النفط يرتفع والذهب يلمع بنهاية الأسبوع    ولي العهد يستقبل العلماء والمواطنين بالشرقية    تشكيل الهلال المتوقع أمام النصر    كاسترو وجيسوس.. مواجهة بالرقم "13"    أمطار وسيول على أجزاء من 7 مناطق    أمر ملكي بترقية 26 قاضيًا بديوان المظالم    9 جوائز خاصة لطلاب المملكة ب"آيسف"    الإعلام الخارجي يشيد بمبادرة طريق مكة    ‫ وزير الشؤون الإسلامية يفتتح جامعين في عرعر    قرضان سعوديان ب150 مليون دولار للمالديف.. لتطوير مطار فيلانا.. والقطاع الصحي    بوتين: هدفنا إقامة «منطقة عازلة» في خاركيف    رئيس الوزراء الإيطالي السابق: ولي العهد السعودي يعزز السلام العالمي    تراحم الباحة " تنظم مبادة حياة بمناسبة اليوم العالمي للأسرة    «الأحوال»: قرار وزاري بفقدان امرأة «لبنانية الأصل» للجنسية السعودية    محافظ الزلفي يلتقي مدير عام فرع هيئة الأمر بالمعروف بالرياض    حرس الحدود يحبط تهريب 360 كيلوجرامًا من نبات القات المخدر    «عكاظ» تكشف تفاصيل تمكين المرأة السعودية في التحول الوطني    تشافي: برشلونة يمتلك فريقاً محترفاً وملتزماً للغاية    جامعة الملك خالد تدفع 11 ألف خريج لسوق العمل    1.6 ألف ترخيص ترفيهي بالربع الأول    الطاقة النظيفة مجال جديد للتعاون مع أمريكا    العيسى والحسني يحتفلان بزواج أدهم    «الأقنعة السوداء»    السعودية والأمريكية    5 مخاطر صحية لمكملات البروتين    تقنية تخترق أفكار الناس وتكشفها بدقة عالية !    فتياتنا من ذهب    حلول سعودية في قمة التحديات    تضخم البروستات.. من أهم أسباب كثرة التبول    بريد القراء    الرائد يتغلب على الوحدة في الوقت القاتل ويبتعد عن شبح الهبوط    رئيس موريتانيا يزور المسجد النبوي    الإطاحة بوافد مصري بتأشيرة زيارة لترويجه حملة حج وهمية وادعاء توفير سكن    حراك شامل    الدراسة في زمن الحرب    الشريك الأدبي وتعزيز الهوية    التعليم في المملكة.. اختصار الزمن    صالح بن غصون.. العِلم والتواضع        76 مليون نازح في نهاية 2023    هتان السيف.. تكتب التاريخ في الفنون القتالية    فصّل ملابسك وأنت في بيتك    WhatsApp يحصل على مظهر مشرق    ابنة الأحساء.. حولت الرفض إلى فرص عالمية    الاستشارة النفسية عن بعد لا تناسب جميع الحالات    مستقبل الحقبة الخضراء    فوائد صحية للفلفل الأسود    العام والخاص.. ذَنْبَك على جنبك    ايش هذه «اللكاعه» ؟!    خطر الوجود الغربي    كلنا مستهدفون    حق الدول في استخدام الفضاء الخارجي    أثقل الناس    أمير تبوك يرعى حفل جامعة فهد بن سلطان    أمير تبوك يطلع على نسب إنجاز مبنى مجلس المنطقة    رعاية ضيوف الرحمن    السفير الإيراني يزور «الرياض»    خادم الحرمين الشريفين يصدر عدداً من الأوامر الملكية.. إعفاءات وتعيينات جديدة في عدد من القطاعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأردن يلوح بإعادة النظر في العلاقات مع الدولة العبرية ... ومرشد "الإخوان" يدعو إلى "الجهاد" وتسليح غزة . أميركا تؤكد أن إسرائيل لم تطلب إذناً لشن الهجوم... ومطالبة أوروبية بوقف النار
نشر في الحياة يوم 05 - 01 - 2009

واصلت الولايات المتحدة أمس تأييدها الواضح للعمليات الإسرائيلية في قطاع غزة، في حين صدرت مواقف أوروبية"متمايزة"عن الموقف الأميركي عبّر عنها رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون الذي طالب بوقف فوري للنار. وفي وقت لوّح الأردن رسمياً بإعادة النظر في علاقاته مع الدولة العبرية مديناً الهجوم الإسرائيلي على القطاع، استمرت الإدانات في عواصم العالم للعدوان على غزة وكان لافتاً دعوة مرشد جماعة"الإخوان المسلمين"في مصر محمد مهدي عاكف إلى"الجهاد"وتسليح الفلسطينيين في غزة.
