يصادف اليوم 14 من شهر شباط فبراير ما يسمى عيد الحب، والذي يشهد احتفالاً عالمياً به، حيث تقوم دول عدة بتنظيم الاحتفالات والمهرجانات الغنائية، والذي تنتشر فيه الهدايا الحمراء، خصوصاً الورد، ويتبادل العاشقون فيه التهاني الشخصية بعبارة"كل عام وانت الحب"..."الحياة"التقت بعض الشبان والشابات لتسليط الضوء على معنى عيد الحب داخل قلوبهم فتوصلنا إلى الآتي: "عيد الحب يمثل لي في السابق شيئاً عظيماً، وكنت أحرص على الاحتفال به من خلال مظاهر عدة، منها تبادل الهدايا التي تأخذ شكل القلب والصبغة الحمراء، مع من أحب، ومع مرور السنين، وحيث أصبحت على مشارف الثلاثينيات من عمري شعرت أن تصرفاتي السابقة غير مُبررة، وكل ما كنت أقوم به كان صبيانياً، ليس من ثقافة مجتمعي الذي أعيش فيه"، هكذا بدأ علي عيسى حديثه، وعن أسباب تسمية هذا اليوم بعيد الحب، ذكر أنه لا يعلم عنه شيئاً. يوم الحب أفضل من عيده أما مبارك القحطاني فقد كان له رأي آخر في هذا اليوم، حيث إنه يعده فرصة لتهنئة الأحبة والأصدقاء، في زمن طغت فيه الكراهية والصراعات، التي ترينا كل يوم لون الدماء، حيث إن العالم لم يشهد في تاريخه يوماً من دون هدر دم، بسبب الصراعات، بغض النظر عن الأسباب السياسية الصرفة، وتساءل مبارك عن المانع في أن نحّول لفت الأنظار إلى السلام وأهميته في حياة الشعوب؟ من خلال هذا العيد، مشيراً إلى أنه لو تم استبدال مسمى"عيد الحب"ب"يوم الحب"، لكان الأثر أكبر لدى الناس. وأحمد الرايل لم يعرف"الفلنتاين"إلا عن طريق الشبكة العنكبوتية"الانترنت"، من خلال مواقع الدردشة، ومواقع أخرى تعرض على صفحاتها الأولى قلوباً حمراء، وكلاماً معسولاً عن الحب، وعن رأيه بهذا الاحتفال يقول:"الدين يرفض ويحرم هذا العيد، وليس لدينا سوى عيدين، هما الفطر والأضحى، ويجب أن تكون أيامنا كلها حب، لا يوماً واحداً في السنة". رأي حواء وعن رأي بعض الفتيات"فطالبة الأدب الإنكليزي عبير قالت: "أحب أن أشارك في الاحتفال بهذا العيد، الذي يشعرني بطعم الحب، وينسيني لحظات الخلاف والإرهاق، والضغوط اليومية"، كاشفة أنها بين أهلها تتظاهر بكراهية هذا اليوم، وتصفه بالسخيف، لتتخلص من النقد المباشر. وتضيف"لا يوجد أماكن تحتفل علناً بهذا اليوم، فتعمد بعض الفتيات إلى التجمع فيما بينهن، في منزل إحداهن، أو في مطعم ما، ويتم الاحتفال وتبادل الأحاديث الطريفة في جو شاعري". وعن أسباب تسمية عيد الحب، تقول عبير:"ليس لدي أدنى معرفة بالفالنتاين، ويكفيني أن أحتفل في جو شاعري، مليء بالأحاسيس الجميلة". ومن خلال زاوية أخرى تشير إليها مها العبدالله:"ينحصر عيد الحب في عيون المراهقات فقط، واللاتي يعانين من عدم استقرار عاطفي في خضم التقليعات في الأغاني والكليبات"، ولم تستبعد أن يتم تغيير لون الحب الأحمر إلى برتقالي، تيمناً بالبرتقالة التي أشعلت قلوب الشبان والرجال، وانتقدت تصرفات عدة تظهر في ما يسمى"بالفالنتين"، من ارتداء الملابس الحمراء، إضافة إلى الإكسسوارات من حقائب وأحذية حمراء، وشريطة الشعر أيضاً، متسائلة عن ارتباط هدايا الدب الكبير بالحب. محلات تتهرب وفي مقابل آراء الشبان والفتيات، رأت"الحياة"أن تلتقي ملاك محلات الهدايا والزهور في الرياض، الذين أبدوا تخوفهم من مصادرة الهدايا، والورود الحمراء، بسبب عيد الحب، مقدرين خسائرهم بمئات الآلاف من الريالات، مؤكدين أن الجهات الرسمية عندما تصادر بعض الهدايا، لا تقوم بردها إلى أصحابها بعد انتهاء"الفلنتاين". العامل في أحد محلات تجهيز الهدايا وتغليفها أحمد حسن يقول:"مؤشر المبيعات يرتفع في يوم عيد الحب، بسبب الإقبال المتزايد على شراء