لم يستطع جي كومار جورج 37 عاماً هندي الجنسية تجاوز صدمة السفينة السياحية، التي غرقت أول من أمس على بعد ميل بحري من جسر الشيخ خليفة بن سلمان، وراح ضحيتها وفق آخر التقديرات نحو 57 شخصاً من جنسيات مختلفة، كانوا على متن السفينة"البانوش"، فيما نجا نحو 70 شخصاً من الحادثة، وما زالت عمليات البحث مستمرة عن 13 مفقوداً. وكان جورج يشارك وفداً من شركة"كونسورسيوم"العشاء على متن السفينة في احتفال خاص، وتقوم الشركة التي تضم عدداً من الشركات من بينها الشركة جنوب الافريقية"موري اند روبرتس"، ببناء المركز العالمي الجديد للتجارة في المنامة الذي يتضمن بناء برجين توأم سيكونان الأعلى في البحرين. وتعرض جورج وهو احد الناجين، لإصابة في عنقه وأجريت له عملية في رأسه، ويقول:"الحضور لم يكونوا يشعرون بشي غريب في حركة السفينة، وما هي إلا لحظات حتى رأينا الكؤوس على الطاولات بدأت تتساقط، وشعرنا حينها أن السفينة تميل بسرعة إلى احد جانبيها"، ويعتقد أن"قبطان السفينة أراد الدوران بها في سرعة، ما أدى إلى اختلال التوازن"، موضحاً أن ذلك"أدى إلى غرق السفينة في سرعة لم نستطع معها محاولة الخروج والنجاة منها، إذ غمرتنا مياه البحر في لحظات". واستقبل مستشفى السلمانية في المنامة، الذي يرقد فيه جورج، عدداً من الحالات التي خرجت ولم يبقَ منها إلا ثلاثة من الجنسية الهندية. وتضاربت الأنباء حول العدد الذي كان على متن السفينة، فبيمنا صرحت جهات بأنه يتجاوز ال 150 راكباً، ذكرت مصادر مسؤولة في البحرين أن عدد الركاب 137 من جنسيات مختلفة من بينهم ثلاثة بحرينيين بينهم سيدة، و25 بريطانياً، أُنقذ منهم ثمانية، و20 فلبينياً، و30 هندياً، وعشرة من جنوب افريقيا ومثلهم مصريون أُنقذ منهم ثلاثة، إضافة إلى آخرين من باكستان والولايات المتحدة وبنغلاديش وسنغافورة وسريلانكا ونيبال وألمانيا وهولندا. وأكد ناجون من الحادثة حديث كومار من أن"قائد السفينة السياحية حاول الدوران أثناء الرحلة في اتجاه عكسي لأسباب غير معروفة، في الوقت الذي كان فيه الركاب على سطح العبارة، وفى أثناء لحظة الانحراف تجمع الركاب في جانب واحد، ما أدى إلى ميل السفينة وغرقها". وسارعت جهات مختلفة رسمية بحرينية إلى موقع الحادثة، من بينها خفر السواحل والدفاع المدني والإدارة العامة للمباحث الجنائية بالإضافة إلى سلاح الجو الملكي البحريني وسلاح البحرية الملكي البحريني والمستشفى العسكري التابع لقوة الدفاع البحرينية، ووزارة الصحة، وأسفرت جهودهم عن إنقاذ حياة 70 شخصاً ممن كانوا على متن السفينة وانتشال 57 جثة. من بينها 11 جثة لم يتم التعرف بعد على جنسية أصحابها. وفيما ضربت الجهات الأمنية طوقاً حول منطقة الحادثة أقام رجال الدفاع المدني ثلاثة مراكز قيادة للإنقاذ في قيادة خفر السواحل في مدينة المحرق وخفر السواحل في بلدة سترة ومقر خفر السواحل قرب النادي البحري. وأعلن قائد خفر السواحل العقيد يوسف الغتم في مؤتمر صحافي عُقد أمس أن"عمليات البحث والإنقاذ ما زالت جارية وان هناك توقعات كبيرة بالعثور على المزيد من الناجين". وأوضح مدير الإعلام الأمني في وزارة الداخلية البحرينية الرائد محمد بن دينة أن"عدد ركاب السفينة أكثر من 130 شخصاً من جنسيات مختلفة أوروبية وآسيوية وعربية بينهم ثلاثة بحرينيين"، وقال إن"أسباب الحادثة لم تعرف بعد"، مشيراً إلى أن"وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة أمر بتشكيل لجنة تحقيق للوقوف على أسباب الحادثة". وأعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية البحرينية العقيد طارق الحسن"وفاة أميركي واحد جراء غرق السفينة قبالة شاطئ البحرين"، لافتاً إلى تواصل التحقيق مع قبطان السفينة. وقال قائد حرس السواحل البحريني في مؤتمر صحافي عقد صباح أمس إن فرق الإنقاذ تمكنت من انتشال 57 جثة وأن جهود الإنقاذ ما زالت مستمرة حتى الآن. وأضاف أن"قواته لم تتلق أي إشارة استغاثة قبيل غرق السفينة السياحية أمام السواحل البحرينية"، ما يؤكد أن"الحادثة وقعت في شكل سريع". ورجح مسؤولون أميركيون وبحرينيون أن يعود سبب غرق السفينة إلى حمولتها الزائدة. وقال الرائد يعقوب عبد اللطيف إن"غالبية الإصابات بين الناجين عبارة عن جروح وكدمات بسيطة"، موضحاً انه"تم نقل المصابين من موقع الحادثة إلى قاعدة خفر السواحل على مراحل، لتتم عملية تصنيف لهم وتقديم الإسعافات الأولية اللازمة".