المشتبه به في الاعتداء على رئيس الوزراء السلوفاكي يمثل أمام المحكمة    مسؤولون إسرائيليون: مفاوضات الهدنة في طريق مسدود    جوارديولا : مويس سيفعل كل ما في وسعه لإفساد تتويج مانشستر سيتي بلقب الدوري    «الداخلية»: ضبط 16,023 مخالفًا لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود في أسبوع    المملكة رئيساً للمجلس التنفيذي ل "الألكسو" حتى 2026م    متحدث «الداخلية»: مبادرة «طريق مكة» توظف الذكاء الاصطناعي والتقنية لخدمة الحجاج    «الحج والعمرة»: لا تصاريح عمرة ابتداء من 16 ذو القعدة وحتى 20 ذو الحجة    «تعليم الطائف»: اعتماد حركة النقل الداخلي للمعلمين والمعلمات    المربع الجديد: وجهة لمستقبل التنمية الحضرية بالمملكة    القاهرة : لاتراجع عن دعم دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل    سفارة المملكة في قرغيزستان تحذر المواطنين بأخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن أماكن التجمعات    دراسة: الشركات الألمانية لا تسوق للسيارات الكهربائية بشكل جيد    توطين تقنية "الجينوم السعودي" ب 140 باحث سعودي    «المركزي الروسي» يرفع الدولار ويخفض اليورو واليوان أمام الروبل    سان جيرمان يسعى لفوز شرفي لتوديع مبابي    استمرار هطول أمطار على جازان وعسير والباحة ومكة والمدينة    تيليس: ركلة جزاء الهلال مشكوك في صحتها    آلية الإبلاغ عن الاحتيال المالي عبر "أبشر"    "تيك توك" تزيد مدة الفيديو لساعة كاملة    جيرارد: فخور بلاعبي الاتفاق    "الذكاء" ينقل مبادرة طريق مكة إلى عالم الرقمية    نيفيز: الهلال لا يستسلم أبدًا    السمنة والسكر يزيدان اعتلال الصحة    مهارة اللغة الإنجليزية تزيد الرواتب 90 %    رئيس جمهورية موريتانيا يغادر جدة    موعد والقناة الناقلة لمباراة الأهلي والترجي اليوم في نهائي دوري أبطال إفريقيا    ضمك يتعادل مع الفيحاء إيجابياً في دوري روشن    رقم جديد للهلال بعد التعادل مع النصر    المنتخب السعودي للعلوم والهندسة يحصد 27 جائزة في «آيسف 2024»    العلماء يعثرون على الكوكب "المحروق"    الصين تستعرض جيش "الكلاب الآلية" القاتلة    الأمير سلمان بن سلطان يرعى حفل تخرج طلاب وطالبات البرامج الصحية بتجمع المدينة المنورة الصحي    مستقبلا.. البشر قد يدخلون في علاقات "عميقة" مع الروبوتات    طريقة عمل مافن كب البسبوسة    طريقة عمل زبدة القريدس بالأعشاب    طريقة عمل وربات البقلاوة بحشو الكريمة    ضبط مقيم ووافد بتأشيرة زيارة لترويجهما حملات حج وهمية ومضللة بتوفير سكن ونقل للحجاج    الدفاع المدني: استمرار هطول الأمطار الرعدية على معظم المناطق من يوم غدٍ السبت حتى الأربعاء المقبل    ولي العهد في المنطقة الشرقية.. تلاحم بين القيادة والشعب    تدشين أول مهرجان "للماعز الدهم" في المملكة بمنطقة عسير    السالم يلتقي رواد صناعة إعادة التدوير في العالم    «تعليم جدة» يتوج الطلبة الفائزين والفائزات في مسابقة المهارات الثقافية    المملكة تتسلم رئاسة المؤتمر العام