ينتظر المثقفون في عسير بفارغ الصبر التغييرات المقبلة،أملاً في أن تمتد إلى ناديهم بعدما طاولت بعض الأندية الأدبية في المملكة، بعد أن فشلوا في حوارهم حول وضع رؤية لمستقبل التغيير. الحوار الذي أقامه نادي أبها الأدبي حول مستقبله في ظل المتغيرات الجديدة، وافتتحه رئيس النادي بمقدمة تمهيدية حول منجزات النادي، تطرق إلى جملة من القضايا الثقافية. وكان محمد زايد الألمعي، الذي أدار الحوار، أعتبر أن"التغيير قادم لا محالة"، وسأل الحضور:"ما الذي تقترحونه حتى يكون التغيير إيجابياً؟". وتناولت الآراء مطالب المثقفين من النادي، ورؤيتهم لإعادة هيكلة المؤسسات الثقافية التي تقوم بها الوزارة، وقال أحد الحضور إنه"يجب أن نأخذ قرارنا كمثقفين بخياراتنا، وبموجب منطلقات تحولاتنا الفكرية في مجتمعنا المحلي، المنصهر مع حركة الإصلاح في وطننا، لنا وجهة نظرنا الخاصة التي أتمنى أن تصغي لها وزارة الثقافة". وتحول اللقاء بعد ذلك إلى حلبة صراع، خاضه حراس الفضاءات العمومية - كما وصفهم أحد الشباب - مع أنفسهم، وتم تداول مصطلحات مطاطية ومستهلكة مثل: الخصوصية، وإباحية النص، والحداثة المنحرفة، وخرجوا عن موضوع الحوار كما هي العادة. وفي نهاية اللقاء، طلب مثقف شاب من المتحاورين أن يتجاوزوا خلافاتهم الشخصية، واعتبر أن ما طرحه بعض الأشخاص تحول من رأي شخصي إلى محاولة لتمرير الاتهامات، والتخوين والضرب من تحت الحزام، واقترح أن تكون هناك آلية للحوار تضمن للمتحاورين مساحة واسعة للتعبير عن وجهات النظر المختلفة، حتى لا يتحول الحوار إلى سجالات شخصية. وكان رئيس نادي أبها الأدبي محمد الحميد، أكد في حوار صحافي نشر أخيراً، أنه يضع يده في يد وزارة الثقافة والإعلام، في توجهها الأخير نحو تعيينات مجالس إدارات الأندية الأدبية لهذه المرحلة، تمهيداً للانتخاب في الأيام المقبلة. ونفى الحميد أن يكون الحوار الأخير في النادي بمثابة"معارضة"لتوجه الوزارة، كما تردد من بعض المعنيين بالحراك الثقافي السعودي، خصوصاً على صعيد التغييرات في الأندية الأدبية. ويرى محمد زايد أن دور المثقف في هذه الأندية الثقافية - كما يفترض أن يكون مسماها وهدفها - دور نوعي، من شأنه التناغم استراتيجياً مع الإصلاح، وذلك برسم وتصميم برامج عمل نوعية، من شأنها رفع سقف الأداء إلى مستوى من المسؤولية الوطنية، تبعد تلقائياً المستفيدين من السكونية واللاجدوى التي سادت المرحلة السابقة، وتنقل العمل الثقافي إلى معايير لا تقبل الزيف والاحتراب الشخصي، والكيد والوصاية، هذا إذا كان الهدف هو العمل باتجاه المسألة الوطنية، وقطع الطريق على خطاب ظل يتراكم بعيداً من الجدوى العملية، وروح التكامل الوطني، ذلك الخطاب البعيد من التطور والنضج، خطاب التيئيس والتخوين والأمية الثقافية القاتلة.