وقال نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني أمس إن إسرائيل لم تسع إلى الحصول على موافقة مسبقة أو إذن من الولايات المتحدة قبل بدء هجومها البري على قطاع غزة.
وقال تشيني إن القادة الإسرائيليين ربما قرروا ان الحملة الجوية ليست كافية لتدمير مواقع إطلاق الصواريخ من القطاع. وشدد على أن الإسرائيليين لم يسعوا الى إذن من إدارة الرئيس جورج بوش ولا إلى موافقتها قبل بدء الهجوم. وكان تشيني يتحدث إلى برنامج"فيس ذا نيشن"في محطة"سي بي أس"أمس.
وجاء موقف تشيني في ظل تأييد في الكونغرس الأميركي للتحرك الإسرائيلي الميداني وبعدما قال انتوني وارن الناطق باسم البيت الابيض بعد ساعات من دخول القوات الاسرائيلية قطاع غزة ان"الرئيس بوش اُبلغ بعد ظهر اليوم أول من أمس السبت بالوضع الحالي في غزة وتحركات جيش الدفاع الاسرائيلي". وأضاف البيت الابيض ان"مسؤولين اميركيين"هم"على اتصال منتظم مع الاسرائيليين وايضاً بالمسؤولين في المنطقة وفي اوروبا".
والولايات المتحدة الحليف الوفي لاسرائيل تقدم لها دعماً ثابتاً منذ بداية العمليات في قطاع غزة الواقع جنوب اسرائيل على الحدود مع مصر، منذ اكثر من اسبوع. وعرقلت الولايات المتحدة مساء السبت تحركاً في مجلس الأمن قادته ليبيا لإدانة الهجوم على غزة.
والجمعة وفي اول تعليق على هذا النزاع، اكد الرئيس الاميركي في شكل واضح انه لن يدين هجوماً برياً للجيش الاسرائيلي، موضحاً ان مثل هذا الهجوم يندرج في اطار حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد حماس والتحفظ الوحيد الذي ابداه بوش هو الدعوة الى ان تتفادى اسرائيل سقوط ضحايا مدنيين.
ودعا بوش كل من يستطيع الضغط على"حماس"ان يفعل ذلك حتى تكف عن اطلاق الصواريخ على اسرائيل ما يتيح التوصل الى وقف لإطلاق نار"ذي معنى"، ولا يتيح بالخصوص العودة الى"الوضع الذي كان سائداً"، بحسب ما اعلنت الخارجية الاميركية السبت في اول تعليق لها على الهجوم البري.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك في بيان"نعمل من اجل وقف لاطلاق نار لا يتيح العودة الى الوضع الذي كان قائماً او ان تتمكن حماس من اطلاق الصواريخ انطلاقاً من غزة والحكم على سكان غزة بحياة البؤس".
واضاف ماكورماك"بالتأكيد يجب ان يتم التوصل الى وقف اطلاق النار بأسرع وقت ممكن ولكن نحن بحاجة لوقف اطلاق نار يكون دائماً وقابلاً للحياة وليس محدداً في الوقت". واشارت الولايات المتحدة مرارا إلى أن"حماس"كانت قد رفضت تمديد تهدئة كانت انتهت في 19 كانون الأول ديسمبر 2008.
وتابع الناطق باسم الخارجية الاميركية ان"الولايات المتحدة قلقة جداً من الوضع الانساني ومن حماية الأبرياء". وقال إن الولايات المتحدة"اعربت عن قلقها للحكومة الاسرائيلية وقالت إن اي عمل عسكري يجب ان يأخذ بالاعتبار النتائج المحتملة على المدنيين".
وبدأت اسرائيل هجومها قبل أقل من شهر من نهاية ولاية بوش وفي فترة انتقالية في الولايات المتحدة يبدو انها تحد بشكل كبير من قدرات التحرك لدى الادارة الاميركية الراحلة.