لمنظمة الألكسو حتى 2026    الإعلام الخارجي يشيد بمبادرة طريق مكة    النفط يرتفع والذهب يلمع بنهاية الأسبوع    أمر ملكي بترقية 26 قاضيًا بديوان المظالم    قرضان سعوديان ب150 مليون دولار للمالديف.. لتطوير مطار فيلانا.. والقطاع الصحي    «الأحوال»: قرار وزاري بفقدان امرأة «لبنانية الأصل» للجنسية السعودية    رئيس الوزراء الإيطالي السابق: ولي العهد السعودي يعزز السلام العالمي    محافظ الزلفي يلتقي مدير عام فرع هيئة الأمر بالمعروف بالرياض    الكليجا والتمر تجذب زوار "آيسف 2024"    جامعة الملك خالد تدفع 11 ألف خريج لسوق العمل    حراك شامل    الشريك الأدبي وتعزيز الهوية        العام والخاص.. ذَنْبَك على جنبك    أمير تبوك يرعى حفل جامعة فهد بن سلطان    خادم الحرمين الشريفين يصدر عدداً من الأوامر الملكية.. إعفاءات وتعيينات جديدة في عدد من القطاعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سنستغني عن المتعاقدين في صحافتنا حينما يفسح "القرود" مجال التدريب لأبناء الوطن ... وأفضل الموت ب "اللاسامية" . خالد المعينا ل"الحياة": عدد من الصحافيين ليسوا مهنيين والصحافة السعودية لاتزال تقبع في براثن التخلف التحريري
نشر في الحياة يوم 19 - 09 - 2006

عُرف عنك مناصرة المرأة، واستغلالك لمناسبات عدة لتوضيح هذا الأمر والتركيز عليه، وعزوت ذلك إلى أنك تعلمت في مدارس مختلطة... فأي نوع من المناصرة تصبو إليه؟
- أصبو إلى مناصرة حقوق المرأة الإنسانية كافة، والاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية وغيرها.
وأنظر إلى المرأة دائماً بكثير من التقدير والاحترام. ولقد لعبتْ أمي دوراً كبيراً في حياتي منذ طفولتي الباكرة، وأعتقد أن تأثير المرأة كبير، على كل الرجال.
يغلب على طاقم التحرير في صحيفة عرب"عرب نيوز" العنصر النسائي، وقد ذكرتَ أن المرأة أكثر دقة من الرجل في عملها، وهي قادرة على ممارسة العمل الصحافي بكل أنواعه... فهل هذا يعني أنك تقدم المرأة على الرجل في اختيارك لموظفيك؟
- نعم، لدينا في صحيفة"عرب نيوز" حضور نسائي سعودي قوي. وقد تم توظيف هؤلاء الشابات بسبب قدراتهن المهنية والتزامهن الصارم بالعمل، ولا أجافي الحقيقة حين أقول إنهن قد تفوقن على زملائهن الرجال في بعض الأحيان.
ولا أهتم بجنس الموظف رجلاً كان أم امرأة بقدر اهتمامي بالأداء والإنتاجية.
ذكرت في أحد مقالاتك ما نصه:"إن المرأة السعودية إذا تلقت التعليم الصحيح، والتدريب، ودعم الأسرة بخاصة من الأب فإنها لن تكون أبداً أقل من مثيلاتها في جميع أنحاء العالم"... هل كنتَ تلمح إلى أن تعليم المرأة السعودية أقل من مثيلاتها في أنحاء العالم؟ وما الاستراتيجية التعليمية الصحيحة التي تراها؟
- لم أقصد أن تعليم المرأة السعودية أقل من مثيلاتها في أنحاء العالم، لكني قصدتُ أن أُبْرِزَ أهمية دور الأسرة في تعليم المرأة خصوصاً الأب، لأن دوره في تعليم البنات وفي التنمية يظل دوراً حيوياً. وأيضاً كنتُ أقصد أن تستفيد المرأة السعودية من كل الإمكانات والموارد المتاحة.
