انتشار المشاجرات بالأيدي أو الضرب المتبادل بين الطلاب، وتفشي ظاهرة السرقة بين الطالبات، من المشكلات التي تقدم صورة لثقافة العنف والسلوك السلبي التي تسود أوساطاً في الأجيال الجديدة في المؤسسات التعليمية، والتي يعاني منها المعلمون والمعلمات في مدارسنا، وبالتالي تؤثر سلباً في مستوى الطلبة، كما تؤثر في أداء المعلم وعطاء المعلمة في عملية التعليم. يقول معلم المرحلة الثانوية عبدالله الحمد:"نعاني من الشللية أو التجمعات المنظمة للطلاب، وهذه الجماعات لكل منها زعيم وأفراد يأتمرون بأمره، ولهم شعارات معينة، وهذا يعطي مؤشراً للخطر، إذ تؤدي إلى جرائم متعددة في المدرسة وخارجها". ويوضح الحمد أن الطلاب في المرحلة الثانوية يميلون للتجمع مع بعضهم البعض، ويقومون بسلوكيات سلبية تعكس ما بداخلهم، ويؤكد أن الطالب ينفس عن سلوكه العدواني بالضرب أو السرقة أحياناً، أو بتصرفات غير أخلاقية، ودائماً ما يحصل ذلك في ساحة المدرسة وأمام مرأى الطلاب والمعلمين، أو في نهاية الدوام وأثناء خروجهم من المدرسة، ما يؤثر سلباً على سلوك الطلاب الآخرين، ويزرع فيهم الخوف والرعب من المدرسة من ناحية، كما يؤثر على أدائنا نحن كمعلمين من ناحية أخرى. ويواصل الحمد متمنياً أن"يكون لدينا شباب يحمل الود وليس مخرباً"، موضحاً أن المشكلات التي تصدر عن فئة عمرية من الطلاب، هي ممارسات مرتبطة بالجانب الأسري كنوع التربية والتوجيه الخاطئ للأولاد، والقيم السلبية التي تُغرَس في نفوسهم، مؤكداً أهمية وجود العلاقة المشتركة، والتواصل بين الأسرة والمدرسة لتعزيز السلوكيات الايجابية بين الأبناء، إضافة إلى العلاقة مع المجتمع بشكل عام، ودور وسائل الإعلام، ونوع الثقافة التي تبث للأبناء، ونوعية الأصدقاء الذين يرتبط بهم الطالب، والفرص الجيدة المتاحة أمام الطلاب داخل المجتمع. وفي هذا الشأن، لا تخلو مدارس البنات من وجود مشكلات تعاني منها المعلمات في علاقتهن بالطالبات، تقول معلمة الرياضيات في المرحلة الثانوية هناء عبدالرحمن:"تنتشر السرقة بين طالبات المدرسة، والغريب أنها تظهر بين الطالبات الميسورات الحال، والسرقة لا تتمثل في كتاب أو قلم أو مبلغ من المال يخص طالبة معينة، بل المسألة أكبر من ذلك، إذ تسرق الطالبة الممتلكات الخاصة بالمعلمة، مثل ما ينتشر في مدرستنا ومعظم مدارس المتوسطة والثانوية من سرقة الجوال الخاص بالمعلمة، ومن ثم القيام بتوزيع أجزاء الجهاز فيما بينهن، ويصل الأمر إلى أن الطالبة تقوم بنشر الأرقام المحفوظة والخاصة، حتى تصل بيد المستهترين الذين يقومون بمضايقة الناس". وتشير المعلمة إلى أن الأمر لا يقتصر على ذلك، بل ينتشر في مدارس البنات الإعجاب بمعلمة معينة تحمل سمات الجمال، تحاول الطالبة التقرب منها لهدف غير أخلاقي، وعندما تواجه الصد من جانب المعلمة تبحث الطالبة عن طرق سلبية مؤذية للمعلمة كعقاب لها، لعدم تجاوبها مع نظرات الاستحسان من الطالبة. وتشكو معلمة الرياضيات أيضاً من استهزاء الطالبات بالمعلمات أثناء تجمعهن في وقت الفسحة، في لحظة مرور المعلمة أمام الطالبات وتسمع المعلمة كثيراً من كلمات السخرية الموجهة إليها، والضحك على لون ملابسها أو طريقة مشيتها. للمختصين في التوجيه والإرشاد النفسي رأي تجاه هذه المشكلات، يقول مدير إدارة الإرشاد النفسي في وزارة التربية والتعليم الدكتور إسماعيل المفرح:"لا نضع اللوم على الطالب فقط، الأسرة تشكل الدور الأكبر في سلوكه، بعض الأسر تدعم السرقة عند الطالب، فيعتبرونها شطارة منه ومن خلالها يثبت رجولته في ظل ضعف الوازع الديني وغلبة معايير اجتماعية معينة، والحل بيد الأهل أولاً ثم عن طريق برامج التوعية والإرشاد المدرسي إضافة إلى مجالس الآباء".