قادت الثقة الكبيرة التي تمتع بها لاعبو العميد الفريق ليخطو خطوة كبيرة جداً نحو الحفاظ على لقبه الآسيوي الكبير. ووفق المدرب الروماني يوردانيسكو في وضع التشكيل المثالي والتكتيك المناسب قبل دخول لاعبيه لأرض الملعب، بعد أن وضع فريق بوسان الكوري تحت مجهره الفني، وأجاد قراءة منهجية وتكتيك مدربه الانكليزي بروت فلير، خصوصاً في مباراتيه الماضيتين أمام فريق السد القطري التي كسبها.وعلى رغم إقامة المباراة خارج أرض الاتحاد، إلا أن لاعبيه فرضوا أسلوبهم من البداية، ولم يتركوا للكوريين فرصة المباغتة أو تهديد مرمى مبروك زايد، فترابط خطوط الفريق دفاعاً ووسطاً وهجوماً بدا واضحاً في ظل الخبرة الميدانية، التي يتمتع بها لاعبوه، مضافاً إليها القوة الضاربة المتمثلة في دولييه البرازيلي شيكو والسيراليوني محمد كالون. ولم تكن السيطرة الميدانية تحديداً في الشوط الثاني إلا امتداداً للتركيز الكبير من لاعبي الاتحاد، خلال مجرى الشوط الأول، ودليلاً واضحاً على الجماعية واللياقة البدنية التي يتمتع بها نجوم الاتحاد، سواء من الأساسيين أو من شارك من البدلاء. فتسجيل خمسة أهداف في شوط واحد لم يكن بالسهولة المتوقعة، ولا يعود لظروف غير طبيعية تعرض لها الفريق الكوري مثلاً، بل هذا يعود للتميز والتفوق الكبير لنجوم العميد على لاعبي بوسان، بالفوارق المهمة والمحببة والمطلوبة للاعبي أي فريق يبحث عن حصد الألقاب، لا شيء غيرها، كما هو الفريق الاتحادي في جميع مشاركاته الداخلية والخارجية. وكانت الروح القتالية والتصميم والإرادة حاضرة مع أداء اللاعبين وانتشارهم السريع والسلس في ملعب المنافس، وتبادل المراكز بين اللاعبين، خصوصاً لاعبي الوسط سويد ومناف وشيكو، ما مكنهم من استغلال الثغرات الكبيرة في الخطوط الخلفية لفريق بوسان عقب تسجيل مرزوق العتيبي هدف التقدم 10 من الشوط الثاني، وفتح شهيتهم لإضافة المزيد من الأهداف، في ظل حالة الذهول والارتباك التي أصابت أداء لاعبي بوسان الكوري، ومن خلفهم مدرب الفريق الذي لم يستطع تصحيح وضع فريقه الفني والنفسي، ليصبح بالتالي دور الفريق دور المتفرج والمتابع للمسرح الفني الراقي، الذي قدمه نجوم العميد، وتتويجه بأربعة أهداف أخرى، بمعدل هدف في كل 7 دقائق. وبهذه النتيجة التاريخية التي يرسمها الفريق الاتحادي للمرة الثانية على أرض الكوريين، وبهذا المستوى الفني الرائع، أعاد سيناريو الموسم الماضي، ووجه رسالته بوضوح بأنه قادر وبقوة على الحفاظ على لقبه.