وقال بروك اندرسون احد الناطقين باسم الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما الذي سيتولى مهماته في 20 كانون الثاني يناير الجاري، في بيان، ان اوباما"يراقب الوضع في غزة". غير انه وانطلاقا من مبدأ مقدس ينص على"رئيس واحد"للولايات المتحدة فإنه يمتنع عن كل تعليق على الوضع.
وعبّر قادة الكونغرس الأميركي أمس عن دعمهم للهجوم البري الإسرائيلي على غزة. وقالوا إن حركة"حماس"منظمة إرهابية تهدد إسرائيل بإطلاقها الصواريخ من غزة على الدولة العبرية، وإن الإسرائيليين هم ضحية هجمات"حماس"ويقومون بما هو ممكن لحماية مواطنيهم. وقال أ ب السيناتور هاري ريد والسيناتور ديك ديربون - وهما المسؤولان الديموقراطيان الأبرز في الكونغرس - والسيناتور ميتش ماكونل زعيم الجمهوريين في الكونغرس إن تصرفات إسرائيل يمكن فهمها. وتابعوا إن الولايات المتحدة كانت قامت بالأمر ذاته لو كان إرهابيون يطلقون عليها صواريخ. وجاءت مواقفهم في مقابلات تلفزيونية أمس.
وفي نيويورك، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مساء السبت الى انهاء الهجوم البري الاسرائيلي في قطاع غزة فوراً.
وجاء في بيان لمكتب بان أن الامين العام اتصل هاتفيا برئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت وعبّر له عن"قلقه العميق وخيبة أمله"بعد بدء الهجوم البري.
واضاف ان بان كي مون مقتنع"بأن هذا التصعيد سيزيد حتماً معاناة المدنيين، ويدعو الى انهاء هذه العملية البرية ويطلب ان تفعل اسرائيل ما بوسعها لتأمين حماية المدنيين ونقل المساعدات الانسانية".
وفي لندن "الحياة"، طالب رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة بعد بدء اجتياح اسرائيل للقطاع. وشدد براون في حديث مع تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" على ضرورة العمل على نحو أكثر تركيزاً عما تم في الماضي من أجل التوصل الى هذا الوقف الفوري لإطلاق النار.
وقال براون إن العمليات العسكرية الجارية تثير القلق البالغ، بينما أصر على أن الضغوط الدولية يجب أن تمارس على كل من اسرائيل وحركة"حماس".
وأعلن رئيس الوزراء البريطاني أن من المهم جداً بالنسبة إلى المجتمع الدولي بما في ذلك الجامعة العربية أن يعمل معاً من أجل التوصل الى حل قابل للتنفيذ للمشكلة.
وواضح أن الموقف البريطاني يختلف عن موقف إدارة الرئيس جورج بوش المنتهية ولايته في واشنطن والتي توجّه اللوم إلى حركة"حماس"وحدها ولا تصر على الوقف الفوري لإطلاق النار. ويعتبر هذا الموقف عكس ما كان عليه الحال في أثناء العدوان الاسرائيلي على لبنان في صيف عام 2006، حيث كان رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير اتفق مع الرئيس بوش على عدم المطالبة بوقف فوري لاطلاق النار، على رغم الدمار الكبير الذي لحق بلبنان والخسائر الفادحة التي وقعت في أرواح اللبنانيين، مما اعتبر بمثابة تواطؤ مع اسرائيل.
وشدد براون في حديثه مع ال"بي بي سي"على أن"هذه اللحظة تعتبر خطيرة والناس جميعاً في كل أنحاء العالم يعربون عن قلقهم البالغ".
وحاول رئيس الوزراء أن يكون"متوازناً"في حديثه إذ أشار الى حاجة الفلسطينيين في غزة إلى المساعدات الإنسانية، وكذلك حاجة اسرائيل الى ضمانات بوقف اطلاق الصواريخ عليها. وقال إن هناك ايضاً حاجة الى التوصل الى حل للمشكلة الخاصة بتهريب الأسلحة إلى غزة، مؤكداً ضرورة فتح الحدود والمعابر، قائلاً إن ذلك سيتطلب التوصل إلى حل دولي. وأشار براون من جديد الى أهمية قيام الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة والنمو إلى جانب اسرائيل التي ينبغي توفير الأمن لها.
