قتل 57 شخصا على الاقل ليل اول أمس الخميس في حادث غرق سفينة كانت تقوم برحلة سياحية قبالة شواطئ البحرين. وقال مسؤولون في المنامة ان التقارير الاولية تفيد بان بين القتلى 17 هنديا و13 بريطانيا واربعة من جنوب افريقيا واربعة من سنغافورة وثلاثة باكستانيين وثلاثة فيليبينيين والماني وايرلندي. ولم تحدد بعد جنسية 11 قتيلا. وانتشل عمال الانقاذ 67 شخصا فيما استمرت عمليات الانقاذ طوال الليل بمساعدة الاسطول الخامس الاميركي ومقره البحرين. ونقل 33 شخصا الى مركز السليمانية الطبي حيث قال رئيس قسم الطوارئ نبيل الانصاري انه لم يبق سوى اثنين منهم لمتابعة العلاج. وأكد وزير الاعلام محمد عبد الغفار عبد الله أن احتمال"عمل ارهابي"وراء الحادث"مستبعد تماما". وقال العقيد طارق الحسن المتحدث باسم وزارة الداخلية في مؤتمر صحافي انه يجري التحقيق مع قبطان السفينة وهو ليس بحرينيا. واوضح:"ان هناك حاجة لمزيد من الوقت وانهم لا يريدون الدخول في تكهنات ويحتاجون الى انتظار نتيجة التحقيق الرسمي". وكانت السفينة التي تملكها شركة"الدانا"قد اجرت السفينة الخشبية التي تعرف باسم"بانوش"الى شركة"ايلاند تورز"السياحية التي نظمت رحلة وحفل عشاء لعمال في احدى الشركات التي تقوم ببناء المركز العالمي الجديد للتجارة في المنامة. وقال عامل هندي نجا من الحادث"ان العشاء كان للاحتفال بانتهاء الاعمال الاولية وللاسف انتهى بمأساة". ولم ترسل السفينة اي نداء استغاثة ويبدو ان الغرق تم بسرعة كبيرة. وافادت تقارير اعلامية ان قبطان السفينة كان مترددا في الابحار بعد أن صعد الى السفينة عدد اكبر من حمولتها التي كانت محددة بمئة راكب. وذكرت التقارير ان حوالى 140 شخصا من جنسيات مختلفة كانوا على متنها. وأكد صاحب السفينة عبدالله القبيسي ان الحادث وقع بسبب"الحمولة الزائدة"للركاب و"سوء توزيعهم"على جسر السفينة. وقال ان"السفينة تتسع لمئتي راكب ولكن لا يسمح لها الا بنقل مئة شخص". واوضح ان الشركة التي استأجرت السفينة تعهدت"بعدم السماح لاكثر من مئة راكب بالصعود اليها لكنهم زادوا من حمولتها ورفض قبطانها الابحار ولكن ارغموه على ذلك". وانقلبت السفينة على بعد كيلومترين من الشاطئ. واشار القبيسي الى ان السفينة بنيت قبل اربع سنوات واكد انه"يملك جميع الوثائق حول التعهد الذي قطعته الشركة التي استأجرتها". شهود استغربوا منظر السفينة "مائلة" في البحر استغرب شهود عيان صادف وجودهم قرب المنطقة التي وقع فيها الحادث منظر السفينة وهي تبحر مائلة في عرض البحر. وكان اسماعيل البستكي 36 عاما يقود سيارته على جسر خليفة بن سلمان قادماً من المنامة الى المحرق عندما شاهد السفينة السياحية التي تعرف باسم"بانوش"مائلة على احد جوانبها. وقال:"في الحقيقة تساءلت لماذا تبحر وهي مائلة بهذا الشكل. لقد استوقفني المشهد رغم انني كنت اقود السيارة على الجسر". وقال كونجومون كوز هيليثكاليل 48 عاما وهو احد الركاب الهنود الذين نجوا من الغرق ان السفينة"كانت تسير ببطء قبل ان تميل الى احد جوانبها حوالي 30 درجة ثم مالت فجأة الى الجانب المعاكس قبل ان تبدأ في الغرق". وكان كونجومون يعمل امين مخزن في الشركة التي نظمت الرحلة وكان في الطابق الاعلى وألقى نفسه في البحر عندما شعر ان السفينة بدأت بالغرق. وقال:"اول ما فعلته هو انني خلعت حذائي قبل ان يبادر احد الركاب بانقاذي واعتبر نفسي محظوظا". واستخدم عمال الانقاذ فؤوساً في محاولة لفتح قاع السفينة كما اقيمت مشرحة موقتة الى جانب الميناء. وبحلول نهار امس لم يشاهد سوى جسم السفينة المقلوبة في الماء واطواق النجاة ذات اللون البرتقالي خالية تطفو بجوارها. وتم سحب السفينة باتجاه الشاطئ وهي ما زالت منقلبة. وشوهدت بقايا اطعمة واسعافات اولية قدمت للناجين بعد نقلهم من الموقع الذي غرقت فيه السفينة. واكتظ مدخل قسم الطوارئ والحوادث بمركز السلمانية الطبي، اكبر مستشفيات البحرين، بعشرات الاجانب وخصوصا من الفيليبينيين والبريطانيين الذين جاؤوا لتفقد ذويهم الذين كانوا على متن السفينة، فيما كانت سيارات الاسعاف تنقل المصابين الى المستشفى الذي خضع لطوق امني مشدد. وخرجت سيدة بريطانية من المستشفى بعد تلقيها العلاج محاطة باثنين من اقاربها وهي تلف نفسها بغطاء صوفي وقالت ان زوجها الذي كان برفقتها على السفينة مازال مفقوداً.