وفد من «اليونسكو» يطلع على جهود المركز الدولي «ICAIRE» بالرياض    روي بيدرو ينفي رحيل توني عن الأهلي    نيجيريا تقسو على الجابون برباعية وتصعد لنهائي الملحق الأفريقي لمونديال 2026    انطلاق "موسم شتاء درب زبيدة 2025" في محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية    الأمير خالد الفيصل يكتب التاريخ ويفوز بلقب الروّاد في البطولة العربية للجولف بالرياض    القبض على (3) يمنيين لتهريبهم (60) كجم "قات" في عسير    برعاية أمير جازان.. ورشة تنفيذية للصحة تستعرض مشروعات 2026    الاتحاد الدولي للصحافة يعتمد كتاب صحافي سعودي كمنهج لتدريب الصحافيين الاقتصاديين    الذهب يتجاوز 4200 دولار وسط مخاوف الديون الأمريكية وخفض "الفائدة"    وفد سعودي يشارك في تمرين إيطالي لمحاكاة مخاطر البراكين ويبحث تعزيز التعاون في الحماية المدنية    تجمع الرياض الصحي الأول يحتفي باليوم العالمي للجودة ويستعرض منجزاته في تحسين الرعاية وسلامة المرضى    اليماحي يثمن الدور الرائد لدول الخليج في تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك والدفاع عن القضايا العربية    سوق الموسم ينطلق من منطقة الطوالع التاريخية ب "النجناج"    مدة غياب بونو وكوليبالي عن الهلال    هطول أمطار رعدية على معظم مناطق المملكة من يوم غدٍ الجمعة حتى الاثنين المقبل    نائب وزير الخارجية يستقبل سفير جمهورية فرنسا لدى المملكة    روبيرتو مانشيني مدربًا لنادي السد القطري    خوارزميات الإنسان    مفتي عام المملكة يستقبل وزير العدل    خبراء: السجائر الإلكترونية تقوض حقوق الأطفال الإنسانية    توازن كيميائي يقود إلى الرفاه الإنساني    غرفة القصيم توقع تفاهمًا مع الحياة الفطرية    منسوبو وطلاب مدارس تعليم جازان يؤدّون صلاة الاستسقاء    "محافظ محايل" يؤدي صلاة الاستسقاء مع جموع المصلين    نجاح فصل التوأم الملتصق الجامايكي «أزاريا وأزورا» بالرياض    محافظ صبيا يؤدي صلاة الاستسقاء تأسياً بسنة النبي واستجابة لتوجيه خادم الحرمين الشريفين    التضخم في السعودية يبلغ 2.2% في شهر أكتوبر 2025    أمير القصيم يؤدي مع جموع المصلين صلاة الاستسقاء في جامع الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز ببريدة    شراكة مجتمعية بين ابتدائية قبيبان وجمعية «زهرة» للتوعية بسرطان الثدي    أول اجتماع لمكتب المتقاعدين بقوز الجعافرة    انتخاب القانونية الكينية فيبي أوكوا قاضية بمحكمة العدل الدولية    تقني الشرقية تختتم "راتك 2025"    مصرية حامل ب9 أجنة    الثقوب الزرقاء ورأس حاطبة.. محميتان بحريّتان تجسّدان وعي المملكة البيئي وريادتها العالمية    أمير حائل يدشّن عددًا من الحدائق الجديدة بالمنطقة .    