يقال:"خالد المعينا يحاول المتاجرة باسم المرأة، حتى يكسب شعبية واسعة، من خلال قضية حساسة داخل مجتمع محافظ"... ما ردك على ذلك؟
- خالد المعينا لا يحتاج إلى دعاية، فطوال عمري ظللت أعمل في صمت وبصدق وإخلاص، خدمةً لوطني وديني، .
أحب الأضواء ولا أسعى وراء الشهرة، وكل قصدي ومبتغاي هو أن أرى المرأة في بلادي وقد تمتعت بكل حقوقها وأصبحت عضواً فاعلاً في المجتمع.
وأنا لست مرشحاً في أي انتخابات فكيف أسعى إلى الدعاية وإلى اكتساب الشعبية؟
الصحافة السعودية والتخلف
لك وجهة نظر في مضمون الصحافة السعودية، وأنها لا تزال تصبّ اهتمامها في الإخبار غير الهادفة، في حين أنها تقدمتْ كثيراًً، بحسب رأي خبراء الصحافة السعودية في مضمونها، وأحدث تعدد المؤسسات الصحافية التقدم في المجالين التقني والمهني... فهل لا تزال مُصراً على أنها تقبع حيث ألفتها؟
- لا أنكر أننا قد حققنا تقدماً كبيراً في المجال التقني، لكننا لا نزال متخلفين في المجال التحريري. ولا أخالني مجافياً للحقيقة حين أقول إن عدداً من صحافيينا ليسوا مهنيين، وهم يحتاجون إلى كثير من التدريب. وللأسف فإن رؤساء التحرير لا يهتمون كثيراً بمسألة التدريب الذي لا غنى عنه في صحافة اليوم.
في الساحة الصحافية السعودية برزت أسماء شابة في مناصب قيادية، كان من شأنها تقديم مدرسة جديدة، ودماء حارّة قادرة على مواكبة طموح القارئ السعودي، وتقديم مادة متنوعة، في حين أنه لا تزال هناك بعض الأسماء التي تقبع في مناصبها ولا تفسح المجال لجيل الشبان... فهل تعتقد أن زمن صحف الرجل الواحد بدأ في الأفول؟
- إن عدم التشجيع، وعدم الأمان الوظيفي، وقلة الرواتب وغير ذلك من أسباب، أبعدت الشبان اللامعين والطموحين عن العمل في الصحافة.
أيضاً هناك العوائق التي توضع في طريقهم وتلكّؤ الصحافيين الكبار في إفساح المجال أمامهم، كل ذلك جعلهم يُحْجِمُون عن ارتياد المجال الصحافي.
والصحافة عمل جماعي فليس هناك إذاً أي مجال لصحيفة الرجل الواحد.
مع كل تجربة جديدة لإنشاء صحيفة سعودية، ينبري الكثيرون لانتقادها، ويحاولون إحباطها... فهل هذا يعني أن هنالك مَنْ يخشي على صحيفته من أن ينكشف أمرها، وتُظْهِر إفلاسها المهني والتقني إذا ما حقق الجديد نجاحاً عجز عنه، أم أن لك وجهة نظر للحد من هذه الطفرة المقبلة في إنشاء صحف سعودية جديدة؟
- يجب أن تكون هناك مطبوعات جديدة، لكن بعد قراءة صحيحة لمتطلبات السوق، ما يستدعي إجراء بحوث متعمقة قبل اتخاذ أي خطوة في هذا الاتجاه.
تُرَدّد بشكل مستمر كلمة"قرود" في محيط العمل وخارجه، فماذ تقصد بها؟
- أقصد بها أولئك الذين أصبحت كراسيهم صدئة في الصحافة السعودية، والذين يخشون على كراسيهم من أولئك النوابغ، فيعملون على محاربتهم.
