استبعد خبراء ومسؤولون في قطاع الأدوية تراجع أسعار الدواء في السعودية حالياً بسبب الأزمة المالية العالمية التي أدت إلى انخفاض أسعار الكثير من السلع، مشيرين إلى أن تسعير الأدوية بالريال السعودي يعد أحد أهم الأسباب التي تحول من دون انخفاض أسعار الأدوية، التي باتت لا تتأثر بتغيرات أسعار العملات الأجنبية. وكانت الأزمة العالمية وما سببته من تراجع في أسعار الكثير من السلع، أشاعت جواً من التفاؤل بأن يصل التراجع في الأسعار إلى الدواء، خصوصاً أسعار أدوية الأمراض المزمنة مثل"السكري"و"الضغط"وعدد من المضادات الحيوية. وفيما لا يزال مستهلكون يتفائلون بنخفض أسعار الدواء، استبعد رئيس لجنة المكاتب العلمية للأدوية الدكتور عبدالرحمن السلطان في حديث ل"الحياة"إمكان خفض أسعار الأدوية في السعودية لأسباب عدّها جوهرية، أهمها بحسب رأيه أن أسعار الأدوية يتم تسعيرها بالريال السعودي بدلاً من العملات الأجنبية، وبالتالي أصبح سعر الدواء لايتأثر بأسعار هذه العملات سواء ارتفعت أم انخفضت. وأكّد السلطان أن أسعار الأدوية غير مرتبطة بالعرض والطلب، ويتم تسعيرها وفق أسس علمية، وقال:"سعر الدواء عالمياً لم ينخفض حتى في السوق الأميركية، لكون السعر يدخل فيه كلفة التصنيع، كما أن المواد الخام أحد العوامل المؤثرة في السعر، إضافة إلى ظروف أخرى محيطة بالصناعة الدوائية من ناحية المصانع والكفاءات العلمية القائمة على صناعة الأدوية، بجانب كلفة الأبحاث العلمية، إذ يتم إنفاق البلايين على تلك الأبحاث". وفيما برأ مدير شركة الدوائية الدكتور عبدالله العبدالقادر في اتصال هاتفي مع"الحياة"شركات الأدوية في المملكة من عملية تسعير الدواء لكون وزارة الصحة هي الجهة المسؤولة عن ذلك، إلا أنه اتفق مع الدكتور عبدالرحمن السلطان في ما ذهب إليه، خصوصاً في أن أسعار الأدوية تم تحويلها في العام الماضي من العملات الأجنبية إلى الريال السعودي، وبالتالي أصبح سعر الدواء لا يتأثر بأية عملة كانت بعد صدور قرار وزارة الصحة الذي يتمثل في تعديل جميع أسعار التصدير للأدوية إلى الريال السعودي". وكانت وزارة الصحة أعلنت عن تطبيق خفض أسعار 60 في المئة من الأدوية، التي يبلغ عددها 5700 صنف، وقالت إنه ستتم إعادة تسعير الأدوية المستوردة والمصنعة محلياً بشكل سنوي، اعتباراً من 23-1-1429 ه،وأكّدت أن عملية إعادة تسعير الأدوية تتم سنوياً بشكل منتظم، وأنها رصدت حالة من عدم الاستقرار في أسعار الأدوية من حيث الهبوط والصعود نتيجة لتذبذب أسعار صرف العملات في مقابل الريال.