محافظ محايل يزور مستشفى المداواة ويطّلع على مشاريع التطوير والتوسعة الجديدة    أمانة نجران تطلق حملة موسم التشجير لعام 1447    المصلون يؤدون صلاة الاستسقاء في جميع مناطق المملكة    تحذير فلسطيني من تهجير قسري في قلنديا ينتهك القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف    ورشة استراتيجية مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة 2026–2030    الشلهوب: الرسائل المؤثرة.. لغة وزارة الداخلية التي تصل إلى وجدان العالم    كمبوديا وتايلاند تتبادلان الاتهامات بالتسبب بمواجهات حدودية جديدة    ذاكرة الحرمين    الإمارات تواجه العراق في ذهاب ملحق المونديال    تجربة الأسلحة النووية مرة أخرى    تعزز مكانة السعودية في الإبداع والابتكار.. إطلاق أكاديمية آفاق للفنون والثقافة    «مغن ذكي» يتصدر مبيعات موسيقى الكانتري    160 ألف زائر للمعرض.. الربيعة: تعاقدات لمليون حاج قبل ستة أشهر من الموسم    وفد رفيع المستوى يزور نيودلهي.. السعودية والهند تعززان الشراكة الاستثمارية    السعودية تقود اعتماد أول مواصفة عالمية للتمور    القيادة تعزي رئيس تركيا في ضحايا تحطم طائرة عسكرية    وسط مجاعة وألغام على الطرق.. مأساة إنسانية على طريق الفارين من الفاشر    يجتاز اختبار القيادة النظري بعد 75 محاولة    شهدت تفاعلاً واسعاً منذ إطلاقها.. البلديات: 13 ألف مسجل في مبادرة «الراصد المعتمد»    النويحل يحتفل بزواج عمر    طهران تؤكد جديتها في المفاوضات النووية.. إيران بين أزمتي الجفاف والعقوبات    وسط جدل سياسي واسع.. الرئيس الإسرائيلي يرفض العفو عن نتنياهو    في أولى ودياته استعداداً لكأس العرب.. الأخضر السعودي يلتقي ساحل العاج في جدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تارا فولي ديبلوماسية عملت في سفارة بلادها لدى السعودية من فبراير إلى يونيو 2007 : "فتاة أميركية في الرياض" تفتح نافذة لمعرفة المزيد عن المملكة وقيم مجتمعها
نشر في الحياة يوم 20 - 10 - 2007

أثارت مقالتان موجزتان عن تجربة ديبلوماسية أميركية شابة في الرياض استحسان وردود فعل خلت من العداء . التقليدي للسعودية والعرب والمسلمين. وتحولت انطباعات الديبلوماسية تارا فولي عن السعودية التي نشرتها وزارة الخارجية الأميركية في المدونة الإلكترونية بلوغ التابعة لها ? تحمل اسم"ديبنوت"? إلى منصة استغلها قراء أميركيون لمهاجمة سياسة واشنطن حيال العرب وللتنديد بمعاملتها الخاصة للكيان الإسرائيلي على حساب مصالح حلفائها العرب والمسلمين، فيما فجرت ذكريات الآنسة فولي"النوستالجيا"الكامنة في نفوس أميركيين كثر سبق لهم العمل والإقامة في السعودية قبل عقود.
لخصت فولي حكايتها مع السعودية في سرد موجز تحت عنوان:"فتاة أميركية في الرياض". كتبت في مستهله:"في وقت متأخر ذات مساء، في شباط فبراير، هبطت الطائرة التي كنت أستقلها في الرياض. كنت على وشك أن أبدأ أول مهمة خارجية لي لمصلحة وزارة الخارجية، أن أعمل أربعة أشهر موظفة اقتصادية في السفارة الأميركية لدى المملكة العربية السعودية. انتظرت وصول متاعي، كنت أتلفت نحو أرجاء الصالة، محاولة أن أتخيل ماذا تخبئ لي المملكة، وكنت حائرة في عصبية، في ما إذا كان يليق بي الوقوف في مكاني وأنا مرتدية بذلة العمل وشعري مصفف بطريقة ذيل الحصان".
