قبل نحو 48 ساعة من بدء التصويت في انتخابات مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة المدينةالمنورة، صدر قرار وزير التجارة والصناعة بتأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى. وأكد هذا النبأ ل"الحياة"، المشرف العام على اللجنة الانتخابية يحيى عزان، مفضلاً عدم الدخول في التفاصيل. تأجيل انتخابات مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة المدينةالمنورة، كان أشبه ب"القشة التي قصمت ظهر البعير"، إذ شهدت خلال الأيام الأخيرة جدلاً كبيراً، بدأ بانسحاب المرشحتين الوحيدتين من سيدات الأعمال، ولم تمض فترة قصيرة حتى أعلنت إحدى أكبر المجموعات المتنافسة وهي"المستقبل"، انسحابها. لكن قرار تأجيل الانتخابات لم يكن سببه الرئيس ما يتعلق بالمرشحين، فالأمر يتعلق بأنباء عن تكشف تجاوزات مالية. وبحسب مصادر مطلعة، فإن خطاباً يحمل رقم ي/144 في 9/4/1427ه الصادر عن غرفة المدينة بأمر الأمين العام لنائبه بتشكيل لجنة للتحقيق في تجاوزات مالية مع مدير إدارة الاشتراكات، بعضوية خمسة من مديري الإدارات في الغرفة، كان هو مفتاح كلمة السر لتأجيل انتخابات غرفة المدينة، الذي قررته الوزارة في وقت متأخر من مساء الأربعاء الماضي. هذا القرار بالتأجيل لم يحل دونه خطاب آخر صادر عن الغرفة يحمل الرقم ش/148 في 11/4/1426ه بالدعوة إلى تأجيل التحقيق أسبوعاً واحداً فقط، نظراً إلى فترة الانتخابات الحالية التي كان من المفترض انتهاؤها الأحد المقبل. وقبل صدور قرار وزارة التجارة والصناعة كان نحو 3 آلاف ناخب سينطلقون غداً إلى مبنى الغرفة التجارية وتحديداً إلى صناديق الاقتراع واضعين أسماء مرشحيهم من بين 34 اسماً، لانتخاب عشرة منهم للجلوس على مقاعد أعضاء مجلس إدارة الغرفة في دورة جديدة تستمر أربعة أعوام، في واحدة من أشرس الانتخابات التي تشهدها غرفة التجار، بحسب ما يشير إليه الناخب علي السالمي. ويقول السالمي:"أليس غريباً أن تنسحب مجموعة كانت الأقرب لمنافسة تكتل المستقبل وتحمل فكراً جديداً". ويمضي السالمي في تساؤلاته ماذا حدث بعد أن انسحبت الذهبية وقبلها مرشحتاها نهاد سنبل ووفاء طلبة، لم يزد الأمر إلا سوءاً في وسائل التنافس، لتظهر الاتهامات ومحاولات التأثير الإعلامي وملء فراغ انسحاب الذهبية بوسائل رخيصة، وهنا يمضي في تساؤله هل هذا من اجل المدينة؟ ويقول عضو مجموعة التواصل الإعلامي السابق احمد الدوس:"كان يفترض على المرشحين أن يكونوا واقعيين إزاء الأهداف المنظورة، التي لا يستطيعون بحكم محدودية مراكزهم أن ينجزوا منها شيئاً". الاتهامات المتبادلة بين المجموعات المتنافسة كانت هي الوسيلة الأكثر نجاحاً لإلحاق الضرر بالمنافسين دوماً، وتستخدم غالباً في الأنفاس الأخيرة للسباق، وهاهي الوعود الانتخابية التي كانت أهدافاً و"أحلاماً"في الأسبوع الأول، تتحول هذا الأسبوع وفي الأيام الأخيرة منه إلى وعود بالفضائح، تنشر على الصحف المحلية والدولية، كما لمح إلى ذلك أربابها وأصحاب مصالحها.