أعلنت وزارة الصحة عن سلسلة من الإجراءات لاحتواء الخطأ الذي وقع فيه عاملون في مستشفى الملك خالد في نجران عام 1424ه، عندما أعطوا طفلاً سعودياً يعقوب إلى عائلة تركية وطفلاً تركياً علي ولد في اليوم ذاته إلى عائلة سعودية. ووجه وزير الصحة الدكتور حمد المانع بتشكيل لجنة برئاسة المدير العام للصحة النفسية والاجتماعية في الوزارة، لإعداد برنامج علمي تأهيلي للطفلين السعودي والتركي 4 أعوام وعائلتيهما، لمساعدتهم نفسياً واجتماعياً في تجاوز هذه المحنة، على أن تستأجر وزارة الصحة منزلين متجاورين للأسرتين إن رأت اللجنة والأسرتان ذلك، للبدء في تنفيذ البرنامج التأهيلي. ولفت المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة خالد مرغلاني خلال مؤتمر صحافي في الرياض أمس، إلى أن وزير الصحة أمر اللجنة المشكلة بسرعة إنهاء التحقيق مع المتسببين في وقوع هذا الخطأ، وتطبيق أقصى العقوبات بحق كل من تثبت مسؤوليته عن الحادثة، مؤكداً أنه لن يتم تسليم الطفلين لذويهما إلا في حضور قضاة شرعيين وبعد تأهيلهم نفسياً واجتماعياً. من جانبه، أكد المدير العام للصحة النفسية والاجتماعية في وزارة الصحة الدكتور عبدالحميد الحبيب، أن اللجنة المشكلة لتأهيل الطفلين وأسرتيهما ستضع استراتيجية عمل لتقويم الوضع لدى الأسرتين والطفلين، ثم البدء في التأهيل بعد التعرف على أماكن الضعف والتأثير لكل منهما. وأضاف أنه سيتم تقويم النضج الفكري لدى الطفلين، بغرض توصيل المعلومة إليهما، مشيراً إلى أنه سيتم التركيز أولاً على الأبوين وبعض الأقارب، لمعرفة مدى تفهمهم وتقبلهم والتعامل مع الحالة للمساعدة في تأهيل الطفلين اللذين عاشا في بيئتين مختلفتين. يذكر أن قضية"طفلي نجران"بدأت عندما شكّ المقيم التركي يوسف جاويد في أن الطفل"يعقوب"الذي يعيش في كنفه منذ أربعة أعوام ليس ابناً له، فأجرى فحوصاً في بلده تركيا تبين من خلالها صحة شكوكه، فرفع شكوى إلى إمارة منطقة نجران، يفيد فيها أن مستشفى الولادة في نجران أخطأ وسلم زوجته بعد ولادتها فيه، طفلاً لأسرة أخرى. وشكلت"الإمارة"لجنة للتحقيق في الحادثة، أخضعت طفلاً يدعى"علي"ولد في المستشفى في اليوم ذاته وسلم لسيدة سعودية، لفحوص الحمض النووي، أعلنت نتائجها رسمياً أخيراً، كشفت نسب الطفل علي الذي يعيش لدى الأسرة السعودية إلى المقيم التركي، ونسب الثاني"يعقوب"إلى الأسرة السعودية. من جهة أخرى، كشف مدير مستشفى الأطفال في مدينة الملك فهد الطبية الدكتور سمير سندي أن الوزارة ستبدأ قريباً برنامجاً لتأهيل الأزواج لحضور حالة الولادة مع زوجاتهن ودعمهن نفسياً لحظة الولادة.