"قبل قليل في الطائرة، كانت النساء السعوديات الشابات يقفن طابوراً، وهن مرتديات آخر صيحات موضة"الجينز"وأحدث المبتكرات الأوروبية من"البلوزات"، ومتزينات بأجود أصناف"الماكياج"أمام حمامات الطائرة، ليخرجن منها وهن متلفعات تماماً بالعباءات السوداء والحجاب، جاهزات للدخول من جديد للمملكة العربية السعودية. سألت نفسي حائرة كيف ستكون حالي خلال الأشهر المقبلة: هل سأكون ناجحة في عملي؟ كيف ستكون حياتي الشخصية؟ شيء واحد كنت أعرفه جيداً: أنني كنت سعيدة بالبدء في هذه المغامرة الجديدة".
"في المساء كان الجو ناعماً ودافئاً، على النقيض من الشتاء القارس الذي تركته ورائي في واشنطن قبل أكثر من 17 ساعة. وفي الطريق إلى"الحي الديبلوماسي"، مررنا بالسيارة على برجي المملكة والفيصلية المتوهجين اللذين يشمخان في سماء الرياض. أمطرت مشرفتي في السفارة دايان بألف سؤال وسؤال، ورغبة مني في اماطة اللثام عن أدق التفاصيل التي يمكنني الوصول إليها".
بعد أربعة أشهر، حطت الطائرة التي تقلني في مطار دلاس، خارج واشنطن دي. سي. وخلال الساعات والأيام التالية، جاء الدور على عائلتي وأصدقائي ليمطروني بالأسئلة عن فترة عملي كديبلوماسية أميركية في السعودية. هل أحببت الرياض؟ ما طبيعة العمل الذي قمت به في السفارة؟ هل كان صعباً العيش والعمل في مكان مختلف جداً عن الوطن؟ ما طبيعة العلاقات الأميركية مع السعودية؟ كيف كان شعوري كامرأة أميركية في السعودية؟ سأجيب عن هذه الأسئلة وغيرها في مدونات لاحقة. شيء وحيد أستطيع قوله لكم: إن فترة عملي في السعودية كانت إحدى أكثر فترات حياتي روعة وتحدياً. أشعر بأنني محظوظة ومباركة بأن حظيت بفرصة اقتناء خبرة في جزء من العالم لن يتسنى لكثيرين أن يروه، وآمل بأن أكون أسهمت في العمل الجيد والعلاقة القوية بين بلدينا".
وفي مقالتها الثانية كتبت فولي:"دعونا نتحدث عن أحد أكثر المواضيع إثارة للجدل وتعقيداً، بل هو من المحرمات في السعودية: النساء في المملكة العربية السعودية حتى أكثر الجوانب الدنيوية المتعلقة بالحياة اليومية يمكن أن يثير جدلاً حين يتصل الأمر بالنساء. العمل، التعليم، اللبس، قيادة السيارة، بل القيام بزيارة لأحد مقاهي"ستاربكس"، كلها مثار نقاش ملتهب في شأن دور النساء في المجتمع. بالطبع هناك جانبان مميزان لهذه القصة: تجربة النساء الغربيات، مثلي، وتجربة النساء السعوديات أنفسهن. وأعتقد أن كلتا وجهتي النظر مثيرة وقيمة بحد ذاتها. بعض التجارب بين الفئتين مشتركة، بينما بعضها الآخر مختلف جداً. وربما كان الأكثر أهمية أن تجارب أفراد من كلا المجموعتين تختلف بدرجة كبيرة في ما بينها.
"ليس كل امرأة سعودية تشعر بالشيء نفسه حيال دورها في المجتمع، وليس كل امرأة أميركية تملك الانطباع نفسه عن السعودية. والتجارب التي أقتسمها معكم هنا تعكس فقط ما عرض لي، ولا تمثل سوى نافذة صغيرة من قضية معقدة للغاية. سأجيب عن بعض الأسئلة الأساسية التي تلقيتها عن التجارب الخاصة بي كامرأة أميركية كان عليها أن تتأقلم مع هذه الأعراف الاجتماعية والثقافية الجديدة. وفي رسالتي الآتية: سأشرككم في بعض انطباعاتي عن الدور المتغير للنساء داخل المجتمع السعودي".
