سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حراس المبنى اليمنيون منعوا الإرهابيين من تنفيذ خطتهم بالوصول إلى قلب المبنى . اليمن : هجوم انتحاري بسيارتين مفخختين يستهدف السفارة الأميركية و16 قتيلاً بينهم ستة من رجال الأمن وأربعة مدنيين والإرهابيون الستة
تعرضت السفارة الأميركية في صنعاء بعيد التاسعة من صباح امس لهجوم انتحاري شنه عناصر يرجح انتماؤهم الى تنظيم"القاعدة"مستخدمين سيارتين مفخختين موهتا بلون سيارات الشرطة. واختار الارهابيون الذين كانوا يرتدون ملابس مماثلة لزي قوات الامن وقتاً تكون العاصمة اليمنية فيه هادئة في شهر رمضان وشوارعها غير مزدحمة، اذ لا يبدأ الدوام الرسمي قبل الساعة العاشرة. وأسفر الهجوم عن مقتل 16 شخصا، بينهم 6 جنود وثلاثة مواطنين مدنيين وامرأة هندية كانت تمر في الشارع، بالإضافة إلى المهاجمين الستة الذين كان أحدهم يرتدي حزاماً ناسفاً، ما يدل على أن الهجوم كان مخططاً له أن يتم على اكثر من مرحلة. وسقط ثلاثة جرحى في صفوف الشرطة ايضا. وقالت معلومات مصادر امنية ان ركاب السيارة المفخخة الاولى وعددهم اربعة اشتبكوا مع جنود الأمن المركزي الذين يتولون حراسة الواجهة الأمامية للسفارة وبوابتها الرئيسية بهدف تسهيل دخول السيارة الثانية التي كانت تتبعها على بعد 50 متراً، وعلى متنها اثنان من الانتحاريين إلى الداخل واقتحام مبنى السفارة وتفجيره، وواصل المسلحون الاشتباك مع قوات الأمن لإشغالها وتمكين الانتحاري الذي كان يحمل حزاماً ناسفاً من التسلل وتفجير نفسه داخل السفارة ربما. لكن جنود الأمن المركزي نجحوا في احباط الخطة عندما قاوموا المسلحين بضراوة وأبقوهم خارج محيط السفارة، حيث استمر الاشتباك نحو 30 دقيقة مع مسلحي السيارة الأولى قبل وصول السيارة المفخخة الثانية لتنفجر السيارتان معاً في المكان نفسه نتيجة تعرضهما لوابل من رصاص الجنود الذين كانوا انتشروا في محيط السفارة كله تحسباً لهجمات تأتي من اتجاهات أخرى. ولم يصب اي من العاملين في السفارة في الاشتباك والتفجيرات. ويأتي الهجوم بعد ثلاثة ايام على زيارة مساعد وزير الدفاع الاميركي مايكل فيكرز لليمن واشادته بجهود الحكومة اليمنية في مكافحة الارهاب واستعداد واشنطن لتعزيز مساعدتها الاقتصادية والأمنية لليمن. وبعد الحادث، فرضت الشرطة والقوى الأمنية، بما في ذلك الاستخبارات، طوقاً أمنياً حول مبنى السفارة وأغلقت الشوارع المؤدية اليها، فيما بقي طاقم السفارة بداخلها. ودعت واشنطن العاملين غير الاساسيين في سفارتها بصنعاء الى مغادرة اليمن فوراً، وقال بيان للسفارة الاميركية تلقت"الحياة"نسخة منه:"ان الحادث دفع السلطات الاميركية الى الطلب من موظفيها غير الأساسيين في سفارتها باليمن مغادرة البلاد في ضوء ازدياد المخاوف الأمنية". وكانت جماعة تطلق على نفسها"منظمة الجهاد الاسلامي"هددت عبر بيانات وزعتها الثلثاء على عناوين الكترونية في اليمن بشن هجمات انتحارية جهادية على أربع سفارات هي الاميركية والبريطانية والسعودية والاماراتية. وباشرت أجهزة الأمن اليمنية تحقيقاتها واعتقلت حتى مساء امس 19 مشتبهاً لعلاقتهم بجماعات متطرفة، فيما قامت فرق أمنية خاصة بعمليات ملاحقة ودهم في عدد من المحافظات والمناطق بعضها ناء، بحثاً عن مشتبه فيهم من عناصر اسلامية متطرفة. وأكدت مصادر متطابقة ل"الحياة"ان الهجوم يحمل بصمات تنظيم"القاعدة"الذي نفذ عناصره عمليات مشابهة منذ العام 2000 وحتى الآن. وكانت وزارة الداخلية اليمنية اصدرت بيانا قالت فيه ان"قوات الأمن التي تتولى حراسة مبنى السفارة الأميركية في صنعاء تمكنت في الساعة التاسعة والنصف من صباح الأربعاء من افشال هجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين كانا يستهدفان مبنى السفارة". واوضح البيان"إن سيارتين مفخختين حاولتا اقتحام الحواجز الأمنية المقامة في محيط مبنى السفارة، وقد تمكن أفراد الحراسة من تفجيرهما بعيداً من المبنى، وأدى ذلك إلى مصرع 6 من العناصر الإرهابية المهاجمة كان من ضمنهم شخص يحمل حزاماً ناسفاً، كما أدى الحادث إلى مقتل 4 مواطنين من بينهم رجل وزوجته وحارس أمن مدني ومواطنة هندية كانت تمر في الشارع بالقرب من مبنى السفارة، بالإضافة الى استشهاد ستة من جنود الأمن الذين يتولون حراسة السفارة واصابة ثلاثة آخرين منهم، في حين لم يتعرض مبنى السفارة الأميركية لأي أضرار، كما لم يصب أي من العاملين فيها. وتجري الأجهزة الأمنية حالياً تحقيقاتها لمعرفة المزيد من ملابسات هذا الحادث الإرهابي الاجرامي". وعبّر البيان عن"الادانة الشديدة لهذا العمل الإرهابي المشين"، مؤكداً ان"الأجهزة الأمنية لن تتوانى عن ملاحقة العناصر الإرهابية وتقديمها للعدالة".