في اعتقادك... متى يحين الوقت لإعطاء الثقة للصحافيين السعوديين، والاستغناء عن المتعاقدين الذين لا يزيدون في مهنيتهم عن السعوديين؟
- أعتقد بأننا نحتاج إلى بعض الوقت للاستغناء عن المتعاقدين. والسعوديون يمكن، بعد التحصيل والتدريب، أن يكونوا محررين ممتازين.
ولا شك أن هناك حاجة للمحررين الممتازين، سواء كانوا من الداخل أم من الخارج.
هل لقلة الأجر دور في اعتماد بعض المؤسسات الصحافية السعودية على المتعاقد، أم أن الوقت لا يزال مبكراً حتى يتم منح الثقة للسعوديين؟
- لا شك أن لقلة الأجور دوراً في اعتماد بعض المؤسسات الصحافية السعودية على المتعاقد، لكن صدّقني أن الصحافي الأجنبي الجيد في هذه الأيام لن يجيء، لأن فرص التوظيف أمامه في الخارج أصبحت كثيرة وبمرتبات مرتفعة.
ما تطلعاتك لمستقبل الصحافة السعودية؟
- للصحافة السعودية مستقبل مشرق، بخاصة أن لدينا الشباب المتحمس الذين التحقوا بالعمل في الصحف. ولكي يصبح هذا المستقبل أكثر إشراقاً علينا تدريب هؤلاء الشباب ورعايتهم.
أسباب الضعف
رسالة إلى صحافيين سعوديين إلى مَنْ توجهها؟ وماذا تقول لهم؟
- سوف أوجه رسالتين، الأولى إلى رؤساء التحرير أقول لهم فيها: استثمروا في الشباب الصغار وتدريبهم، حاولوا اكتشاف المواهب، واحرصوا على تدريبها وصقلها وحددوا لهم أهدافاً لبلوغها، من بينها المناصب التي أنتم عليها الآن!
لا تخافوا من هؤلاء الشباب فهم مستقبل الأمة وأملها، وهم سيكونون الميراث الذي تتركونه لمؤسستكم وللصحافة السعودية.
أما الرسالة الثانية فهي للصحافيين والصحافيات الشباب أن تكونوا مهنيين واقرأوا كثيراً وكَوّنوا لديكم حساً تاريخياً، تعلموا لغة أجنبية وأتقنوها تحدثاً وكتابة، وابحثوا كثيراً في الانترنت، وقبل كل هذا وذلك يجب أن تكون لكم ثقة كاملة في الله وفي أنفسكم. إننا نمرّ بأوقات عصيبة أصبحت فيها الكلمة الصادقة عملة نادرة.
استخدموا أقلامكم وأجهزة الكومبيوتر الخاصة بكم من أجل مصلحة الوطن ورفعته.
من وجهة نظرك ما هي أبرز سلبيات الصحافة العربية التي لم تتخلص منها إلى الآن، خصوصاً أنك أشرت من قبل إلى عزمك على تأليف كتاب عن تاريخ الصحافة العربية؟
- لاشك أننا قد تقدمنا كما أشرت إلى ذلك سابقاً، لكنني ما زلت أرى بعض القصور في صحافة التحقيقات، كما لا توجد لدينا مواضيع للغلاف على النحو الذي تعرفه المجلات الغربية.
والمواضيع التي تتناولها صحفنا تجدها في كثير من الأحيان ضعيفة، وفي أحيان أخرى تجدها مليئة بالإشادة بالمسؤولين بدلاً من التركيز على القضايا والأمور المهمة. ويمكن التخلص من كل هذا القصور بالتدريب المستمر.
ما هي أبرز الأجواء التي تكفل عملاً إعلامياً يتصف بحرية التعبير؟
- المناخ الحر الذي يمكن الصحافيين من العمل بلا خوف يعتبر ركيزة أساسية للعمل الصحافي. ويجب أن يكون لدينا قدر من التسامح وافتراض حسن النية عند الكتاب.