"لنبدأ بعرض موجز للأساسيات. نعم. كان عليَّ أن أرتدي عباءة. لا. لم أرتد غطاءً للرأس. ولم أجلس خلف مقود سيارة طوال اقامتي في المملكة. هذه هي الأسئلة الثلاثة التي يظل يوجهها لي الأشخاص الذين يريدون معرفة المزيد عن آراء المجتمع السعودي في النساء.
الزي وقيادة السيارة هما بلا شك قضية المرأة في السعودية اليوم. وقد يرى بعضهم أنهما أقل أهمية من أشياء كالتعليم وفرص العمل المهني. أعتقد أن من الصعب فصل واحدة عن الأخرى، لكنني أقدِّر الرغبة في القيام بذلك الفصل. وأعتقد أيضاً بأن الناس مهتمون بهذه التفاصيل لأنها علامات مرئية لأسئلة أكبر، وإن تكن ملموسة بدرجة أقل يثيرها الناس عن الأدوار"الجندرية"في سياق ثقافي وتاريخي وديني متقاطع يمكن أن يكون فهمه صعباً جداً".
"العباءة ثوب طويل أسود يغطي عظم الرقبة والكعبين والرسغين، ومطلوب من النساء في السعودية ارتداءها فوق ملابسها في أي وقت تذهب فيه إلى مكان عام. كنت أرتدي واحدة منها كل مرة غادرت فيها الحي الديبلوماسي، عدا قيامي بعملي الرسمي للسفارة. حين يتم التصرف بصفة رسمية كديبلوماسية أجنبية، فإن اللبس المقبول هو بذلة عمل محافظة على الطراز الغربي. وهكذا كنت أحضر اجتماعات في مبنى وزارة الخارجية السعودية ببذلتي النسائية، لكن العباءة كانت جزءاً أساسياً من يومي أثناء التبضع في البقالة، ومقابلة الأصدقاء على فنجان قهوة، أو أية مغامرة أخرى في المجال العام".
"لدهشتي لم أكن مضطرة لارتداء الحجاب غطاء الرأس في السعودية. يطلب القانون السعودي من المسلمات تغطية شعرهن، لكن غير المسلمات مستثنيات. بعض النساء الغربيات في السعودية يخترن ارتداء وشاح على الرأس أثناء وجودهن في البلاد. بعضهن يعتبرنه علاقة احترام، بينما تراه أخريات باعتباره، ببساطة وسيلة لتفادي الاهتمام غير الضروري. أنا شخصياً ارتديت العباءة لأنه كان مطلوباً ومتوقعاً مني. لكنني رفضت ارتداء الحجاب في مناشطي اليومية وفي مناسبات أخرى غطيت رأسي أثناء زيارتي ? مثلاً ? لمسجد كسائحة في القاهرة. هناك غطيت رأسي علامة على الاحترام أثناء وجودي كضيفة في بيئة دينية، تماماً مثلما ارتدينا جدتي وأنا سراويل وأكماماً طويلة عندما زرنا الفاتيكان في روما. ولكن في مناشط الحياة اليومية شعرت بقدر أكبر من الراحة عندما أظهر نفسي على طبيعتها، كامرأة أميركية لا تؤمن بتغطية رأسها. إنني أكن احتراماً عظيماً للنساء، سواء أكنّ مسلمات أم لا، اللاتي يخترن تغطية رؤوسهن مهما كانت أسبابهن لذلك. ولكن بالنسبة لي فإن الجزء المهم يتمثل في امتلاك ذلك الاختيار، لأنني كنت أملك الاختيار فقد استخدمته. لكنني أقر بأن كثيراً من النساء لا يملكن تلك الفرصة".
