للمرأة المكية، تاريخ مع الطوافة، شأنها شأن الرجل. في مكة اليوم أكثر من ثمانية آلاف سيدة مطوفة، يعملن كدعم لوجيستي للطوافة الرجالية. ورغم أن المرأة المطوفة فقدت الكثير من امتيازاتها، مع مرور الزمن،"بحسب تأكيد بعضهن"، إلا أنها ما زالت حاضرة ولها دورها البارز في العمل الانتخابي، ولو جاء ذلك"على استحياء". وبحسب المطوفة نورة علاف 63 عاماً فإن ظهور المطوفة المكية تزامن مع ظهور مهنة الطوافة,"كانت المرأة المطوفة تقوم بأعباء كبيرة قبل حلول موسم الحج بفترة كافية وتساعد زوجها المطوف في العديد من المهام والمسؤوليات"، وتضيف"كانت تعمل على تهيئة المنزل قبل قدوم الحجاج وتنظيفه وترتيبه، فالمطوفون سابقاً كانوا يستضيفون الحجاج في دورهم الخاصة". وتؤكد علاف أن دور المرأة يتجاوز التحضير والترتيب إلى تجهيز وإعداد الرسائل الخاصة بالمعايدات بين الحجاج، وبين ذويهم والتي كانت ترسل لهم عن طريق الحمام الزاجل. وتواصل المطوفة العلاف حديثها، قائلة إن"المرأة المطوفة كانت تعمل كخلية نحل طوال فترة إقامة الحجاج بمكة، بل إنها ترافق الحجيج إلى المشاعر المقدسة، وتمكث معهن لمساعدة الحاجات الكبيرات منهن وتقديم الرعاية لهن سواء الصحية أو الاجتماعية"، مشيرة إلى أن المرأة المطوفة والمرأة المكية على وجه الخصوص لا تأخذ مقابل كل ما تقوم به من أعمال أي مقابل مادي أو مردود آخر لأنها كانت تستمتع بأداء عملها في أجواء مفعمة بالإيمان والروحانية ولأنها في الجانب الآخر تحتسب الأجر والمثوبة من عند الله. وبدورها تؤكد وفاء محضر، وهي إحدى المطوفات اللائي ما زلن يمارسن مهنة الطوافة ويحضرن العمل الميداني، إن عمل المطوفة في السابق كان يسير وفق منظومة أساسية تعتمد على الخبرة والحب الصادق للمهنة دون النظر لأي تنظيمات إدارية أو أي اعتبارات أخرى. وتذهب في حديثها إلى أن دور المرأة المطوفة، اختفى وتلاشى تماماً بمجرد ظهور مؤسسات الطوافة على رغم أن الوضع في السنوات الخمس الأخيرة اختلف نسبياً،"أصبح للمرأة بعض الأدوار التي كانت تقوم بها في السابق".