إن لدينا معياراً عظيماً للتعبير، لدرجة أصبحت معها الصحف السعودية تتناول مواضيع كانت تعتبر من المحرمات في السابق. وأرجو من المسؤولين النظر إلى الصحافي باعتباره شريكاً في مسيرة الوطن نحو التقدم والرخاء. وهذا بالقطع لا ينفي وجود مسؤولين يغضبون من بعض المواضيع الناقدة حتى وإن كانوا يعلمون أنها حقيقية.
"عرب نيوز" والسامية
ما الذي لفت انتباهك في صحافة الغرب وتتمنى أن يطبق في صحفنا العربية؟
- الذي لفت انتباهي في صحافة الغرب، عدم الخوف عند كتابة التقارير والمواضيع، والتزام جانبي الشعب والموضوعية في تناول الشؤون الداخلية.
وأتمنى لو نستخدم بعض تقنياتهم الداخلية.
يواجه العالم العربي انتقاداً حاداً من وسائل الإعلام الغربية، وفي المقابل دائماً يدعي الصدقية، فما الواجب على صحيفة مثل"عرب نيوز" القيام به؟ وما هي استراتيجياتكم في مواجهة ذلك؟
- نحن في صحيفة"عرب نيوز" كنا في خط المواجهة الأول في احتواء الهجوم ضد ديننا وبلادنا وضد الدول العربية، والرد عليه بالمنطق والحجج والبراهين، وقد فعلنا ذلك بطريقة مهنية التزمنا فيها بالموضوعية والتحليل المتعقل الرصين، ولذلك أخذنا القراء في الغرب مأخذ الجد وتعاملوا معنا على هذا الأساس.
ويسعدني أن أقول وحديثي مثبت بالإحصاءات إن عرب نيوز هي أكثر جريدة عربية ناطقة بالإنكليزية نقل عنها العالم، إذ كثيراً ما أشارت الصحف ووسائل الإعلام العالمية إلى افتتاحياتنا وإلى مقالاتنا، وتحقيقاتنا، وتعليقاتنا.
ويبلغ متوسط الذين يزورون موقعنا على شبكة الانترنت نحو 1.7 مليون شخص يومياً. إننا لا ننساق وراء العمل الدعائي، كما اننا كثيراً ما تعرضنا بالنقد للسياسات العربية. واستراتيجياتنا أن يكون محتوانا التحريري ذا جودة عالية بحيث لا يقل عن محتواهم أبداً.
اتهمت صحيفة"عرب نيوز" بمعاداة السامية، واحتج اليهود على بعض المواضيع التي يتم طرحها، فما هو رد فعلكم تجاه مثل هذه الضغوطات؟ وهل أثرت في استراتيجياتكم في الطرح؟
- الاتهام باللاسامية أصبح موضة هذه الأيام. وكما تعلم فإن اليهود لا يتورعون في الإساءة لنا ولرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، ولقادتنا وأسلوب حياتنا، بينما المطلوب منا ألا نفتح فمنا ولا نستنكر ذلك. وأصبحت معاداة السامية تشمل، على سبيل المثال، انتقاد السياسة الأميركية أو الإسرائيلية أو حتى الاعتراض على القصف اللإنساني على لبنان. ولدينا قراء يهود يكتبون آراءهم وننشرها لهم في صفحة بريد القراء. وفي غضون ذلك نحن نشرح لهم أن الاعتراض على السياسة الإسرائيلية وعلى ممارسات إسرائيل غير الإنسانية لا يعنى أبداً معاداة السامية التي أصبحت تهمة تطلق جزافاً.
وهذا بالطبع عمل شاق، فهم يريدون من الصحافة والإعلام السعودي والعربي أن يستكين أو يموت، وأنا أفضل ألف مرة أن أموت بهذه الطريقة.