"أما بالنسبة لقيادة السيارة، فقد أمضيت أربعة أشهر على مقعد الراكب. النساء ممنوعات منعاً باتاً من قيادة السيارة في السعودية.
وتستخدم السفارة السعودية، مثل كثير من العائلات السعودية، سائقين حتى يمكن لموظفين السفارة القيام بأعمالهم، وسائقو سيارات السفارة أشخاص رائعون يعملون بجد ليجعلوا أعمالنا وحياتنا أكثر سهولة. ومع ذلك فإن من المستغرب أن تضطر إلى أن تطلب"مشواراً"في كل وقت تحتاج فيه للذهاب إلى أي مكان. وسواء أكنت ذاهبة إلى وزارة الثقافة والإعلام أو المتاجر في برج المملكة، كنت أذهب في المقعد الخلفي. إن الافتقار الكامل للحرية محبط، بل مثير للغضب أحياناً. وقد كنت هناك لفترة لا تتعدى أربعة أشهر".
"بعد اللبس وقيادة السيارة، الشيء التالي الذي يريد الآخرون معرفته هو كيف استقبلني الرجال في الحكومة السعودية الذين عملت معهم. ويتساءلون: إذا كانت النساء يعاملن بطريقة مختلفة جداً فكيف يمكنني القيام بعملي بشكل فعال؟ كانت لي تجارب إيجابية للغاية من العلاقات المهنية مع نظرائي في الحكومة السعودية، بنيت على أساس الاحترام المتبادل والتعاون. عملنا معاً كأطراف متساوية تسعى صوب أهداف مشتركة. وهناك بالطبع دوماً استثناءات".
"في اليوم الأول لي في السعودية، حضرت اجتماعاً مع رجال أعرضوا عن مصافحتي ومصافحة أي امرأة أخرى من المجموعة. فكرتُ طويلاً في ذلك اليوم الأول ومعناه، وأنفقت وقتاً في مناقشته مع زملاء وأصدقاء مسلمين. مصافحة الأيدي في السياق الثقافي الخاص بي تمثل علامة للاحترام، أسلوباً لإلقاء التحية، وإشارة إلى أنني أعتبر من تعرفت إليه مساوياً لي. لقد كان الرجال السعوديون الذين التقيتهم يومذاك يتصرفون في نطاق السياق الثقافي والديني الخاص بهم. ومن وجهة نظرهم كانوا بتصرفهم ذاك يعربون عن احترامهم لي بامتناعهم على ملامستي. إنه شيء أفهمه عقلياً لكنني أصارع نفسي لأتفهمه حقاً من صميم قلبي. إنه شيء مغروس في داخلي ثقافياً. ومهما حاولت"عقلنته"، فإن من الصعب جداً عليَّ أن أقبل إشارة شخص ما إلى انهم لا ينظرون إليَّ باعتباري مساوية لهم، حتى لو كانت تلك اللامساواة تعتبر علامة احترام بحد ذاتها".
"تعلمت ببطء أن أترك الرجل السعودي يمد لي يده أولاً، بدلاً من أن أمد إليه يدي بشكل تلقائي عند أول لقاء، حتى أتفادى اللحظات الفظيعة. ومع ذلك ما أزال غير متأكدة مما إذا كنت حقاً سأتقبل تلك القضية. الخبر السار، على الأقل بالنسبة لي، أن ذلك حدث فقط مع قلة ممن التقيتهم. وفي الغالب كانت مصافحة الأيدي البداية لتجربة عمل بناء مع زملائي السعوديين".
