رفض الفلسطينيون عرضاً اسرائيلياً للتوصل الى اتفاق سلام نهائي يؤجل قضية القدس ويستثني اللاجئين ويقضم سبعة في المئة من مساحة الضفة الغربية يعتقد بأن الجزء الأكبر منها سيكون في مدينة القدسالمحتلة ومحيطها. وقال نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن"العرض الإسرائيلي غير مقبول لأنه يتنافى مع الشرعية الفلسطينية والعربية والدولية". وأكد أبو ردينة أن القيادة الفلسطينية ترفض أي عرض لا يتضمن"دولة فلسطينية متصلة جغرافياً، تكون عاصمتها القدس الشريف، وخالية من المستوطنات، وعلى حدود الرابع من حزيران عام 1967". واعتبر الفلسطينيون العرض الاسرائيلي الذي نشرته صحيفة"هآرتس"العبرية أمس دليلاً على"عدم جدية إسرائيل ومحاولتها التهرب من فكرة إقامة الدولتين، وإضاعة الوقت". وذكّر الناطق باسم الرئيس الفلسطيني الجانب الاسرائيلي بتفاهمات مؤتمر أنابوليس في خصوص"تجميد الاستيطان أولاً، وإقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967، واجراء تبادل أراض في القيمة والنوعية ذاتها". وكانت الصحيفة العبرية نشرت تفاصيل العرض الاسرائيلي الذي تضمن اقامة دولة فلسطينية على 93 في المئة من مساحة الضفة، وتأجيل القدسالمحتلة، وعدم منح اللاجئين الحق في العودة إلى"بيتوتهم وممتلكاتهم"في اسرائيل، كما نص قرار مجلس الأمن الرقم 194. وأفادت الصحيفة أن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت قدم عرضه هذا للرئيس الفلسطيني في اللقاء الاخير الذي عقد بينهما الاسبوع الماضي. ورأى الفلسطينيون في تسريب نبأ العرض من مكتب أولمرت محاولة من الاخير لصرف أنظار الاسرائيليين عن التحقيقات الجارية معه في قضايا فساد ورشاوى، ومحاولة لربط اسمه بعرض للسلام مع الفلسطينيين قبل أن يغادر مكتبه، على غرار زعماء اسرائيل قبله. ويشكل العرض الاسرائيلي مؤشراً الى عدم وجود فرصة حقيقية للتوصل الى اتفاق سلام بين الجانبين في الزمن المنظور، إذ أن أي زعيم فلسطيني لن يمتلك تفويضاً للتوقيع على اتفاق سلام لا يتضمن القدسالمحتلة واللاجئين. وكان رئيس الوفد الفلسطيني الى مفاوضات الوضع النهائي أحمد قريع أبو علاء أعلن أول من أمس أن فشل خيار الدولتين فلسطين واسرائيل سيقود الى خيار الدولة الواحدة الثنائية القومية للشعبين الفلسطيني والاسرائيلي. ووصف قريع المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية الجارية بأنها"صعبة". وأضاف أن"المفاوضات متواصلة وهي جدية وصعبة، لكننا لم نصل لاتفاق على قضية من قضايا مفاوضات الحل النهائي، وهذا يدل على مدى الصعوبة التي تواجهنا". وجدد التأكيد أمام عدد من قادة"فتح"في الضفة على تمسك الحركة ب"اقامة دولة حرة ومستقلة تحفظ فيها حقوقنا، ونصون فيها حرياتنا، وتكون القدس عاصمتها الأبدية". ووجه قريع رسالة للاسرائيليين مفادها أن القيادة الفلسطينية أمضت سنين طويلة في اقناع الشعب الفلسطيني بقبول دولة مستقلة في الأراضي المحتلة عام 1967، ولن تكون قادرة على اقناعه بأقل من ذلك، مشيراً الى أن البديل لخيار الدولتين هو خيار الدولة الواحدة للشعبين.