التعقل العربي
ما سبب الإحباط الذي يعانيه أبناء الجيل العربي المعاصر؟ وكيف نستفيد من دروس التاريخ لتفادى هذا الإحباط؟
- الإحباط ناجم عن الوضع العربي الراهن، فهناك اثنان وعشرون دولة عربية تتفرج بينما إسرائيل وبدعم قوي من أميركا تقتل وتدمر، والصغار يشعرون بهذا بينما يعلمون أنه لو أتيحت لهم الفرصة لأبلوا بلاء حسناً، لكن لا يهتم أحد بهذا. وهم لا يشاهدون أية قدوة في بلادهم أو في مجتمعهم، كما يشعرون بانعدام المجتمع المدني وعدم المحاسبة والمسؤولية في الوقت الذي يرون فيه الفساد والمحسوبية، ولا يلمسون أي إحساس بالأرض العربية المفقودة... فكيف ترى أن تكون حالهم؟
هل لا تزال وجهة النظر المطالبة بالتعقل العربي في مواجهة الصلف الإسرائيلي قائمة، خصوصاً بعد أحداث العدوان على لبنان أم أنه لابد من مواجهة الصلف بمثله؟
- يجب أن نكون منطقيين وعقلاء في مواجهة الصلف الإسرائيلي، وعلينا أن نمتلك القوة لعمل ذلك. إن إسرائيل عدو شديد المراس، ومراوغ وله أهداف معينة، إنهم يتهموننا بكراهيتهم بينما هم في واقع الأمر يمثلون الكراهية نفسها، وما حدث أخيراً في لبنان دليل على ذلك. إن مواجهة الصلف الإسرائيلي تتطلب أن نكون أقوياء مثلهم.
لك وجهة نظر ترى أن الازدهار الاقتصادي يعمل على تخدير الناس في مواجهة قضاياهم، فهل هذا يعنى أن الشعوب المسحوقة أكثر واقعية وتعاملاً مع الأحداث المحيطة بها؟
- نعم، فإن الازدهار الاقتصادي يحمل معه نوعاً من عدم المبالاة وقراءة سريعة في تاريخ الروم والفرس والمغول تؤيد صدق ما أقول.
وعلينا أن نستفيد من دروس التاريخ، ونستخدم الازدهار الاقتصادي لرفاهية شعوبنا. ونعم أيضاً فإن الشعوب المسحوقة أكثر واقعية في تعاملها مع الأحداث المحيطة بها.
وانظر إلى دول جنوب شرقي آسيا، فهي قد أصبحت نموراً اقتصادية من دون موارد، وهم اليوم قادة، وانظر في المقابل إلى الدول العربية حيث الناس يريدون أن يكونوا قادة أو شعراء!
هل هناك ثمة تفاؤل للأجيال العربية على المستويين السياسي والاقتصادي؟
- التفاؤل موجود بالنسبة للأجيال العربية القادمة، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، إذا حددنا أولوياتنا بشكل صحيح.
هذا بالطبع يتطلب أن تكون هناك قيادة رشيدة وأن يتم توفير فرص العمل للرجال والنساء، وأن توجد الفرص المتساوية للجميع، وأن يقل مستوى"البيروقراطية"ويزيد مستوى المحاسبة، وأن ينتهي الفساد والمحسوبية، وقبل كل هذا يجب أن يسود التسامح، وأن نتقبل الرأي الآخر والمدارس الفكرية الأخرى وألا نفرض على الناس وجهة نظر واحدة.
{ نفى رئيس تحرير صحيفة"عرب نيوز" خالد بن عبدالرحيم المعينا ما يتردد، من أنه يتاجر باسم المرأة في مجتمعه المحافظ، وأكد أنه يسعى إلى أن يرى المرأة السعودية قد تمتعت بحقوقها كافة، وأصبحت عضواً فاعلاً في المجتمع. وأثبت أنه أحد مناصري حقوق المرأة، وأنه يقدمها على الرجل في اختيار طاقم التحرير لديه في الجريدة، ومن ثم استدرك أنه يهتم بالكفاءة والمهنية.
