عبر عدد من المثقفين من مختلف المملكة عن استيائهم الشديد، مما جاء على لسان رئيس نادي أبها الأدبي محمد الحميد، في حفلة افتتاح مؤتمر الأندية الأدبية ال18، وفي حضور وزير الثقافة والإعلام إياد مدني، عندما وصف مطالبات المثقفين في الصحف التي نشرت في الأيام المنصرمة، بأنها"وقحة". واعتبروا ألفاظ الحميد من"السقطات"التي لا تغتفر، وأنه كان ينبغي أن يكون أكثر مرونة في تقبل الآراء التي لم تطالب بأكثر مما هو حق لها.ويقول الكاتب المسرحي محمد العثيم:"سمعت مطالب المثقفين، وقرأت عنها في الصحف، وأجدها مطالب طبيعية ومشروعة، وإن كان هناك من تجاوز الأدب فيوجد رد أليق مما قال الحميد، وربما لبعضهم أهداف للبحث عن دور للبروز على حساب الثقافة والإبداع، ومشكلة الأندية هي فقدان استراتيجية واضحة للتعامل مع المثقفين، وهل حققت ما أنشئت من أجله، ولا بد من حوار ثقافي تتبناه وزارة الثقافة والإعلام مع المثقفين، حتى تتعرف على مطالبهم وقضاياهم، بشكل دوري بعيداً عن الاتهامات المتبادلة، من أجل تصفية الحسابات الشخصية، وأعتقد أن من يريد الإصلاح فعليه تقديم البديل، وسيجد الفرصة".ويقول الكاتب المسرحي محمد العثيم:"سمعت مطالب المثقفين، وقرأت عنها في الصحف، وأجدها مطالب طبيعية ومشروعة، وإن كان هناك من تجاوز الأدب فيوجد رد أليق مما قال الحميد، وربما لبعضهم أهداف للبحث عن دور للبروز على حساب الثقافة والإبداع، ومشكلة الأندية هي فقدان استراتيجية واضحة للتعامل مع المثقفين، وهل حققت ما أنشئت من أجله، ولا بد من حوار ثقافي تتبناه وزارة الثقافة والإعلام مع المثقفين، حتى تتعرف على مطالبهم وقضاياهم، بشكل دوري بعيداً عن الاتهامات المتبادلة، من أجل تصفية الحسابات الشخصية، وأعتقد أن من يريد الإصلاح فعليه تقديم البديل، وسيجد الفرصة". واعتبر الشاعر محمد جبر الحربي أن مثل هذه التصريحات لا تخدم الحركة الثقافية:"أرى أن مطالب الأدباء بدماء جديدة نشطة ومثابرة ومتحركة، مطالب عادلة ومنطقية، وأن الباب الذي يجب أن يدخل منه الجميع، هو باب الحوار ومن الغريب أن كثيراً من هؤلاء الأدباء الذين يحتلون مراكز متعلقة بالكلمة والإبداع والنشر والإعلام، يطالبون الدولة في كثير من كتاباتهم بتجديد الدماء في الأجهزة الحكومية، ولكنهم عندما تمس"كراسيهم"التي أطالوا المكوث فيها يغضبون ويخرجون عن طورهم". ووصف الدكتور محمد القويفلي ما قاله الحميد بالقاسي في حق المثقفين، وقال إن:"مشكلة الأندية ليست مشكلة إدارة وأعضاء، إنما تحديد الأهداف والعمل الجاد لتحقيقها، وأتمنى أن يكون هناك حوار سنوي مع المثقفين، لمناقشة فعاليات النادي خلال سنة، وأن يكون الحوار من ضمن الأنظمة المعمول بها في النادي، لأن النادي من دون مثقفين مبنى موظفين فقط". ويقول الشاعر علي بافقيه إن محمد بن حميد ليس أسوأ رؤساء الأندية الأدبية، والنادي الأدبي في أبها ليس أسوأ الأندية الأدبية، ونادي جدة الثقافي الأدبي يعتبر أفضل الأندية لسبب بسيط، وهو ان الأندية الأدبية كلها في غاية الرداءة، ولو لا هذه الرداءة لما توهج نادي جدة الأدبي. والأساتذة رؤساء الأندية نحترمهم ونجلهم كأشخاص ولكن الثقافة السائدة بالمعني الوسيع للثقافة، أي السلوك العام والذهنية العامة وطرائق التفكير والممارسات العامة، كل ذلك يسمى الثقافة بمعناها الواسع، والثقافة بمعناها الفكري والإبداعي التي تمثلها الصفوة في الأندية