في غضون ذلك، تأكد في لندن أن توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية في الشرق الأوسط وصل إلى المنطقة في محاولة للعمل على التوصل إلى تسوية للأزمة والانضمام الى الجهود الدولية العديدة في هذا الشأن. وكانت انتقادات وجهت الى بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق إزاء صمته الطويل بالنسبة إلى الأزمة، إذ اكتفى من قبل بإصدار بيان وحيد مكتوب يحض فيه على وقف اطلاق النار وتسوية الأزمة سياسياً، ويمضي بلير عشرة أيام فقط كل شهر في المنطقة.
"البقاء مكتوف اليدين"
وفي مدريد أ ف ب، أعلن وزير الخارجية الاسباني ميغيل أنخيل موراتينوس أن المجتمع الدولي"لا يمكنه البقاء مكتوف اليدين"حيال الوضع في قطاع غزة. وصرح إلى الإذاعة الوطنية الإسبانية:"تعتبر الحكومة الإسبانية انه لا يمكن للمجتمع الدولي أن يبقى مكتوف اليدين، مشلولاً، وان علينا مضاعفة الجهود الديبلوماسية والجهود السياسية لضمان وقف لاطلاق النار".
ودعا الوزير الاسباني الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي الى"تطبيق الاتفاق الوزاري الذي تم التوصل اليه خلال الاجتماع الطارئ في باريس". وخلال هذا الاجتماع الذي عقد في 30 كانون الاول ديسمبر، دعا وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الى"وقف فوري ودائم لاطلاق النار"بهدف افساح المجال امام"عمل انساني فوري"واعادة فتح المعابر بين قطاع غزة ومصر واسرائيل.
وأمل موراتينوس في أن"يتمكن مجلس الأمن في النهاية من الموافقة الاثنين المقبل على قرارات عملية، وليس فقط على وقف لاطلاق النار". واكد أن على الأمم المتحدة ان"تبحث سبل وضع آلية وجود دولي يستطيع ان يراقب تطبيق التدابير الأمنية من جانب كل الاطراف بحيث لا يتكرر هذا النوع من الأزمات". وناقش مجلس الأمن الدولي لأربع ساعات مساء السبت الوضع في قطاع غزة، لكنه لم يتمكن من التوافق على نص يدعو الى وقف الاعمال الحربية، خصوصاً بسبب تصلب الولايات المتحدة.
موقف الأردن
وفي عمان، لوّح رئيس الوزراء الأردني نادر الذهبي أمس بإعادة النظر في علاقة بلاده مع اسرائيل رداً على عدوانها المستمر على قطاع غزة. وجاء ذلك في جلسة برلمانية صاخبة طالب خلالها النواب من الحكومة الغاء معاهدة السلام الاردنية الاسرائيلية وطرد السفير الاسرائيلي من عمان.
وكان رئيس مجلس النواب عبدالهادي المجالي ذكّر الحكومة في بداية الجلسة بنص البيان الصادر عن المجلس خلال الاسبوع الماضي والذي دعا الحكومة الى إعادة النظر في العلاقات مع اسرائيل، مطالباً الحكومة بإعلام مجلس النواب بإجراءاتها في شأن طلب النواب في ظل تصاعد العدوان الاسرائيلي على غزة .
وأكد الذهبي ان حكومته"تحتفظ بكل الخيارات لاتخاذ أي إجراء لتقويم العلاقات مع أي كان وخاصة اسرائيل وإعادة النظر في العلاقة معها من منطلق الحرص على خدمة مصلحة الوطن العليا".
وكان مجلس النواب بدأ جلسته على اصوات الغضب الشعبي في الشارع حيث تظاهر خمسة آلاف طالب وطالبة امام المجلس النيابي مطالبين بقطع العلاقات مع اسرائيل والغاء معاهدة السلام معها .
وطالب العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مجلس الأمن"بتبني قرار فوري ملزم يوقف العدوان ويفتح المعابر وينهي الكارثة الإنسانية التي تعرّض إسرائيل الأشقاء في غزة لها".
وقال الملك عبدالله الثاني الذي كان يرأس اجتماعاً لمجلس السياسات الوطني امس إن"الاردن سيستمر في بذل كل جهد ممكن لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة". وشدد على أن المملكة تقف بكل إمكاناتها إلى جانب الأشقاء في مواجهة العدوان ونتائجه.
