على رغم ان الخليج والاهلي اللذين هما قطبا كرة اليد السعودية يربطهما تنافس في اللعبة جعلت منهما غريمين لدوريين، الا ان كل تلك الامور تلاشت عندما كان الامر يتعلق باسم الوطن، فلم يكن اكثر الخلجاويين تشاؤماً يتوقع ان يلقى طلب الادارة باستعارة ابرز نجمين في الفريق الاهلاوي بندر الحربي ومناف آل سعيد موافقة اهلاوية، الا ان الامور اختلفت، فالمشاركة باسم الوطن، ولم يتأخر الاهلاويون برئاسة احمد المرزوقي، وساند مدير فريق اليد احمد بصفر اعطاء الموافقة على اعارة نجميهما الحربي وآل سعيد للخليج، ليسهما بدورهما في زيادة قوة الفريق. البطولة كشفت للجميع ان الحربي وآل مناف كانا عند حجم المسؤولية، إذ قدما مباريات اظهرت ان الفروقات والشد العصبي الذي كان يحدث عندما يلتقي الفريقان لم يكن له اثر، فهذا بندر الحربي ومناف آل سعيد يرتديان الشعار الاصفر والاخضر، ويسهمان بطورة كبيرة في احراز خصمهم اللدود في تحقيق بطولة سجلت قبل كل شيء باسم السعودية. ويقول بندر الحربي عن تجربته مع الخليج:"عندما أخبرني الخلجاويون باختيارهم لي جلست أفكر طويلاً كيف سيستقبل الخلجاويون خبر مشاركتي لهم، ومع انضمامي لمعسكر الفريق وجدت الامر مختلفاً، فالكل كان يتحدث عن ان اللقب سيسجل باسم السعودية ومع اول مباراة وجدت الحب الجماهيري فعاهدت نفسي ان تكون الكأس لنا، وتحقق ذلك الأمر". اما زميله مناف آل سعيد فقال:"كنت أعشق اللعب امام جماهير الخليج وأعشق اهازيجهم، ولم اكن افكر ابداً في كل ما كان يحدث في لقاءاتنا مع الخليج في الاستحقاقات المحلية وأتعب تفكيري على احراز اللقب وتحقق لنا ذلك". مناف والحربي لم يكونا لاعبين عاديين فقد كانا من ابرز عوامل فوز الفريق الخلجاوي باللقب حيث تحول مناف الى اسد في الحراسة وبندر الى ماكينة تسجيل اهداف، ولم ينس الثنائي كيف غمرتهما الجماهير بالحب وهي ترفعهما على الأكف"ما أحلى الشعور عندما نحقق بطولة مع فريق يعد خصمك وترفعك جماهيره، لتعرف ان الرياضة هي منافسة شريفة يذوب من خلالها التعصب الرياضي عندما يتعلق الامر باسم الوطن". ولم يقتصر امر الاستعارة على الاهلي، إذ سجلت ادارة مضر موقفاً كشف عن ترابط ابناء الوطن بعد اعارتها لنجم فريقها حسن الجنبي الذي سجل ولثاني مرة حضوراً قوياً مع الخليج، إذ سبق له ان لعب معاراً مع الفريق في نهائي كأس الامير سلطان، وحقق اللقب ليكرر الجنبي موقفه للمرة الثانية، ليكون وجه السعد الذي يتفاءل به الخلجاويون. الجنبي الذي حوّل الدفاع الخلجاوي الى سد منيع ووجد خصومه صعوبة في اختراقه، كان سعيداً وهو يتقلد ثاني ميدالياته الذهبية مع فريق الخليج يقول:"عشقت الدانة وجماهيرها، وكان لا بد من الفوز بالكأس، فالإنجاز سجل باسم السعودية، وهذا الاهم وحب الخلجاويين للجنبي هو محل اعتزاز وسألبّي مطالب الخليج بالمشاركة في بطولة مقبلة لهم".