كما ذكر أن رؤساء تحرير بعض الصحف السعودية لا يعنون بتدريب كادرهم الصحافي، وبالتالي لا يمكن أن يحدث أي نوع من التقدم على المستوى المهني، وأعاد ذلك إلى تخوفهم من بروز أسماء ربما تنبغ لديهم، ومن ثم تهدد مواقعهم القيادية. وانتقد بشدة أولئك الذين ينتهجون سياسة الرجل الواحد، ويذكّرهم أن العمل الصحافي يعتمد على"الجماعية"، والذي سيصل بهم إلى المستوى المأمول. وعمد إلى ترك فراغ كبير في الأسماء التي لفتت انتباهه في الساحة الصحافية السعودية.
وأكد أن الوقت لا يزال باكراً للاستغناء على المتعاقدين في الصحف السعودية، وأرجع ذلك إلى أنهم يَرْضَوْن بالأجور المتدنية، عطفاً على مستواهم المتواضع، في حين أنه لا يمكن أن نجد صحافياً مبدعاً يمكن أن تستغني عنه صحف بلاده مهما كان الأمر.
وذكر المعينا أن صحيفته كانت في الخطوط الأمامية للدفاع عن الدين الإسلامي والوطن، والدول العربية كافة، على رغم اتهامات اليهود له ولصحيفته بمعاداة السامية، التي يرى أنها واهية، إذ يؤكد أن كُتَاباً يهوداً كثراً طرحوا آراءهم من خلال"عرب نيوز". كما طالب الأجيال العربية بالنظرة التفاؤلية، والابتعاد من كل ما يدعو إلى إحباطهم في مواجهة قضاياهم. إلى غير ذلك من التفاصيل الأخرى في حوار أجرته معه"الحياة"، فإلى نص الحوار:
الضيف في سطور
- الاسم: خالد عبدالرحيم المعينا.
- العمل الحالي: رئيس تحرير جريدة عرب نيوز، والرئيس التنفيذي للشركة السعودية للعلاقات العامة.
- التعليم ومحطات عمله: تلقى تعليمه في دول عدة، من بينها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وباكستان. التحق بالخطوط العربية السعودية عام1972، وعمل في مختلف الوظائف، وكان رئيساً لتحرير مجلة عالم السعودية.
عمل مذيعاً في الإذاعة والتلفزيون السعودي، وهو من أوائل السعوديين الذين قرأوا الأخبار باللغة الإنكليزية في بداية السبعينات. عمل رئيساًً لتحرير صحيفة عرب نيوز الناطقة باللغة الإنكليزية، أوسع الصحف الانكليزية انتشاراً في منطقة الشرق الأوسط لمدة 11 سنة من عام 1982 إلى 1993، ثم عاد لرئاسة تحريرها مطلع 1998، حتى الآن.
- إنجازاته: من بين انجازاته في المجالات الإعلامية أنه مثل المملكة العربية السعودية في عدد من مؤتمرات القمة المهمة في العالم العربي، من أبرزها مؤتمرات بغداد والرباط والقاهرة وغيرها.
وكان ضمن الوفد الإعلامي السعودي الذي انتدب إلى جمهورية الصين الشعبية، وروسيا بعد تأسيس العلاقات الديبلوماسية مع الدولتين.
تحدث في مقابلات صحافية لعدد من شبكات التلفزيون العالمية، منها محطات ستار تي في Star TV وسي إن إن CNN وسي بي إس CBS وبي بي سي BBC خصوصاً خلال حرب الخليج، وأجرى بدوره مقابلات تلفزيونية مع عدد من قادة الدول والشخصيات المهمة.
قاد فريق صحيفة عرب نيوز خلال أزمة الخليج، وهو الفريق الذي عرف عنه أنه أول من أدخل الصحافة والصحف للكويت بعد تحريرها.
كاتب عمود سياسي واجتماعي منتظم في صحف"الشرق الأوسط"،"عرب نيوز"،"الاقتصادية"،"المدينة"،"جالف نيوز Gulf News"،"شاينا بوست China Post".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.