وأكد الملك خلال اجتماع المجلس الذي يضم عادة رئيسي مجلسي النواب والأعيان ورئيس الحكومة وقادة الاجهزة الامنية، ان"الأردن سيوظف كل السبل المتاحة لبلورة موقف دولي يجبر إسرائيل وقف عدوانها على الأبرياء في قطاع غزة، ويكشف الآثار الدمارية للعدوان على المنطقة برمتها". وأضاف:"كل الأردن غاضب من العدوان ويعبّر عن هذا الغضب عبر اتخاذ كل الخطوات الممكنة واللازمة لوقفه". وأعرب عن اعتزازه"بالحس الوطني العالي الذي أبداه جميع الأردنيين في تعبيرهم عن غضبهم على العدوان الإسرائيلي ومساندتهم للشعب الفلسطيني الشقيق". وقال إن"العدوان لن يحقق الأمن لإسرائيل التي لن تنعم بالأمن إلا إذا حصل الفلسطينيون على أمنهم وحقهم المشروع في إقامة الدولة المستقلة على ترابهم الوطني".
وحذّر العاهل الأردني من تبعات العدوان على المنطقة برمتها وعلى الجهود المستهدفة الوصول إلى سلام دائم على أساس حل الدولتين، الذي أجمع العالم على أنه الطريق الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وفي طهران أ ف ب، توقع رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أمس أن يتحول قطاع غزة إلى"مقبرة"للاسرائيليين. وقال في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الرسمية الايرانية:"فليعلم الصهاينة أن غزة ستتحول إلى مقبرة لهم".
وأضاف:"الحمد لله أن الصهاينة يواجهون مقاومة قوية من الفلسطينيين البواسل وقد تعرضوا لضربة كبرى".
وتدعم إيران حركة المقاومة الإسلامية حماس مالياً، لكنها تنفي على الدوام تسليحها، بعكس ما تتهمها إسرائيل.
واعتبر قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري أن مساعدة"حماس"عسكرياً أمر غير ضروري. وقال الجنرال جعفري في تصريح نقلته وكالة ايسنا إن"مقاومة سكان غزة وطبيعة الحرب لا تقتضي مساعدة عسكرية من بلدان أخرى". وأضاف:"يبدو أن لديهم الأسلحة الضرورية للدفاع عن مدينة غزة والقطاع".
ودعا متظاهرون إيرانيون الى مساعدة حركة"حماس"عسكرياً حتى أن بعضهم طلب من السلطات أن تسمح لهم بالتوجه إلى غزة للمشاركة في القتال.
ودعا المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي الاسبوع الماضي المسلمين إلى ضرب اسرائيل وأفتى بأن من يموت مدافعاً عن غزة سيعتبر شهيداً.
وصرّح وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي، من جانبه، إلى الصحافيين الأحد بأنه يرى ضرورة"عقد قمة لقادة دول منظمة المؤتمر الإسلامي أو على الأقل عقد مؤتمر على مستوى وزراء الخارجية".
وعُقد بالفعل مؤتمر وزاري لمنظمة المؤتمر الإسلامي السبت في جدة، لكن إيران لم ترسل أحداً يمثّلها. ودانت منظمة المؤتمر الاسلامي في اجتماعها الوزاري"العدوان الوحشي"الاسرائيلي على قطاع غزة ودعت مجلس الأمن إلى العمل على وقف العنف.
وفي بروكسيل أ ب، أعلن الاتحاد الأوروبي أمس أنه سيقدّم ثلاثة ملايين يورو 4,6 مليون دولار مساعدة عاجلة إلى الفلسطينيين في قطاع غزة. وأوضح الاتحاد أن المساعدات التي تشمل مواد غذائية وطبية وتوفير مأوى عاجل، ستُقدّم من خلال الأمم المتحدة.
وفي اسطنبول رويترز، دانت تركيا الهجوم البري الإسرائيلي على قطاع غزة، وقالت إنه سيؤدي إلى"مزيد من الدم والدموع". وقالت وزارة الخارجية التركية إن شن إسرائيل هجومها البري على رغم التحذيرات من المجتمع الدولي والغضب في أوساط الرأي العام هو تصرف عبر مقبول، وحضت مجلس الأمم على التدخل لحل هذه الأزمة. وحاولت تركيا التي انضمت إلى عضوية مجلس الأمن لفترة عامين، ترتيب هدنة الأسبوع الماضي من خلال زيارات قام بها رئيس الوزراء طيب رجب أردوغان لزعماء عرب. وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان"إن السعي الى حل من خلال الوسائل العسكرية لن يؤدي سوى إلى فتح الباب أمام مزيد من الدم والدموع". وتابعت:"نكرر الدعوة إلى وقف دائم للنار... ووقف للعمليات العسكرية الإسرائيلية من دون التسبب في مزيد من الخسائر في الأرواح وتهديد أكبر للاستقرار في المنطقة".
