ماذا سيكون موقف اتحاد"الفيفا"مع الحكام الذين سيديرون مباريات الدور نصف النهائي في"مونديال"المانيا، خصوصاً أن الجماهير بدأت تلمس افتقاد أهم البطولات الكروية لجمالها ورونقها بسبب الأخطاء التحكيمية المؤثرة هذه القرارات الغريبة لحكام"المونديال"وانحيازهم الفاضح ضد فقراء الكرة العالمية في آسيا وأفريقيا لمصلحة أقويائها، لم يكن مفاجئاً للكثيرين، عقب الحملة القاسية التي شنتها القارة الأوروبية ضد حكام البطولة الماضية في كوريا واليابان واتهامهم المباشر بإخراج دولهم من المنافسة على كأس"المونديال"، وإن كان الحكم الكولومبي أوسكار لوبيز، الذي أدار لقاء ايطاليا وكوريا في الدور الثاني والمصري جمال الغندور، حكم لقاء كوريا وإسبانيا في دور الثمانية هما الأكثر انتقاداً. والمشاهد لمباريات البطولة الحالية سيقنع حتماً أن الحكام تلقوا تعليمات بالوقوف مع الفرق الكبرى ومناصرتها قدر المستطاع على حساب الفرق الصغيرة، ويمكن في هذا السياق ذكر مئات الحالات المشكوك فيها التي لا يمكن تبريرها على أنها هفوات بشرية، ولا يستطيع احد أن يجد تبريراً، فمثلاً يتردد حكم لقاء الأرجنتينوالمكسيك ماسيمو بوساكا عشر مرات قبل أن يوجه إنذاراً للاعب أرجنتيني، بينما يفعل الشيء نفسه مع لاعبي المكسيك بحماسة ومن دون تردد، وكأنه ينتظر رفع الإنذارات في وجه المكسيكيين، كذلك لا يمكن تبرير احتساب أهداف من تسلل واضح أو مشكوك فيه على الأقل لمجرد أن الفرق المستفيدة من هذه الأهداف هي هولندا والبرازيل والأرجنتينوايطاليا، وان الفرق المتضررة من"غلابة"الكرة العالمية مثل كوت ديفوار، وغانا، وتوغو. إلا أن الكثيرين يرون أن ظلم هذه الفرق الصغيرة في هذا المونديال رد على الظلم الذي تعرضت له الفرق الكبرى في"المونديال"الماضي. وكانت البداية في مباراة الأرجنتين وكوت ديفوار، حينما احتسب الحكم فرانك دي بليكير هدف سافيولا المشكوك في كونه متسللاً، ثم عاد حكم لقاء كوت ديفوار وهولندا ليحقق رقماً قياسياً جديداً في الظلم، حين احتسب هدف نيستلروي المشكوك فيه، قبل أن يتغاضى عن ضربتي جزاء رأهما كل من شاهد اللقاء إلا الحكم. إلا أن إقدام الحكم الانكليزي غراهام بول على إخراج ثلاث بطاقات صفراء في وجه اللاعب الكرواتي يوسيب سيمونيتش في الدقائق 62، 90،93 قبل طرده في واقعة غريبة وعجيبة من حكم دولي، وكأنها دلالة واضحة على توجه الحكام وتركيزهم نحو إضعاف هذه المنتخبات الضعيفة قدر المستطاع. وتكررت الأخطاء من الحكم كارلوس أماريلا في لقاء سويسراوتوغو، حينما أغفل ركلة جزاء واضحة لمهاجم توغو إيمانويل أديبايور، وكذلك حينما أغفل الحكم ذاته ركلة جزاء لتونس، عندما لمست الكرة يد المدافع الأوكراني، إضافة إلى طرده الغريب للمهاجم التونسي زياد الجزيري. وعقب تأهل الفرق الكبرى، جاء رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيف بلاتر، ليطمئن المتابعين إلى أن حكام نهائيات كأس العالم سيعملون بجد على رفع مستوى أدائهم خلال مباريات الدور ربع النهائي!