أكد عدد من تجار المواشي في السعودية، استقرار أسعارها خلال موسم الأعراس هذا الصيف وفي شهر رمضان المبارك، على رغم ارتفاع الطلب عليها حالياً بما بين 30 و40 في المئة، مع توقعات بارتفاع معدلات الطلب في بداية رمضان بنحو 80 في المئة. وعزا الخبراء سبب استقرار الأسعار خلال هذا الموسم إلى توافر أعداد كبيرة من المواشي في السوق السعودية، تقدر بنحو 2.5 مليون رأس من الماشية الحية. لكنهم أشاروا إلى أن توافر كميات المواشي الحية المستوردة من الخارج يقابله نقص كبير في الوطني منها، ما يبقي أسعارها مرتفعاً وتتراوح ما بين 1500 ريال 400 دولار وألفي ريال للرأس. وقال عضو لجنة المواشي في الغرفة التجارية الصناعية في جدة بندر القرشي في تصريح الى"الحياة": سوق المواشي الحية يعد الأكثر استقراراً هذا العام، بخلاف الأعوام السابقة، إذ لا يتجاوز سعر الأغنام من فئة السواكني المستورد من السودان 800 ريال، في حين ان البربري المستورد من الصومال لا يتعدى سعره 450 ريالاً للرأس الواحد". ورأى أن استقرار الأسعار سببه توافر الكميات ووصول شحنات الأغنام إلى ميناء جدة الإسلامي يومياً، وأضاف"شحنات المواشي المستودرة من السودان والصومال تصل بشكل منتظم إلى ميناء جدة وبمعدل يتراوح ما بين أربعة إلى خمسة بواخر يومياً". وتابع:"كما ساهم تعديل الأنظمة داخل الميناء والجمارك السعودية بما يخص شحنات المواشي، في عدم بقائها مدة طويلة داخل الميناء، وقد ساعدت سهولة الإجراءات في خروجها في وقت لا يتجاوز يومين، وهذا ساهم في استقرار أسعارها". وعن أسعار الماشية الوطنية، أوضح القرشي أن هنالك شحاً في العرض يسبب ارتفاع الأسعار، وقال:"سعر الحري في تزايد دائماً بسبب قلة إنتاجه وعدم توافره في الأسواق المحلية بكميات كبيرة، وتتراوح الأسعار ما بين 1500 و1700 ريال حالياً، ونتوقع ارتفاعها إلى ألفي ريال مع دخول شهر رمضان". ولفت إلى أن الماشية من النوع النجدي لا وجود لها في المنطقة الغربية منذ فترة طويلة، واستدرك بالقول"إن ارتفاع أسعار الماشية الوطنية ساهم في قلة الطلب عليها مقارنة ببعض الأنواع التي يتم استيرادها من الخارج والتي يتزايد الإقبال عليها بشدة في رمضان، خصوصاً الأغنام من نوع السواكني بمعدلات تصل إلى 30 في المئة". في السياق ذاته أشار عضو لجنة المواشي الحية في غرفة جدة سلطان العتيبي في تصريح إلى"الحياة"إلى استقرار أسعار المواشي خلال رمضان مع ارتفاع أسعار المستورد منها قياساً إلى العام الماضي. وقال: إن أسعار المواشي زاد من المصدر اذ زاد سعر الرأس الواحدة الأفريقية 97 دولاراً حالياً، إضافة إلى زيادة أسعار الجمال بنحو 50 في المئة عن العام الماضي". وأضاف"السبب الرئيس لارتفاع أسعار الاستيراد من بلد المنشأ هو ارتفاع حدة المنافسة بين مستوردي المواشي من دول المنطقة وليس السعودية فقط". وتوقع العتيبي ارتفاع الطلب على المواشي مع بداية شهر رمضان 80 في المئة، في حين أن معدلات الطلب الحالية تتراوح ما بين 30 و40 في المئة. وأوضح أن أسعار الماشية الوطنية من النوع الحري المتواجد في المنطقة الغربية تتراوح ما بين 1500 ريال و1700 ريال. وقال"انعدام توافر الأغنام من الأنواع المحلية في السوق السعودية ساهم في تراجع معدلات الطلب عليها، وتعد أسعارها مستقرة ولا تتجاوز 1700 ريال للرأس. في المقابل، أكد رئيس لجنة المواشي في غرفة جدة، سليمان الجابري، أن السوق السعودية أصبحت تعتمد على استيرادها من الخارج بنسبة 70 في المئة من دول أفريقيا. وأضاف"كميات الأغنام المستوردة تبلغ 2.5 مليون رأس بدأت شحناتها تصل إلى المملكة منذ وقت مبكر بهدف توفير الكميات اللازمة منها في الأسواق المحلية قبل الموسم،"لافتاً إلى وجود استثمارات قيمتها 400 مليون ريال في مجال تربية المواشي داخل السعودية وخارجها، بينها مشروع في محافظة الشيمسي بين جدة ومكة المكرمة، ويعد من أكبر مشاريع تربية المواشي في الشرق الأوسط ويتسع لأكثر من مليون رأس. وأشار إلى أن هذه المشاريع توفر نحو 60 في المئة من حاجات السوق السعودية.
