الدراجة النارية أو"الدباب"، كما يسميه العامة، يحظى بمكانة"العزيز"بين أبناء مكةالمكرمة. الزحام الذي يصاحب موسم الحج، في مكة والمشاعر المقدسة، أوجد للدباب هذه المكانة، فوصلت قيمته المادية والمعنوية إلى أعلى مستوياتها. في مكة، تنتشر الدراجات النارية بشكل لافت، وقلما تجد شاباً لا يجيد قيادة الدراجة النارية، أعداد كبيرة منها، تخرج من أوكارها في موسم الحج، على رغم تجدد تحذيرات معهد خادم الحرمين لأبحاث الحج والعمرة، بخطورة الدراجة النارية على سلامة الحجيج ومستخدميها، إلا أن ذلك لم يمنع من بقائها كإحدى وسائل النقل المهمة في موسم الحج. والمتتبع للخريطة المكية تحديداً خلال العشرين سنة الماضية يلحظ نشوء هذه الثقافة بين مختلف الأوساط خصوصاً الشعبية منها وتنشط هذه الثقافة وتزداد عند حلول موسمي الحج ورمضان نظراً للازدحام الشديد الذي تكتظ به المدينة المقدسة من جهة وللتضاريس الجبلية التي تشتهر بها من جهة أخرى. وهناك من أبناء مكة من يعتمد اعتماداً كلياً على الدراجة، وهو ما يفعله محمد جابر 40 عاماً، الذي اختار هذا النوع من وسائل النقل كوسيلة رئيسة يستخدمها في تنقلاته بين المنزل والعمل، مستغنياً عن السيارة. ويرجع جابر اعتماده على الدباب بشكل رئيس إلى كلفته المادية البسيطة إضافة إلى سهولة التنقل به بين الأحياء المكية والتي تشتهر بضيقها وصعوبة الوصول إليها بالمركبات العادية. وجابر ليس الوحيد الذي يعتمد على الدباب في تنقلاته اليومية، فمكةالمكرمة تعج اليوم بالعديد من النماذج وبمختلف الأعمار الكبيرة منها أو الشابة ممن يعتمدون على هذه الوسيلة بشكل رئيس في غدوهم ورواحهم.