"بالطبع ان العباءات والحجاب ومصافحات الأيدي ليست سوى البداية. لكنها تعني الكثير. المرة الأولى التي ارتديت فيها العباءة، شعرت بأنني غريبة في ذلك الثوب الطويل الممتد حتى أخمص قدمي، وحاولت التأكد من أنني أغلقت كل أزراره بشكل صحيح. لم أرتح لارتدائه كلما وضعته على جسمي. لكن ارتداء العباءة كان خطوة ضرورية بالنسبة لي لدخول المجتمع السعودي. وبالنسبة لي فإن منافع ارتدائها كانت أكبر من عدم ارتياحي لارتدائها في المقام الأول. أعتقد بأنه كان مهماً بالنسبة لي أن أرى السعودية من الداخل، من منظور أولئك الذين يعيشون هناك. اكتشفت أن العالم يبدو مختلفاً إلى حد ما على الجانب الآخر من العباءة. لكن من المؤكد أنه مشهد يستحق أن يُنْظَرَ إليه".
أثارت تعليقات فولي عن فترة عملها في السعودية مداخلات عدة، وتباينت وجهات النظر حيالها.
لكن كان ملحوظاً اختفاء اللهجة العدائية الغربية التي تسارع بإلصاق شتى التهم والأوصاف بالسعودية.
كتب إليها"بيتر"من كاليفورنيا يقول:"ليس من شك في أن هناك طرقاً عدة تكون فيها مساواة المرأة قضية في السعودية، لكني لا أعرف كيف تفكرين بأن قضية المصافحة بالأيدي مثال لذلك في بعض الثقافات عادي أن يشبك الرجل يده بيد رجل آخر ويمشيان في الطريق.
وهي ليست الحال في الولايات المتحدة. لكن ذلك ليست له علاقة بقضايا المساواة. تلك هي مشاعرهم إزاء الاتصال الجسدي في الأماكن العامة بين رجال ونساء لا تربطهم قرابة لا أعرف كيف يمكن أن تكون لذلك علاقة بالمساواة بين الجنسين أو لماذا يشعر أي فرد بأنه أُهين".
وفي مداخلة من"كاشف"في أميركا كتب:"بعدما عشت فترة طويلة من حياتي في أميركا، أستطيع أن أقول إنه سيكون مختلفاً وطيباً العيش في السعودية.
هنا في أميركا الفتيات دائماً يشتتن تركيز الشباب بالأزياء التي يرتدينها. ويصبح الأمر مزعجاً بعد حين.
وفيما قد ينظر الغربيون وآخرون إلى أشياء مثل الحشمة باعتبارها قمعاً.
اكتشفت أن مما ينعشني التفكير بأنني حيث تلفت أجد النساء يعرضن سيقانهن".
وكتب"أرفند"من كاليفورنيا:"بحكم نشأتي في الهند، فإنني متصالح مع عادة الامتناع عن مد يد لمصافحة النساء.
إنه مشابه تماماً لما لاحظتيه في السعودية، وهو أيضاً من أجل الاحترام.
نحن نصفِّق بكلتا كفَّيْنا في بادرة للتحية بدلاً من المصافحة بالأيادي".
ومداخلة من مايكل في كاليفورنيا:"أنت شابة جميلة تمثلين شعبنا تمثيلاً جيداً.
هناك أمر يثير قلقاً عميقاً في ما يتعلق بحليفلتنا السعودية. لقد وضعت ميراف ورمسر أثناء عملها في معهد هيريتيج خططاً لاحتلال السعودية، وبعبارة موجزة فإن الخطة ستلحق معظم أرجاء السعودية بإسرائيل"الكبرى".
من وجهة نظري أن عمليات من ذلك القبيل ليست شيئاً ينبغي لأميركا أن تتورط فيه ... كتاباتك تذكرني بصديق جيولوجي ألف كتاباً عن فترة عمله في السعودية عندما تم العثور على النفط، عنوانه"المغترب"، واسم المؤلف هو بَدْ رودسيل. وقد التقى زوجته الحسناء وتزوجها أثناء عملها ممرضة لدى شركة"أرامكو".
