بعد ساعات من عودة الرئيس العراقي جلال طالباني من طهران، وصل الى بغداد أمس رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الايراني أكبر هاشمي رفسنجاني على رأس وفد سياسي واقتصادي، ورجال دين في زيارة رسمية تستغرق خمسة أيام يجري خلالها محادثات سياسية واقتصادية ويلتقي ممثلين عن الاتجاهات السياسية كافة، كما يزور النجف وكربلاء لزيارة العتبات المقدسة والمراجع الشيعة. وفي غضون ذلك، يواصل نائب الرئيس العراقي عادل عبدالمهدي زيارته الى ايران، فيما نفت وزارة الخارجية العراقية تسلمها اي طلب من وزارة الخارجية الايرانية بخصوص ضم ميناء خور العمية على خلفية إشاعات انشرت في العراق تزامناً مع وصول رفسنجاني. وفور وصوله الى بغداد التقى رفسنجاني الرئيس طالباني بحضور كبار المسؤولين من وزراء وممثلين للكتل البرلمانية وللطوائف الاسلامية. وقال طالباني في مؤتمر صحافي بعد اللقاء ان رفسنجاني"سيلتقي جميع المسؤولين في الحكومة وسيزور العتبات المقدسة ويلتقي ممثلي مكونات الشعب العراقي للبحث في المسائل المشتركة بين العراقوايران". واضاف: كما سيتم"البحث في العلاقات السياسية والثقافية والاقتصادية والتجارية". واشار الى ان"القادة العراقيين يتطلعون الى الاستفادة من خبراته الواسعة ... فقد قاد ايران الى الإعمار والتقدم الذي تشهده حاليا". من جانبه، قال رفسنجاني"سنبدأ مفاوضات، ونستمر في التفاوض حول عدد من المسائل. قبل ثلاثة ايام التقينا الرئيس طالباني في طهران وطرحنا بعض القضايا". ووصف طالباني الزيارة بأنها"نعمة وستكون خيرا على الشعبين، ولها اهمية كبيرة من الناحية السياسية والدولية ولتعزيز العلاقات"بين البلدين. واضاف انها"تدل على اهتمامه رفسنجاني بالعراق وسعيه لمساعدة الشعب العراقي في المجالات كافة، كما ساعدنا في الماضي". وساندت ايران معظم الاحزاب العراقية التي تحكم العراق اليوم، خلال حقبة معارضتها نظام الرئيس السابق صدام حسين. واشار طالباني الى ان"الزيارة دليل على خروج العراق من ازمته ... وستساهم في ترسيخ التفاهم"بين البلدين. وعن استمرار وجود منظمة"مجاهدين خلق"الايرانية المعارضة في العراق، قال طالباني ان"للعراق دستورا يمنع وجود مسلحين اجانب على ارض البلاد. الشعب يريد اخراجهم ... هناك قرار بضرورة خروجهم من العراق خلال فترة معينة. نسعى حاليا مع اي دولة لنقلهم اليها". ومع وصول رفسنجاني الى بغداد دعت منظمة"مجاهدين خلق"الرئيس الاميركي باراك اوباما والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومجلس الأمن والمنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان إلى اتخاذ خطوة عاجلة لضمان حماية سكان معسكر أشرف وحقوقهم. ويقيم انصار"مجاهدين خلق"في معسكر"اشرف"في ناحية العظيم في محافظة ديالى على بعد حوالي 100 كلم شمال شرقي بغداد و80 كلم من الحدود الايرانية. وأوضح الناطق باسم السفارة الايرانية في بغداد امير ارشدي في اتصال مع"الحياة"أن"زيارة رفسنجاني ستستغرق 5 ايام، على ان يقضي يومين في بغداد وثلاثة ايام في النجف وكربلاء لزيارة العتبات المقدسة والمراجع الشيعة". واوضح ان رفسنجاني"سيلتقي في بغداد، بالاضافة الى طالباني، رئيس الوزراء نوري المالكي ونائب الرئيس طارق الهاشمي الامين العام للحزب الاسلامي، ورئيس المجلس الاعلى الاسلامي عبدالعزيز الحكيم وعددا من النخب الثقافية وزعماء العشائر من مختلف الطوائف العراقية". واشار الى انه"لا توجد ملفات محددة يبحثها المسؤول الايراني مع المراجع في النجف"، موضحاً ان"الزيارة هي للمجاملة وتعبير عن الاحترام فقط". وعن اهم الملفات السياسية التي سيبحثها رفسنجاني قال ارشدي انها"تعزيز العلاقات الثنائية والوضع الامني في العراق والاوضاع في المنطقة". وشهدت العلاقة بين البلدين الجارين، اللذين خاضا حرباً لمدة ثماني سنوات في ثمانينات القرن المنصرم، تحسنا كبيراً بعد سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين عام 2003. وكان عدد من شيوخ عشائر الجنوب والفرات الاوسط اصدروا بياناً منتصف الشهر الماضي رفضوا خلاله مقابلة رفسنجاني، وحمّلوه مسؤولية مقتل مئات الآلاف من العراقيين خلال الحرب. ويربط المراقبون بين زيارة رفسنجاني واعلان الرئيس باراك اوباما خطته للانسحاب من العراق. ومع وصول رفسنجاني الى بغداد اشاعت بعض وسائل الاعلام العراقية ان"ايران استحوذت على جزيرة ام الرصاص العراقية، واخطرت وزارة الخارجية العراقية بضرورة التنازل عن ميناء العمية الواقع على الخليج العربي". لكن وزارة الخارجية نفت ل"الحياة"تلك الانباء. وأكد الناطق باسم الوزارة حيدر البراك ان"هذه الانباء عارية عن الصحة وهي اشاعات مغرضة"، مؤكدا أن"وزارة الخارجية لم تتسلم اي شيء من الجانب الايراني بهذا الخصوص". في غضون ذلك، يواصل نائب الرئيس العراقي القيادي البارز في"المجلس الاعلى الاسلامي"عادل عبدالمهدي زيارته الى ايران التي وصلها بصورة مفاجئة السبت الماضي في وقت كان طالباني يغادرها عائداً الى بغداد. ونقلت وكالة"مهر"الايرانية عن عبدالمهدي قوله خلال لقاء مع رفسنجاني قبل مغادرة الاخير الى العراق ان"تعزيز العلاقات بين البلدين في شتى المجالات من اهداف الزيارات الرسمية لمسؤولي البلدين"، مضيفا ان"الجمهورية الاسلامية الايرانيةوالعراق يمتلكان امكانات وطاقات هائلة في مختلف المجالات بالإمكان تفعيلها لبناء مستقبل واعد للبلدين". وقالت الوكالة ان"عبدالمهدي اعرب عن شكره للمساعدات السخية التي قدمتها ايران شعباً وحكومة للعراق". نشر في العدد: 16768 ت.م: 03-03-2009 ص: 11 ط: الرياض