من التكامل والاندماج، فيما يتباطأ الاستثمار، ويبدو أن العرض والطلب على البنزين سيكونان إيجابي خلال السنوات القليلة المقبلة، مع توافر طاقات جديدة منه في منطقة الباسيفيك. وأكدت أنها تكثف جهودها لتعزيز عمليات شركة سابك للبلاستيكيات المبتكرة، التي تم تأسيسها وفقاً لرؤية استراتيجية بعيدة المدى، امتداداً للنجاحات السابقة التي حققتها إثر امتلاك القطاعات الصناعية الأخرى العاملة الآن بنجاح تام تحت مظلة شركة سابك أوروبا، إذ تنامت أرباح هذه الشركة بصورة مطردة، وتصاعدت قيمتها لتصبح نحو 10 أضعاف مبلغ شرائها، وواصلت نجاحاتها لتتمكن بامكاناتها الذاتية من تمويل صفقة شراء شركة جديدة هي شركة هنتسمان في المملكة المتحدة التي استحوذت عليها"سابك"، وتعمل هي الأخرى الآن بنجاح تام تحت مظلة"سابك أوروبا". وأشارت إلى أن"سابك أوروبا"تتبوأ حالياً المركز الثالث بين كبريات الشركات البتروكيماوية الأوروبية، واستحواذها على ألفي زبون جديد، ومن الدلائل الواضحة على نجاحات هذه الشركة اختيار رئيسها التنفيذي رئيساً للاتحاد الأوروبي لمصنعي البتروكيماويات، ما يعكس موقعها المميز على خريطة الصناعة الأوروبية، ويؤكد قدرة"سابك"على التعامل السديد مع الاستثمارات العالمية، وإدارتها بالأساليب العلمية بجهودها الذاتية، وهو النهج الذي تمارسه في استثمارها الجديد.