واصلت حصيلة ضحايا انفجار سيارة مفخخة في مدينة تلعفر الشمالية ليل أول من أمس ارتفاعها، إذ أحصت السلطات العراقية 25 قتيلاً بعد وفاة عدد من الجرحى الستين متأثرين بإصاباتهم. وقال مسؤول أمني لوكالة"أسوشيتد برس"إن حظراً للتجول فرض على المدينة ذات الغالبية التركمانية بعد وقوع الانفجار، من دون تحديد موعد لانتهائه. وأضاف المسؤول المطلع على مجرى التحقيقات في الاعتداء أن تركمانياً من الطائفة السنية يعاني من الوحدة، نفذ العملية الانتحارية، لافتاً الى أن السلطات العراقية أفرجت عنه قبل أربعة شهور في اطار قانون العفو. وكانت تقارير أولية أفادت أن سيارة مفخخة مركونة على جانب الطريق استخدمت في الهجوم الدموي. وكشف المسؤول ذاته أن الانتحاري تجنب اكتشاف سيارته المفخخة عبر اصطحاب راكب ثان معه في السيارة ثم تركه يغادرها بعدما تجاوز حاجز تفتيش، بحسب ما أفاد شهود في المنطقة. يذكر أن الانتحاريين يقودون سياراتهم وحدهم في معظم الحالات، ولذا فإن اصطحاب راكب ثان قد يساعد في تجنيبهم التفتيش، ولا سيما أن تلعفر التي شهدت سلسلة عمليات تفجير تحظر على الذكور أن يستقلوا سياراتهم بمفردهم. ودان السفير الأميركي في العراق ريان كروكر وقائد القوات الأميركية ديفيد بترايوس عملية تلعفر وقالا في بيان مشترك إن الاعتداء سيعزز وحدة الشعب العراقي لرفض"القاعدة"في العراق وعنفها العشوائي ضد المدنيين. ويأتي هذا الهجوم الذي يحمل بصمات"القاعدة"في ظل توتر يسود شمال العراق بين العرب والتركمان والأكراد. وتقع تلعفر غرب الموصل، وهي عاصمة محافظة نينوى التي تعتبر"آخر معقل مديني لتنظيم القاعدة"، وفقاً للجيش الاميركي. وكانت سيارة مفخخة انفجرت في سوق أخرى في تلعفر وخلفت 12 قتيلاً و30 جريحاً في 16 تموز يوليو الماضي. وبعدما وصفها الرئيس الأميركي جورج بوش عام 2006 بأنها نموذج للأمن، تحولت تلعفر مجدداً منذ آذار مارس عام 2007 الى إحدى المدن الأخطر في العراق. ففي 27 آذار عام 2007، أدى اعتداء بواسطة شاحنة مفخخة الى مقتل 152 شخصاً. وينفذ الجيش العراقي منذ 14 أيار مايو الماضي هجوماً واسعاً في الموصل ضد تنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين". ويعتبر الجيش الأميركي الموصل بسكانها السنة والشيعة والمسيحيين والأكراد الذين يتجاوزون 1.5 مليون شخص، معقلاً ل"القاعدة". جاء ذلك في حين أعلنت الشرطة العراقية مقتل أحد حراس وزير الشباب والرياضة جاسم محمد جعفر بنيران مسلحين في بلدة طوزخرماتو 150 كيلومتراً شمال بغداد. وقال المقدم جودت عبدالله إن"مسلحين أطلقوا النار فجر اليوم على أحد حراس الوزير في حي امام أحمد في قضاء طوزخرماتو فأردوه قتيلاً على الفور". وفي الموصل، قتل مسلحون امرأة في الخمسين من عمرها خارج منزلها في منطقة المأمون. وفي العاصمة العراقية، أعلن الجيش الأميركي أن قواته قتلت مسلحين اثنين واعتقلت 14 مشتبهاً بهم خلال استهدافها لشبكات"القاعدة"في وسط العراق وشماله يومي الجمعة والسبت الماضيين.