شكل إعلان شركة بيشة الزراعية الأخير، الذي أعلن في شكل رسمي على موقع"تداول"، حول توقيع اتفاق مبدئي لدمج شركة أجواء للصناعات الغذائية في شركة بيشة للتنمية الزراعية، بحيث تستحوذ شركة بيشة على كامل شركة أجواء، شكل عدداً من علامات الاستفهام والتساؤل حول الكيفية التي دخلت بها عملية الاتفاق مراحل متقدمة، تنتظر الفسح والموافقة النهائية من الجهات ذات العلاقة. وبحسب محللين اقتصاديين وعاملين في السوق، فإن بيان"بيشة"الذي أوضح أن "أعمال الدمج النهائية ستكون بعد موافقة هيئة سوق المال والجهات المختصة، وموافقة الجمعية العامة غير العادية للشركتين. وتم تعيين بيت الاستشارات المالية مستشاراً لأعمال الدمج"، احتوى على الكثير من الأسئلة والاستفسارات حول قدرة"بيشة الزراعية"التي يمثل رأسمالها المعلن 50 مليون ريال فقط، على شراء شركة بحجم أجواء السعودية، التي تعادل في أصولها واستثماراتها كبرى الشركات الزراعية والصناعية داخل السوق المحلية. وسألت"الحياة"، المستشار المالي الرئيس التنفيذي لبيت الاستشارات المالية فيصل صيرفي، الذي يدير أعمال الدمج وتقديم الاستشارة الفنية والنظامية له، فقال:"دخل الدمج بين أجواء للصناعات الغذائية وشركة بيشة الزراعية المراحل النهائية، ونحن بصدد تقديم الأوراق اللازمة لهيئة سوق المال، للنظر وإقرار عملية الدمج، بعد اتفاق الأطراف كافة حول ذلك". وأوضح صيرفي الذي كان يتحدث من مقر إقامته في الولاياتالمتحدة حالياً:"أن المرحلة الأولى من الدمج تتمثل في رفع رأسمال شركة بيشة الزراعية المعلن من 50 مليون ريال إلى 200 مليون، والحصول على موافقة كامل الأعضاء والمساهمين على الزيادة، والتوجه لهيئة سوق المال بهذا القرار، ومن ثم العمل على شراء مجموعة أجواء للصناعات الغذائية بالكامل، بعد حصولنا على موافقة مبدئية وتوقيع مذكرة التفاهم بين بيشة الزراعية وأجواء للصناعات الغذائية، لتكون إحدى أكبر الشركات الزراعية والصناعية العاملة داخل السوق". وأضاف صيرفي:"لا يوجد تشكيك في قدرة بيشة الزراعية على إتمام الصفقة الأكبر والأهم في السوق، بقدر معرفة حجم الأصول، والتوسع في القاعدة الاستثمارية في الشركة، التي تهدف في مجملها إلى تقوية القاعدة الاقتصادية للمجموعة الجديدة، التي من المنتظر أن يكون اسمها الجديد"أجواء بيشة"، بعد إتمام عمليات الدمج القانونية". وخلص صيرفي إلى القول، إن بيت الاستشارات المالية، الذي يدير عملية الاستشارة الفنية والنظامية للدمج والشراء الفعلي، سيعمل خلال الأيام القليلة المقبلة على إنهاء كل المتطلبات النظامية لذلك، عبر مراحل مختلفة، يتم من خلالها المشروع بكل جوانبه الفنية. ومن المعروف أن شركة أجواء للصناعات الغذائية وشركة بيشة الزراعية، مرتا بمراحل جدل وخلافات داخل سوق الأوراق المالية السعودية، وفي الأوساط الاقتصادية في شكل عام، فالأولى عانت من خلافات قانونية ومالية داخل الشركة وخارجها، واتهامات لرئيس مجلس إدارتها في قضية دمج مع شركة المنتجات الغذائية في مطلع عام 2001، إلا أن هذا الاندماج الذي وصلت تفاصيله لأروقة المحاكم لم يكتب له النجاح، بعد انسحاب أجواء من العملية. أما شركة بيشة الزراعية، فهي الشركة التي حركت المياه الراكدة في سوق الأوراق المالية السعودية، بعد التضخم الكبير في القيمة الاسمية لأسهمها داخل السوق، التي تجاوزت القيمة الاسمية لأسهم شركة سابك، في الوقت الذي تعلن فيه عن أرباح للربع الأول لا تتجاوز ال 160 ألف ريال. وتصنيفها الفني ضمن الشركات الزراعية الأقل ربحية والأكثر خسائر، ومن دون مشاريع كبيرة ملموسة للشركة.