اعتاد البعض من أهالي مكةالمكرمة، إخلاء منازلهم خلال موسم الحج، وخصوصاً تلك التي تقع بالقرب من المسجد الحرام وحول المنطقة المركزية، وتأجيرها على الحجاج والراغبين في السكن من المستفيدين وبمبالغ مجزية تستحق العناء. عمر باصم أحد ساكني حي القشاشية المتاخم للحرم المكي الشريف من الجهة الشمالية، يحكي قصته مع إيجار منزله للحجاج فيقول:"إن هذا الأمر ليس بقريب عهد فمنذ سنين بعيدة ونحن نؤجر منازلنا ودورنا على ضيوف الرحمن". ويضيف"نبدأ قبل حلول موسم الحج وتحديداً في منتصف شهر ذي القعدة في إخلاء المنزل من كافة المستلزمات والحاجيات التي تخصنا وحصرها جميعاً في الطابق الأرضي الذي نهيئه ونجهزه ونقوم بتنظيفه لكي نسكن فيه نحن وأفراد الأسرة طوال فترة الحج". وعن المداخيل المالية التي يجنيها بعد تأجير منزله، وهل ما زالت مجزية في ظل انتشار الفنادق الكبرى والوحدات السكنية في المنطقة المركزية، يقول باصم بلهجته العامية: إن"الجود من الموجود"، في إشارة منه إلى تغير الأوضاع عن السابق"نعلم أن الزمن اختلف كثيراً في ظل الطفرة العمرانية الحالية، ولكننا نحاول أن نقتطع نصيبنا من كعكة الموسم الكبيرة ونعتبرها جيدة جداً". بدوره يقول عمر العسيري أحد الساكنين في مكة: إن تأجير المنازل أثناء موسم الحج أمر يدر ربحاً معقولاً خصوصاً لذوي الدخل المحدود، فبحكم عملي بمكةالمكرمة وحيث إنني أقطن بإحدى قرى الجنوب فإني لا أتوانى في تأجير منزلي أثناء إجازة الحج لمدة عشرة أيام أو أكثر، وغالباً ما أذهب إلى أي مدينة أخرى، بعد أن أفرغ كامل محتويات المنزل في إحدى الغرف وأحكم إغلاقها تماماً قبل أن أغادر المنزل وأسلمه للمستأجر. ويضيف"إن قيمة الإيجار التي أدفعها خلال السنة لصاحب المنزل أقوم بتحصيل أكثر من نصفها أثناء موسم الحج، فقيمة إيجار منزلي تساوي 12 ألف ريال خلال السنة الواحدة، وقيمة ما أحصل عليه نتيجة إيجار منزلي خلال العشرة أيام، تقارب الثمانية آلاف ريال، مما يجعلني أحرص كل الحرص على استغلال هذه الفرصة الذهبية والتي لا تأتي إلا مرة كل عام.