ووصف أردوغان الهجوم على غزة بأنه"جريمة ضد الإنسانية"، وهو زار السبت خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعدما أجرى في وقت سابق محادثات مع الرئيس السوري بشار السد ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري حسني مبارك.
وفي الفاتيكان ا ف ب، ندد البابا بنديكتوس السادس عشر الأحد ب"الاخبار المأسوية الآتية من غزة". ودعا ايضا مسؤولي"الجبهتين الاسرائيلية والفلسطينية"الى"تحرك فوري لإنهاء الوضع المأسوي الحالي"في قطاع غزة عقب صلاة في ساحة القديس بطرس.
وعبّر عن أسفه ل"الاخبار المأسوية التي تصلنا من غزة و التي تظهر كيف يؤدي رفض الحوار الى اوضاع ترهق بشكل يتعذر وصفه السكان الذين يقعون مرة اخرى ضحايا الكراهية والحرب". واكد"ان الحرب والكراهية لا يشكلان الحل للمشاكل".
وقال البابا"اليوم في جميع كنائس الارض المقدسة"يدعو البطاركة ومسؤولو الكنائس المسيحية"المؤمنين الى الصلاة من اجل انهاء النزاع في قطاع غزة والتضرع من اجل ان يحل العدل والسلام على ارضهم. وانني اضم صلواتي الى صلواتهم وادعوهم للقيام بالمثل".
وكان بنديكتوس السادس عشر دعا الأحد الماضي الى احلال السلام في الشرق الاوسط. ولفت خصوصا الى"الرغبة الدفينة النابعة من قلب الغالبية العظمى للعيش في سلام للشعبين الاسرائيلي والفلسطيني اللذين يتعرضان مرة جديدة لخطر العنف الكثيف الذي اندلع في قطاع غزة رداً على عنف آخر".
"الجهاد"
وفي مصر، دعا مرشد"الإخوان المسلمين"محمد مهدي عاكف إلى"الجهاد"دفاعاً عن غزة. وطالب بفتح معبر رفح"لإدخال السلاح إلى الفلسطينيين"، مشبهاً العدوان على القطاع"بقصف النازي في الحرب العالمية الثانية".
ومنعت أجهزة الأمن المصرية تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر السفارة الإسرائيلية، وطوق مئات من جنود الأمن المركزي الطرق المؤدية إلى مقر السفارة قرب جامعة القاهرة التي لم تشهد تظاهرات بسبب بدء امتحانات كلياتها. ومنعت قوات الأمن المارة من التجول قرب مقر السفارة.
وقال ل"الحياة"رئيس حزب"العمل"الإسلامي المجمد مجدي أحمد حسين الذي دعا إلى الوقفة أمام السفارة، إن"الوقفة كانت رمزية، وحرصنا على عدم الإعلان عنها مسبقاً وحصرنا المشاركة فيها في بضع عشرات"، مشيراً إلى أن المحتجين"تجمعوا في أحد المساجد القريبة من السفارة وعقب أدائهم صلاة الظهر فوجئوا بجحافل الأمن تحيط بالمسجد وتطلب منهم التفرق".
وطالب عاكف في بيان"بقطع العلاقات مع العدو الصهيونى، وقطع الغاز والنفط عنه، وفتح معبر رفح لدخول كل المعونات الإنسانية، بل السلاح، فلا يعقل أن نرى ميزان القوى المختل ونحن نتفرج"، داعياً إلى"السماح للشعوب بإمداد إخوانهم فى غزة بكل ما يحتاجونه، واتخاذ موقف مشترك من الدول التي تعوق إصدار قرار بالوقف الفوري للعدوان". وأضاف:"إذا دهم العدو أرضاً إسلامية، فقد تعيّن الجهاد على كل مسلم".
ودان مجلس الشورى الغرفة الثانية في البرلمان المصري أمس العدوان. وقال في بيان إنه"تابع بقلق القصف الذي يمثل مجزرة جديدة من المجازر التي يرتكبها الإسرائيليون تجاه الشعب الفلسطيني الأعزل، في ظل مرحلة دقيقة وخطيرة تمر بها القضية من انقسام داخلي غير مسبوق وتدخلات أطراف خارجية، تعمل على تكريس هذا الانقسام لتحقيق مصالح ضيقة على حساب المصالح الفلسطينية العليا".
