قال فاتح بيرول كبير الخبراء الاقتصاديين في وكالة الطاقة الدولية ان نمو الاقتصاد العالمي قد يتباطأ بشكل كبير إذا ظلت اسعار النفط عند مستوياتها الحالية لسنة أخرى. وأبلغ بيرول وكالة"رويترز"أن الإضافات الى المعروض من النفط في العامين أو الأعوام الثلاثة المقبلة ستأتي فقط من"دول قليلة في الشرق الأوسط". وأضاف:"أسعار النفط القياسية جاءت في وقت يحقق فيه الاقتصاد العالمي أداء قوياً بالفعل. لذلك لن يكون هناك كساد في هذه المرحلة بل بعض التراجع في النمو الاقتصادي". وتابع"لكن إذا استمرت الأسعار عند مستوياتها الراهنة لعام آخر فإنها ستبطئ بدرجة كبيرة نمو الاقتصاد العالمي وسيختلف تأثيرها من دولة الى أخرى". وارتفعت أسعار النفط الى مستويات قياسية متجاوزة 78 دولاراً للبرميل بعد أن أعلنت شركة النفط"بي بي"هذا الأسبوع انها بدأت في إغلاق أكبر حقولها في الولاياتالمتحدة وهو حقل"برودو باي"في الاسكا الذي تبلغ طاقته الانتاجية 400 ألف برميل يومياً. وهوَّن بيرول من خطوة"بي بي"التي اتخذت بسبب تآكل في خط أنابيب قائلاً ان"تأثيرها موقت"على أسعار النفط. وأضاف"لكن الأسوأ هو أن هناك حقول نفط وخطوط أنابيب قديمة عدة في أميركا الشمالية سينخفض إنتاجها في المستقبل". الشرق الأوسط والاحتياطات المستقبلية وكشف بيرول من ان شركات النفط تنفق حالياً ربع استثماراتها على الصيانة وتحسين المنشآت القائمة، في حين توجه ثلاثة أرباع استثماراتها لتطوير حقول نفط جديدة. وتابع أن انتاج النفط خارج"أوبك"الذي يمثل نحو ثلثي المعروض العالمي سيصل الى أعلى مستوياته في غضون السنوات العشر القادمة ثم يبدأ في الهبوط. وقال:"سينخفض لان شركات النفط الكبرى لن تكون قادرة على الاستثمار في منطقة الشرق الأوسط المنتج الرئيس للنفط لأن هذه الدول مغلقة أمام الاستثمارات الاجنبية". وأشار الى ان المستثمرين سيقبلون على أماكن مثل منطقة في ولاية البرتا في كندا تقدر احتياطاتها بنحو 200 بليون برميل - مقارنة باحتياطات السعودية أكبر منتج للنفط في العالم التي تقدر بنحو 262 بليون برميل - وعلى غرب افريقيا. وتابع قائلاً ان الانتاج من خارج"أوبك"قد يرتفع من روسيا ومنطقة بحر قزوين في السنوات العشر المقبلة. وأضاف:"لا أعتقد بأن أسعار النفط ستنخفض بدرجة كبيرة خلال سنتين أو ثلاث سنوات". "اوبك"للغاز وقال بيرول ان تكتلاً للدول المنتجة للغاز تفكر روسيا والجزائر في تشكيله قد يدفع الدول المستهلكة الى التحول لمصادر أخرى للطاقة منها الفحم والطاقة النووية، مشيراً الى أن الأمر"بالنسبة الى الدول المنتجة للغاز قد يكون مضراً لها لان ارتفاع الأسعار وتأمين إمدادات الغاز بدأ بالفعل يثير أسئلة المشترين". وأضاف أن نسبة عجز ميزان المعاملات الجارية الاميركي الى الناتج المحلي الإجمالي التي بلغت 6.4 في المئة في الربع الأول، هي أهم بيانات عكست أثر ارتفاع أسعار النفط على أكبر اقتصاد في العالم وأكبر مستورد للنفط في العالم. وقال:"السبب في هذا العجز الكبير هو أسعار النفط... إذا ارتفع العجز بدرجة أكبر ستتأثر جميع الدول الأخرى بدرجات متفاوتة اعتماداً على هياكلها التجارية".