ومن ولاية جورجيا كتب"جيمس"، بعدما أشار إلى أسباب الغزو الأميركي للعراق، ومساندة الولايات المتحدة لإسرائيل في حربها العدوانية الأخيرة ضد لبنان،"هل من عجب أن يفقد العالم العربي كل احترامه لهذه البلاد أميركا؟ هل من عجب لماذا نعيش في عالم مفعم بالإرهاب؟ لدينا معيار للتعامل مع إسرائيل عال جداً، إلى درجة انه لا يمكن انتقادها مهما ارتكبت من جرائم. أميركا لديها سياسات أخلاقية إلى حد معقول داخل أراضيها، لكن سياستنا الخارجية فاسدة ومنافقة وعنيفة مثل أي من ديكتاتوريات العالم الثالث التي نحب أن ننظر إليها باحتقار ونقصفها أحياناً".
أما"جين"، من نيويورك، فكتبت:"آمل بأن تنقلي إلى شعوب الشرق الأوسط أن الأميركيين إذا أتيح لهم فهم الاحتلال الإسرائيلي الوحشي والمستوطنات في فلسطين فإنهم لن يساندوا تلك السياسات.
الأميركيون شعب منصف جداً، لكنهم لا يعلمون أن الكونغرس مقيد باللوبي الإسرائيلي، وأنه لا يجرؤ على انتقاد إسرائيل، وإلا فإن اللوبي الإسرائيلي سيستهدفهم المنتقدين لإلحاق الهزيمة بهم في الانتخابات التشريعية.
وأنا أيضاً كنت سأثور ضد الولايات المتحدة إذا كنت عربية. أرجوك ساعدي شعوب الشرق الأوسط على أن تفهم أنه يستحيل تقريباً على الأميركيين أن يعرفوا بسرقة الأرض والمياه الفلسطينية من الإسرائيليين.
أي شخص يحاول إبلاغ الأميركيين مثل جيمي كارتر سيتم تلطيخه بتهمة معاداة السامية".
وكتبت"جودي"من ماساشوسيتس:?"رائعة حقاً قراءة التحديات التي واجهتك أثناء فترة عملك في السعودية.
انتهيت لتوي من قراءة رواية"بنات الرياض"، وهي تتحدث تحديداً عن إحدى الفتيات أثناء قيامها بتغيير ملابسها الغربية بالعباءة في الاستراحة على متن الطائرة أثناء عودتها للسعودية من الولايات المتحدة".
وكتب"سام"من ايلينوي:?"درست المدرسة الثانوية في مدرسة دولية تطبق المنهج البريطاني في الرياض أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات.
ولكن حين أنظر الآن إلى الوراء، على تلك الفترة، أجدها تجربة سأظل أذكرها دوماً. ولن أبدل تلك السنوات بأي شيء. إن أنواع الثقافات والبشر والجنسيات والأعراف التي قابلتها وصادقتها في المملكة العربية السعودية لا يمكن تعويضها ولا استنساخها".
وكتب"غاري"من تايلاند:?"إنني مهتم بالقراءة عن فترتك في الرياض. أنا موظف مصرفي، قضيت ستة أشهر في بنك الرياض خلال الفترة 2002-2003 وجدت السعودية بلداً رائعاً ومدهشاً وإن السعوديين كأفراد جذابون وكرماء.
هل تأتت لك فرصة زيارة مدائن صالح في الشمال الغربي"؟ ومن ولاية جورجيا كتب"زاك":?"سؤالي لك يتعلق بفيلم هوليوود الأخير عن السعودية، واسمه"المملكة".
بالنسبة إليك كشخص خَبِر الفوارق بين الثقافات العربية، كيف تجعلك أفلام كهذا تبسيطية، أبيض وأسود، صواريخ باتريوت ضد إرهابيين ? كيف تجعلك تشعرين؟
ومن دون وضعك في مشكلات مع رؤسائك، هل توافقين على أن هذه العقلية هي تحديداً التي تضعنا في طرق متقاطعة مع العرب، خصوصاً ومع الثقافة الإسلامية عموماً"؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.