إذا كان بلح النخيل يظهر صيفاً، فإن رطب نخلة في محافظة القطيف لا يظهر إلا في فصل الشتاء، والأغرب من ذلك أنه يكون باللون الأصفر في عام، وفي العام التالي بالأحمر، كما هو حاله في هذا الشتاء. ولم يتوقع محمد المغسل أن تتحول النخلة التي زرعها في حديقة منزله الواقع في حي"التركية"قبل ثمانية أعوام، إلى"لغز"لم يجد لها حلاًً حتى اليوم. وبدأت القصة بعد نقلها من منزل شقيقته إلى حديقة منزله، لتبدأ النظرات تتجه نحو النخلة لجني ثمارها بعد الأعوام الأربعة الأولى خصوصاً أن النخلة الجديدة لا يبدأ إنتاجها إلا بعد أربعة أعوام، إلا أنها كانت مغايرة لجميع أنواع النخيل بعد ظهور ثمارها في فصل الشتاء، خلافاً لما هو معروف عن النخيل، المُصنف ضمن النباتات المُثمرة صيفاً، إضافة إلى إنتاجها للبلح بلونيه الأصفر والأحمر. وقال المغسل ل"لحياة":"لاحظت بعد أربعة أعوام من زراعة النخلة في منزلي، أنها لا تثمر في فصل الصيف، كباقي النخيل، وبدأت بوادر الإثمار في الشتاء، ما دعاني إلى القيام بتلقيحها من خلال حبوب لقاح مخزنة، للتأكد من إنتاجها للبلح"، مضيفاً"زاد الأمر غرابة لدى إنتاجها لونين من البلح: الأحمر والأصفر". ويشبه لون البلح الأحمر بأحد أنواع البلح التي يطلق عليه"خصاب العصفور"، فيما يشبه الأصفر"البقوص"، مؤكداً عدم اختلاف طعمه بعد تذوقه وهو يشبه للبلح، الذي يشتريه من السوق صيفاً. ويذكر صديقه محمد الرهن، الذي يُلم بالنخيل، ان"كبار المزارعين والفلاحين يطلقون على هذا النوع من النخيل"المعامير"، من دون إيجاد تفسير لهذه الحال"، مضيفاً أن"المنطقة التي نبتت فيها النخلة منطقة بحرية، تم دفنها سابقاً، ولم تكن في يوم من الأيام منطقة مزارع، أو نحو ذلك". من جهته، أكد مساعد مدير مركز التميز البحثي في النخيل والتمور للشؤون البحثية التابع لجامعة الملك فيصل في الأحساء الدكتور جميل آل خيري، في اتصال أجرته معه"الحياة"، أن"طبيعة النباتات المثمرة تكون إما صيفية أو شتوية"، مصنفاً النخلة"ضمن النباتات الصيفية". وأشار إلى"وجود ظواهر غير طبيعية في جميع الكائنات الحية". وقال:"كثير من النباتات تظهر فيها حالات مختلفة عن الحالات الطبيعية، وهناك طفرات وراثية يمكن أن تكون مميتة، أو ضارة، أو نافعة، ويفترض أن تكون مفيدة". وأضاف"يمكن الإفادة من تحول النباتات من صيفية إلى شتوية، وهذا تطور يمكن حدوثه مع إمكان توظيفه من خلال زراعة الأنسجة، بحيث تكون صنفاً جديداً". وزاد"هذه الظواهر تطرح نفسها للدراسة، من خلال المراكز البحثية التي تنظر لها بطريقة علمية من خلال استخدام البصمة الوراثية، والظواهر غير الطبيعية تظهر إما بأسباب طبيعية، وتختفي بمجرد انتقالها من مكانها، أو تظهر لأسباب وراثية، وتبقى، ويمكن الإفادة منها"، مشيراً إلى أن هذا النوع"سيغير نظرة العالم، ويهيئ لزراعة أنواع جديدة مثمرة في الشتاء والصيف".