واصل وفد حركة"حماس"إلى القاهرة برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق محادثاته مع المسؤولين المصريين أمس في ظل تعثر التوصل إلى اتفاق على"التهدئة"أكدت"حماس"أنه لا يتضمن أي قيود بالنسبة الى تشغيل المعابر، مطالبة بأكثر من ضامن للاتفاق. وشدد الناطق باسم حكومة"حماس"المقالة طاهر النونو على أن أي تهدئة مفتوحة مع الاحتلال تعني إنهاء المقاومة، ما سبب رفض الحركة لها. وقال ل"الحياة":"منذ البداية كانت سلطات الاحتلال تريد إبرام تهدئة مفتوحة، وحاولت ذلك خلال مفاوضاتنا مع المصريين، لكن موقفنا القاطع هو رفض هذا الطرح". وعن تمسك إسرائيل بضرورة الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الاسير في غزة غلعاد شاليت شرط إبرام اتفاق التهدئة، أجاب النونو:"من الأساس لم يتم بحث مسألة إطلاق شاليت خلال محادثاتنا مع المصريين، ونحن جئنا إلى مصر لبحث قضية التهدئة التي نرى أنها تشكل الأولوية لنا، وعندما ننتهي من التهدئة سنبحث قضية تبادل الأسرى"، مضيفاً:"أكدنا رفضنا المطلق محاولات إسرائيل ربط التهدئة بشاليت أو بإعادة الإعمار، وهناك توافق كامل مع المصريين على هذا الأمر. فقضية شاليت منفصلة تماما عن التهدئة، ونحن مستعدون لاتمامها في الوقت الذي تبدي إسرائيل استعدادها للاستجابة لمطالب حماس في شأن تبادل الأسرى"، مؤكداً أن شاليت"لن يفرج عنه إلا وفق صفقة مشرّفة للحركة، ولن نخضع للابتزازات الإسرائيلية"، وقال:"قضية شاليت غير مطروحة في المبادرة المصرية، وأي تغيير في بنودها أمر مرفوض". وعلى صعيد إعادة إعمار غزة، قال النونو:"اتفقنا مع المصريين على أن هذه القضية إنسانية ويجب عدم تسييسها وأن الأولوية الآن لإزالة ركام الحرب والمواد المتفجرة والسامة... الأمر غير مرتبط باتفاق التهدئة". وعلى صعيد اتفاق التهدئة، قال إن الاتفاق يشمل تشغيل المعابر وإدخال كل المواد التي يحتاجها قطاع غزة"وهذا شرط أساسي في الاتفاق"، موضحاً أنه"سيتم إدخال الاسمنت والحديد ومواد البناء والمواد الغذائية والطبية والمساعدات... والاتفاق لا يتضمن أي قيود أو محاذير بالنسبة لتشغيل المعابر". وعلى صعيد آلية تنفيذ الاتفاق، أجاب النونو:"يجري حالياً البحث في هذه المسألة، فهناك بعض التفاصيل ما زالت قيد البحث، وعندما تنتهي سيتم الإعلان عنها"، مضيفاً أن الاتفاق لم يكتمل بعد"ونحن ما زلنا بحاجة إلى مزيد من الوقت". وأعرب عن أمله في التوصل إلى تفاهمات مكتوبة بنصوص واضحة عن تهدئة يلتزمها الطرفان، لافتاً إلى أن"حماس"أصرّت على ضرورة وجود آلية محددة لمتابعة تنفيذ الاتفاق، وأن هناك أكثر من طرح من جانب"حماس"ومن جانب المصريين، متوقعاً"الاتفاق على إحداها اليوم أمس لأنها ليست قضية خلافية". وسألت"الحياة"النونو هل أبدت مصر استعدادها بوضوح لضمان الاتفاق، فأجاب:"مصر تحدثت بوضوح بأنها جزء من ضمان هذا الاتفاق بصفتها الراعي له، ونحن معنيون بأن يكون هناك أكثر من طرف ضامن للاتفاق"، موضحاً أنه حتى الآن لم تتم بلورة الصيغة النهائية"عن شكل هذه الضمانات وعنوان الضامن". وأكد النونو أن معبر رفح سيتم التشاور في شأن تشغيله عقب إعلان اتفاق التهدئة، وقال:"طرحنا استعدادنا للشراكة في إدارة المعبر من خلال اتفاق مع مؤسسة الرئاسة ووجود مراقبين دوليين وأتراك مقر إقامتهم في رفح أو العريش حتى لا يخضعون للضغوط أو الابتزازات الإسرائيلية في تشغيل المعبر". وعلى صعيد ما يتردد من خلافات بين قيادات الحركة، قال إن البنية التنظيمية للحركة لا تسمح بأن تكون هناك خلافات بالمعنى الذي يردده البعض. وعما تردد عن خلاف بين القيادي محمود الزهار وقيادات الحركة في شأن رؤيته لضرورة تجديد التهدئة السابقة خلافاً لقيادات الحركة، أجاب النونو:"كان هناك إجماع داخل الحركة بأن أي تمديد للتهدئة يجب أن يواكبه إنهاء الحصار، وهذا الموقف قبيل التاسع عشر من كانون الأول، أي قبيل موعد انتهاء التهدئة الماضية، لذلك لم يعد مجال لتجديدها طالما لم تحقق شروطها". ووصف النونو أجواء الاجتماع الذي عقد بين عضو اللجنة المركزية لحركة"فتح"نبيل شعث والزهار بأنه كان صريحاً للغاية، والأجواء كانت أكثر من ايجابية، مشيراً الى أنه سيتم تشكيل لجان في كل من الضفة والقطاع لبحث ملف المؤسسات المغلقة في الجانبين وملف الاعتقال السياسي في الضفة، نافياً وجود معتقلين سياسيين في غزة، وقال:"أجزم بعدم وجود معتقلين سياسيين في غزة"، معتبراً أن إطلاق المعتقلين السياسيين في الضفة نقطة جوهرية ستعكس مدى صدق النيّات في التوجه الجاد نحو المصالحة. من جانبه، اعتبر القيادي في"حماس"، ممثلها في لبنان أسامة حمدان أن إسرائيل بإقحامها قضية شاليت في اتفاق التهدئة تسعى الى إفشال الاتفاق، وقال إن"إسرائيل لا تريد عقد اتفاق تهدئة من دون تنازلات واضحة من حماس حتى يشعروا بأنهم حققوا انتصاراً"، مضيفاً أن الإسرائيليين لم يستطيعوا أن ينجزوا نصراً في غزة ويسعون من خلال المفاوضات السياسية الى تحقيق ما فشلوا في تحقيقه في ميدان المعركة. وشدد على أن"حماس"لن ترضخ وترضى بالعروض الإسرائيلية. وقال إن اتفاق التهدئة"أصبح متعثراً وليست هناك حلول حتى الآن"، كاشفاً أن"هناك أفكاراً أخرى"لم يخض في تفاصيلها. وأضاف:"إذا ظلت الأمور متعثرة، فإن الوفد سيعود الى دمشق للتشاور مع المكتب السياسي لبحث بعض الأفكار المطروحة". نشر في العدد: 16754 ت.م: 16-02-2009 ص: 11 ط: الرياض عنوان: "حماس": التهدئة لا تتضمن قيودا لتشغيل المعابر ونطلب أكثر من ضامن