نقرأ ونشاهد ونسمع في مجتمعنا الكثير الكثير عن ظاهرة عقوق الأبناء لآبائهم وما يسببه ذلك العقوق من مشكلات جمة للأبناء الذين يغضبون آباءهم، والعقاب معروف للأبناء الذين يعقون آباءهم ويغضبونهم، ولكن عندما يحدث العكس من الآباء لأبنائهم فما المصير والعقاب؟ خصوصاً ان الأبناء لا يستطيعون معاقبة آبائهم أو شكواهم لدى جهات الاختصاص لكي لا يكونوا عاقين لآبائهم؟ فمن خلال هذه القصة التي هي قصة حقيقية وليست من نسج الخيال، ذلك الرجل الذي تزوج من ابنة عمه وعاش معها أربعين عاماً أنجبت له الكثير من الأبناء والبنات، وعاشت معه على الحلوة والمرة، والأبناء تربوا وعاشوا في كنفهما، وكان الأب لا يحرم أبناءه من أي شيء، وكبر الأبناء والبنات وتزوجوا جميعهم وخلفوا أبناء وبنات، وبعد فترة تزوج ذلك الرجل البالغ من العمر فوق السبعين عاماً بامرأة أجنبية، ورمى بزوجته التي هي ابنة عمه والتي عاشت معه أربعين عاماً، بعد أن استأجر لها شقة وأثثها لها فقط، وتركها تعيش مع أصغر أبنائها الموظف البسيط من دون ان يصرف عليهما ريالاً واحداً، فقط يقوم بدفع إيجار الشقة لهما ولا يقوم بالإنفاق عليهما ولا شراء أي شيء، وليس عليه سوى دفع إيجار الشقة، على رغم ان راتبه التقاعدي كبير جداً... أتدرون أين ينفقه؟ انه على زوجته الأجنبية وأولادها وينفق عليهم ببذخ، والغريب في الأمر ان ذلك الرجل لديه أبناء من زوجته الأولى رواتبهم ضئيلة ومتزوجون ولديهم أطفال ويسكنون في شقق بالإيجار، وهم في أمس الحاجة لمساعدة والدهم الذي يطلبون منه المساعدة ويحلف ويقسم بالله العظيم انه ليس لديه ريال واحد وانه مديون، على رغم انه جمع مئات الألوف من الريالات ويحلف ويقسم بالله انه لا يملك ريالاً واحداً، ولكن الزوجة الثانية التي هي أجنبية يقوم بالإنفاق ببذخ عليها وعلى ابنته وابنه منها، وأصبح الأبناء الثمانية يكرهون أباهم وزوجته وأبناءها الذين أصبحوا كل شيء في حياته، ويبيتون للزوجة الثانية وأبنائها كل شر بعد وفاته، لاسيما ان ذلك الرجل لديه عمارة والمبالغ التي يجمعها وهي مبالغ كبيرة لا يعلمون أين يخبئها عنهم، ولا يريد ان يعرف أحد عنها أي شيء، وستكون هناك مشكلات لا حصر لها بعد وفاته التي يتمناها له الأبناء الثمانية الذين حرمهم ووالدتهم من كل شيء، وستكثر المشكلات من الأبناء بعد وفاته وستصل إلى أقسام الشرطة والمحاكم بسبب حرمان ذلك الأب الذي انتُزع الحنان والرحمة من قلبه تجاه الزوجة الأولى وأبنائها الثمانية، إني هنا أضع هذه القصة أمام أنظار القراء والقارئات وأطلب منهم إبداء الرأي فيها، وأيضاً إبداء الرأي من أصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ ما رأيهم وما كلمتهم في ذلك الأب الذي انتُزعت الرحمة والمحبة منه؟ والذي أطالبه بأن يقوم بالعدل بين زوجته الأولى وأبنائها الثمانية وزوجته الأجنبية وأولادها، لكي لا تكثر المشكلات بينهم بعد وفاته ويعاملهم معاملة واحدة ويساعد أولاده المحتاجين الذين أصبحوا يتسولون، وهو غير مبال بذلك ولم يفكر في ما سيحصل من مشكلات بعد وفاته نتيجة الكره الذي يحمله الأبناء الثمانية لوالدهم. إني هنا أسأل الأب: لماذا يحصل منه مثل تلك المعاملة غير العادلة ويفضل زوجته الأجنبية وأولادها على زوجته الأولى التي هي ابنة عمه، وعاشت معه أربعين عاماً على الحلوة والمرة هي وأبناؤها؟ وأتساءل أيضاً: ألم يفكر ذلك الأب في المشكلات الكثيرة التي ستحصل نتيجة انتزاع المحبة الرحمة والحنان من قلبه للزوجة الأولى وأولادها، وإعطاء كل الحب والحنان للزوجة الثانية وأبنائها والإنفاق عليهم بكل بذخ وإسراف وحرمان الأولى من كل ذلك؟ وإني هنا أتساءل: أليس من حق الأبناء الثمانية أن يكرهوا أباهم ويحقدوا عليه... ويعملوا المشكلات بعد وفاته في ما بينهم وبين زوجته الثانية وأولادها؟ حامد السليماني - مكة المكرمة