الأدبية مصابة بداء الثقافة العامة السائدة من الترهل الذهني، والترهل السلوكي والمحسوبيات". لسان المثقف أم سطوة المؤسسة فيما يرى القاص سعيد الأحمد أن مثقفاً في مكان ابن حميد ويتربع على منصب ثقافي:"ينبغي أن يتحدث بلسان المثقف لا بلسان المؤسسة، التي تشتغل ضد المثقف، فلا يمكن ان يضع نفسه ضداً للمثقف، فمن يمتلك هذا المنصب يفترض فيه أن يكون ابناً للوسط الثقافي ويتفهم متطلبات هذا الوسط، ونحن لا نريد موظفين إداريين يتحدثون فقط بصيغ الإدارة العالية التي تتراوح بين النفي والإنكار وحتى القدح". ويطرح الكاتب الصحافي يحيى الأمير أن ما لا يمكن قبوله هو أن كل ما كتب عن الأندية الأدبية كان حاداً وهجومياً، مع أن استقالة مجلس إدارة نادي جدة قد"لخبطت"الأوراق لدى كثير من المتابعين والرؤساء، وهي في النهاية تعكس أزمة في هذه المؤسسات الثقافية. ويقول الشاعر عبدالله ثابت إن الثقافة بالنسبة إلى الحميد لا تختلف عن شكل الإقطاع:"فهي ليست عملاً جماعياً، وانما إقطاعيات ممنوحة او متكسبة، وبالتالي فإن المشكلة لديه في المفهوم، فالثقافة يجب ان تكون دائماً عملاً متغيراً، حتى تكون ثقافة حية. أما مطالبات المثقفين فهي تنطلق من كون الثقافة لديهم عمل متغير يقوضه الثبات". ويطرح القاص جمعان الكرت أن المشهد الثقافي، كان ينتظر من ابن حميد ورفاقه تقديم استقالاتهم بكامل الرضا، والطمأنينة عما قدموه:"ولم أتوقع شخصياً أن يصدر مثل هذا التعبير من رجل يترأس نادياً أدبياً، ولعله ظهر للمتابعين حجم المستوى المعرفي والخطابي لرؤساء أنديتنا الأدبية، ولحسن الحظ أن صدر هذا القول أمام وزير الثقافة، فالعبارة إساءة للجميع، ولم يكن من اللائق إطلاق هذه اللفظة الخشنة والجارحة في مثل هذا المقام". ووصف الكرت العبارة ب"السقطة"غير الموفقة، حيث لم يرع الحميد حرمة للمكان ولا للزمان ولا للإنسان". فيما أبدى الشاعر غرم الله الصقاعي أسفه تجاه عبارة من هذا النوع، وقال:"أحسب ما صدر نوع من ذر الرماد في العيون، وهؤلاء لا يملكون أكثر من التشبث بطواحين الهواء، وكل ما سيصدر عنهم من طرح هو أشبه ما يكون بصرخة البجع حال الاحتضار". ويقول القاص والروائي عبدالحفيظ الشمري سكرتير جمعية الثقافة والفنون، إن الحميّد لا يملك مثل هذا الحق في إطلاق الأحكام:"ولكن المشكلة ليست في الحميد ولا في مقولاته، وإنما في آلية العمل التي تدير الحميّد وغيره ممن يدعون الثقافة. وعلى رغم أن الحميد جانبه الصواب إلا أنه يحمل بعض الحقيقة، حين يشير إلى بعض الوقحين، الذين يصادرون كل تجربة تسبقهم، وأذكرُ أن مدّعياً للثقافة والإبداع أُوكلت له مهمة إدارة نشاط ثقافي، فما كان منه إلا أن أصدر خطابات موجهة إلى رئيس مجلس الإدارة يأمره فيها بطرد جميع العاملين من دون استثناء. وهذا يعكس مدى الخطورة التي تخلفها مثل هذه الأفكار". ويرى القاص صلاح القرشي أن رد فعل الحميد وغير الحميد:"مثل التعليقات السابقة لرئيس نادي مكة الأدبي التي قال فيها إنه لم تصله توجيهات بالاستقالة لكي يستقيل، وكذلك تعليق رئيس نادي المنطقة الشرقية وغضبه الشديد من منتقديه"كل ردود الأفعال تلك ما هي إلا دفاع عن مناصبهم لا أكثر. وعلى رغم أن هؤلاء يستحقون التقدير إلا أنهم يجب أن يعرفوا أن مطالب الآخرين ليست موجهة لأشخاصهم، بقدر ما هي مواكبة للمتغيرات ورغبة موجودة دائماً لدى الأجيال الجديدة في التطوير والتغيير".