تواصل امس الانتهاك المتبادل للتهدئة في قطاع غزة التي توسطت فيها مصر بين اسرائيل وحركة"حماس"، ففيما أطلق ناشطون فلسطينيون في قطاع غزة قذيفتي هاون على جنوب اسرائيل، واصلت الدولة العبرية اغلاق المعابر الحدودية الى قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي، لكنها سمحت بمرور شحنة وقود الى محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة. وقال ناطق باسم الشرطة الاسرائيلية ان قذيفتي هاون سقطتا في منطقة مزارع قرب الحدود مع قطاع غزة ولم تسببا خسائر. ولم يرد فورا أي اعلان عن مسؤولية اطلاق النار عبر الحدود، وهو رابع حادث من نوعه منذ بدء سريان اتفاق التهدئة في 19 حزيران يونيو الجاري. وجاء اطلاق قذيفتي الهاون بعد يوم واحد من اصدار"حماس"أقوى تحذير حتى الآن الى المنظمات الفلسطينية الاخرى كي تلتزم الهدنة. من جهة اخرى، اعلن الجيش الاسرائيلي الابقاء على معبري"المنطار"كارني و"صوفا"المخصصين لنقل البضائع الى قطاع غزة مغلقين امس، لكنه اعاد فتح معبر"ناحل عوز"الخاص بالمحروقات. وصرح الناطق العسكري بيتر ليرنر بأن"معبري كارني وصوفا الى قطاع غزة ابقيا مغلقين، لكن معبر المحروقات ناحل عوز فتح". ورفض كشف موعد اعادة فتح معبري البضائع، مكتفيا بالقول ان"الامر سيكون مرتبطا بالوضع على الصعيد الامني". واوضح ان معبر"ايريز"للمسافرين فتح، خصوصا للحاجات الانسانية. ولا يسمح سوى للفلسطينيين الحاصلين على تصاريح اسرائيلية تمنحها الدولة العبرية بالقطارة، بالتوجه الى اسرائيل من قطاع غزة. وكانت السلطات الاسرائيلية اعادت فتح معبري المنطار وصوفا جزئيا الاحد في اطار اجراءات تخفيف الحصار التي ينص عليها اتفاق التهدئة. اما معبر"ناحل عوز"، فكان يستخدم لنقل المحروقات الى غزة قبل دخول التهدئة حيز التنفيذ. وقال مسؤول في الاتحاد الاوروبي امس ان شحنة تقدر بنحو 600 ألف لتر من الوقود الصناعي سيتم ضخها عبر معبر"ناحل عوز"الى محطة كهرباء غزة حتى يستمر تشغيل المحطة اياما، علما ان الاتحاد الاوروبي يمول شحنات الوقود لمحطة توليد الكهرباء في غزة. يذكر ان المعابر اغلقت بعد ان اطلقت حركة"الجهاد الاسلامي"الثلثاء من قطاع غزة ثلاثة صواريخ على الاراضي الاسرائيلية، وقالت انها ردت بذلك على اغتيال مسؤول في جناحها العسكري"سرايا القدس"وناشط آخر في الضفة الغربية. واتهم الناطق باسم"حماس"سامي ابو زهري مساء الخميس"اطرافاً في رام الله"بتوجيه"كتائب شهداء الاقصى"التي اعلنت اول من امس اطلاق صاروخين على اسرائيل. وقال الناطق ان"تجاوزات المجموعة المسماة كتائب الاقصى للاجماع الوطني تمثل محاولة لا تخدم الا الاحتلال لتبرير حصاره المستمر وتهدف الى تحقيق اهداف حزبية على حساب المصلحة الوطنية العليا".