وانتقد"المتاجرين بالقضية الفلسطينية الذين لم يكتفوا بإفشال مساعي الوفاق الوطني الفلسطيني الذي سعت إليه مصر، بل عمدوا إلى تصعيد الموقف والوصول إلى الوضع الراهن ثم الوقوف موقف المتفرج، وكيل الاتهامات الباطلة لمصر وإيجاد حال من الانقسام العربي بدل رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني".
وحال القصف الإسرائيلي دون إدخال المساعدات إلى غزة عبر معبر رفح. ولم يتمكن الجرحى الآتون من القطاع من الوصول إلى الجانب المصري بسبب تركز القصف على الشريط الحدودي ومناطق جنوب المعبر. وتوجهت عشرات الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية المقدمة للشعب الفلسطيني إلى منفذ العوجة البري في وسط سيناء. وقالت السلطات المصرية إنها تنسق لإدخالها.
ووجهت المصارف المصرية أمس غالبية مخصصات التبرعات السنوية التي تعلن نهاية العام إلى غزة. ولا يعرف على وجه الدقة حتى الآن حجم التبرعات الفعلي، إلا أن مصدراً رسمياً في القطاع المصرفي قال إنها"ستصل إلى عشرات الملايين من الجنيهات وستوجه إلى الجهات المسؤولة عن إيصال التبرعات المالية والعينية إلى أهالي غزة".
وفي اسطنبول أ ف ب خرج عشرات آلاف الاتراك الى الشوارع عقب دعوة اطلقها حزب اسلامي صغير للاحتجاج على الهجوم الدموي الذي تشنه اسرائيل على قطاع غزة.
ورفضت الشرطة كشف عدد المشاركين في التظاهرة التي جرت في ساحة جاغلايان وسط اسطنبول تحت المطر، إلا ان منظمي التظاهرة قالوا ان نحو 700 الف متظاهر تجمعوا في الساحة البالغة مساحتها 180 الف متر مربع.
ولوّح المتظاهرون بالاعلام التركية والفلسطينية وهتفوا"اللعنة على اسرائيل"و"الله اكبر"واحرقوا اعلاماً اسرائيلية. وكتب على إحدى اللافتات"اوقفوا المجزرة، فلسطين تموت". وارتدى العديد من المتظاهرين عصابات رأس كتب عليها"كلنا فلسطينيون".
ونظم تظاهرة الأحد"حزب السعادة"الاسلامي الصغير غير الممثل في البرلمان التركي بدعم من العديد من المنظمات غير الحكومية ونقابات العمال.
وجرت تظاهرات اصغر في اسطنبول وانقرة ليل السبت - الاحد بعد ساعات من دخول الدبابات والقوات البرية الاسرائيلية قطاع غزة.
وفي جاكارتا، تظاهر آلاف الاسلاميين الاندونيسيين الأحد لإدانة الهجوم البري الاسرائيلي على غزة وطالبوا الحكومة بارسال جنود للقتال ضد الجيش الاسرائيلي.
وتظاهر اكثر من ثلاثة الاف من اعضاء"حزب التحرير"الاسلامي في شوارع جاكرتا ورفع عدد منهم اعلاماً اندونيسية وفلسطينية للتنديد بالهجوم الاسرائيلي.
وقال فريد واجدي وهو مسؤول محلي في الحزب حسبما نقل عنه موقع"ديتيكوم"على الانترنت ان"الجيش الاندونيسي يجب ان يتوجه لمحاربة اسرائيل ولا يجب ان يكون مجرد قوة لحفظ السلام. ونحن نطالب الحكومة بارسال جنود الى هناك".
كما تظاهر آلاف آخرون من اعضاء"حزب التحرير"في سورابيا وهي ثاني مدن البلاد. وداس المتظاهرون بالاقدام على علم اسرائيلي القي على الارض في مدينة مكاسر في اقليم سولاويسي في الجنوب. ودانت اندونيسيا وهي اكبر بلد اسلامي الغارات الاسرائيلية على قطاع غزة والتي اسفرت عن مقتل اكثر من 400 فلسطيني، واعلنت انها سترسل مساعدات الى الفلسطينيين.
نشر في العدد: 16712 ت.م: 05-01-2009 ص: 16 ط: الرياض


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.