في الوقت الذي كان فيه الأميركي روبرت هيلدن مشغولاً بإلقاء محاضراته في برنامج اللغة الإنكليزية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، كانت زوجته جوي مي هيلدن تبحث بين البدويات عمن تعلمها كيفية حياكة"السدو". وهي اليوم تتحدث عن صناعة الخيمة وبراعة البدويات في حياكة بيت الشعر والسجاد والوسائد والخروج بتفاصيل تجعلك تتساءل هل هي بدوية!! إذ تقول:"قام زوجي بالتدريس في جامعة الملك فهد في الفترة من 1982-1994، وفي عام 1985 قمت برفقته برحلة إلى منطقة الجوف شمال العاصمة السعودية الرياض، أتبعناها برحلة ثانية بعد عامين، أجريت خلالهما دراسات ميدانية عن أساليب حياكة"السدو"لدى البدويات". وتضيف جوي، التي تعد الآن واحدة من الخبيرات في حياكة السدو والغزل لدى البدو، لقد كتبت مقالاً عن مشاهداتي في الجوف، نُشِر في مجلة تابعة ل "أرامكو"عام 1988، كما كتبت مقالات عدة وقدمت أوراق عمل ومحاضرات في مؤتمرات وندوات متخصصة في السعودية والولايات المتحدة الأميركية. وتعلق جوي من كاليفورنيا على مسابقة حياكة السدو التي نظمتها الهيئة العليا للسياحة بالتعاون مع لجنة التراث والثقافة في المنطقة ومؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية ضمن برامج مهرجان"الجوف حلوة"بالقول:"كنت أتمنى حضور هذه المسابقة، ما زلت أتذكر مساعدة لجنة التنشيط السياحي في أبها لي في إحدى رحلاتي داخل السعودية". وتضيف"إنه شيءٌ رائع أن يتم تطوير السياحة بأيادٍ وطنية، فالسعودية دولة غنية بتنوعها الثقافي، بيد أن الكثير من السعوديين غير مدركين ذلك". إن المتصفح لموقع جوي www.beduinweaving.com/ يشعر أنه يتجول في خيمة، فألوان"السدو"الحمراء والسوداء والبيضاء تظهر في الجانب الأيسر من الصفحة زاهية ومتباينة كأنها"خِرج"أو"بساط"صُنع يدوياً. كما أن السيدة جوي نفسها اختارت أن تضع في عبارة الترحيب بزوار موقعها صورة شخصية لها وهي ترتدي ملابس بدوية. وتتضمن ورش العمل المتخصصة التي تقدمها جوي، نبذة عن رحلاتها في السعودية وبعض الدول المجاورة مثل: الأردن ومصر، والتنوع الثقافي في المناطق التي زارتها، والتعريف بحياكة السدو عند البدو وكيفية ذلك، ومعلومات عن الغزل والصباغة والنسيج والأدوات المستخدمة فيها. هذا فضلاً عن تدريب الراغبين في ممارسة حياكة السدو يدوياً باستخدام النول. وتوضح الصور والمقالات التي تعرضها في الموقع أنها قامت بزيارة ينبع والهفوف وأملج وحائل، فضلاً عن رحلتيها لمنطقة الجوف بحثاً عن فنون حياكة السدو. وتعرب جوي عن قلقها من تدهور الحياكة اليدوية بين البدويات،"عندما غادرت السعودية عام 1994 النساء كن يشترين الخيوط الصناعية بدلاً من غزلها من أصواف الخراف، وهذا قد يجعل فن الغزل يوماً من الأيام في طي النسيان". وتدعو خبيرة"السدو"الجهات المعنية بالحرف اليدوية في البلاد إلى تشجيع الحرفيات بتأسيس الجمعيات النسائية، والاهتمام بجودة المنتجات، وتسويقها في الأسواق الشعبية الأسبوعية، وإقامة الدورات المتخصصة في: الصباغة، والغزل، والحياكة باستخدام الأصواف وشعر الماعز. وتلفت إلى أن بيت السدو في دولة الكويت لديهم تجربة مميزة في هذا الجانب يمكن أن يستفاد منها. وتقول جوي إن مسابقة السدو التي تقام حالياً في الجوف، ومكافأة البارعات في الحياكة، وتقدير أعمالهن من أهم أسباب استمرار هذه الحرفة. وحول العوائد المادية ترى أن إنتاج"السدو"على شكل سجاد، ومخاد، وحقائب قد يكون مجدياً اقتصادياً، متى ما لقيت المنتجات ترحيباً من المجتمع. وترى أن لمساندة العائلة دوراً كبيراً في ذلك"بعض العائلات لديهم نظرة دونية للحرف اليدوية". www.beduinweaving.com/slideshow/slide01.htm