الهدايا المختلفة، وحرص بعض الشبان والفتيات على اختيار اللون الأحمر للهدية، أو لون غلافها". ويضيف"هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تقوم بمصادرة جميع الهدايا ذات اللون الأحمر، التي تأتي على شكل قلب أو غيره، وهذا يتسبب لنا في إشكال كبير، فما تتم مصادرته لا يعاد إلى المحل، كما أن طريقة نقل الهدايا من المحل ومصادرتها، يعرضها إلى التلف، مما يحول دون بيعها لأنها تعد مستخدمة". ويرى أحمد أن ثمن الهدايا المصادرة يتعدى عشرات الآلاف لكل محل، فأي بضاعة حمراء تكون عرضة للمصادرة، حتى وهي بعيدة عن أي ارتباط بما يسمى عيد الحب. أما البائع خالد محمد فيؤكد أن الهدايا تشهد إقبالاً كبيراًً، خصوصاً التي تأخذ شكل القلب واللون الأحمر، لأنها تعد رمزاً لعيد الحب، الذي عُرف باللون الأحمر، وأشار إلى أن المحلات تبدأ بالاستعداد في هذا اليوم من أجل تسويق البضائع، وجني أكبر قدر من الأرباح، وحول مصادرة الجهات الرسمية للهدايا والزهور الحمراء، قال:"الأمر طبيعي، فمن منا سيشارك في تنظيم أعياد لا تمت لنا بصلة لا من قريب ولا من بعيد؟"، وأضاف"أغلب من يحتفل بهذا اليوم المراهق، أما الناضج فيعلم أن الحب موجود في أعيادنا، حيث التسامح والمحبة". "الحياة"ذهبت إلى محل بيع الورود لتقف على أسعارها في هذا اليوم، وأشار أحد البائعين إلى أن الجوري المعروف بجمال شكله هو الذي يشهد إقبالاً كبيراً، وأضاف"الأحمر الداكن يعد الأفضل، الأسعار عموماً تتضاعف قبل وأثناء يوم عيد الحب، وارتفاعها يزداد حين تتم مصادرة الورد الأحمر، نظراً إلى أنه يصبح شحيحاً في الأسواق". وحول أعلى سعر يقول:"في العام الماضي ارتفع سعر وردة الجوري الواحدة إلى 60 ريالاً". ويشار إلى أن هناك طرقاً عدة يلجأ إليها البائعون لتهريب الهدايا هرباً من الرقيب، أهمها: تؤمن بعض المحلات مجموعة من الهدايا والزهور، وتضعها في محلات مجاورة، أو أخرى قريبة، وعند طلب الزبون يذهب العامل إلى إحضار الهدية، ويتم تسليمها بما يشبه طلبات السيارات في المطاعم السريعة. وهناك طريقة أخرى أكثر بعداً عن عين الرقيب، حيث يقوم المحل بتوصيل الهدايا إلى المنازل. وآخر التقليعات تتمثل في وضع الهدايا في السيارات الخاصة بأصحاب المحل، أو استئجار شاحنة نقل صغيرة، وعند قدوم الشخص لاستلام الهدية، يتم جلبها من السيارة وتسليمها إليه. اللجنة الدائمةللإفتاء: أعياد مبتدعة ولا يجوز الإحتفال بها قالت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد ان"عيد الحب" من الأعياد المبتدعة ولا يجوز لأهل الإسلام فعلها ولا إقرارها ولا إظهار الفرح بها ولا الإعانة عليها بشيء، لأن ذلك من تعدي حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه، وإذا انضاف إلى العيد المخترع كونه من أعياد الكفار فهذا إثم، إلى إثم لأن في ذلك تشبهاً بهم ونوع موالاة لهم وقد نهى الله سبحانه المؤمنين عن التشبه بهم وعن موالاتهم في كتابه العزيز، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"من تشبه بقوم فهو منهم". وأكدت ان عيد الحب من جنس ما ذكر لأنه من الأعياد الوثنية النصرانية، فلا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يفعله أو أن يقره أو أن يهنئ، بل الواجب تركه واجتنابه، كما يحرم على المسلم الإعانة على هذا العيد أو غيره من الأعياد المحرمة بأي شيء من أكلٍ أو شرب أو بيع أو شراء أو صناعة أو هدية أو مراسلة أو إعلان أو غير ذلك، لأن ذلك كله من التعاون على الإثم والعدوان ومعصية الله والرسول، والله جل وعلا يقول:" وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب".