أعلن رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدرأمس خطة لتشكيل "مجموعة خاصة" من "جيش" المهدي ل "مقاومة الاحتلال الأميركي". وقال الصدر في بيان، تلاه الشيخ عبدالهادي المحمدواي، امام الجمعة في مسجد الكوفة 150 كلم جنوببغداد:"الى اخوتي في جيش المهدي والى كل العراقيين الرافعين شعار المقاومة، يجب ان تعلموا ان المقاومة ستكون حصراً على مجموعة خاصة سيتم الاعلان عنها من قبلنا". واضاف:"اننا لا نحيد عن مقاومة المحتل حتى التحرير او الشهادة". واشار الصدر الى ان هذه الجماعة"من ذوي الخبرة ولهم اذن مسبق من الحاكم الشرعي ومن القيادة العليا للتيار الصدري وسوف يكون السلاح حصراً بيدهم ولا يوجهونه الا ضد المحتل"، مشددا على"منع استخدام السلاح ضد أي عراقي". وقال الصدر متوجها الى انصاره"ستصدر توصيات سيتم الاعلان عنها من قيادة التيار فعليكم يا اخوتي اطاعة هذه التوصيات وهذه الأوامر ومن يخالف ذلك فهو ليس مني بشيء". الى ذلك قال الشيخ صلاح العبيدي، الناطق باسم التيار الصدري ان"القرار تأكيد لموضوع تجميد جيش المهدي وان الصدر بهذا القرار يخطوا خطوة اخرى على طريق مقاومة الاحتلال بصورة جديدة". وكان الصدر امر في منتصف آب اغسطس 2007 بتجميد جميع انشطة"جيش المهدي"، على خلفية الاشتباكات التي وقعت في كربلاء واسفرت عن مقتل 52 شخصاً واصابة اكثر من 300 من الزوار الشيعة الذين قدموا لإحياء ذكرى ولادة الامام المهدي. وفي ما يتعلق بتأثير القرار على نشاط"جيش المهدي"، أوضح العبيدي ان"الصدر يرى ان توجيه جيش المهدي باتجاه ثقافي واجتماعي بعيداً عن التوجه العسكري هو بمثابة اعادة هيكلة للجيش وتحديد مهماته". واكد:"العمل العسكري سيقتصر على عدد محدد من عناصر جيش المهدي الذين حدد الصدر صفاتهم في البيان". وأوضح أن"تشكيل الخلايا سيتم وفق ضوابط محددة كي لا تتعرض للاختراق من عناصر منتفعة مثلما حصل مع جيش المهدي"، مشيراً الى أن"تشكيل هذه الخلايا يهدف إلى ترسيخ الدور العقائدي الذي ينتهجه التيار وإيمانه بأسلوب المقاومة باعتبارها الحل الأمثل لإخراج الأميركيين من البلاد بعدما عجزت الطرق السلمية عن إخراجهم". وكان رئيس المكتب السياسي للتيار الصدري لواء سميسم، أعلن بدوره بعد صلاة الجمعة أمس الصدر تشكيل خلايا"لمقاومة الاحتلال"وقال سميسم إن بيان الصدرالذي تلاه خطباء الجمعة في الكوفة وبغداد وباقي المدن العراقية أمس أوعز بتشكيل خلايا"مخولة بتأكيد خطي من السيد مقتدى الصدر للقيام بعملها بشكل سري، حيث سيكون السلاح محصوراً بها وموجهاً ضد القوات الأميركية ولا يوجهونه الى غير المحتل". وتزامن هذا البيان مع وصول تعزيزات كبيرة من الجيش والشرطة إلى مدينة العمارة، المعقل الرئيسي ل"جيش المهدي"في الجنوب، استعداداً لشن حملة ضد مسلحي الميليشيات على غرار عمليتي البصرة ومدينة الصدر. وأكد تقرير لوكالة"اسيوشييتد برس"الأميركية أن وصول هذه القوات إلى العمارة يأتي إثر فرار العديد من قيادات هذه الميليشيات إلى المحافظاتالجنوبية أو إلى إيران لتفادي حملة الاعتقالات التي نفذتها القوات العراقية في محافظة البصرة في آذار مارس الماضي. وأشارت الى أن هذا التحرك السريع قامت به قوات الكتيبة الأولى من الجيش العراقي التي دربتها القوات الأميركية وقادت عملية"صولة الفرسان"في البصرة قبل ثلاثة أشهر، وهي بانتظار أوامر وزارة الدفاع لتنفيذ العملية. من جانبه أكد اللواء عبدالعزيز محمد جاسم، مدير العمليات العسكرية في وزارة الدفاع ل"الحياة"أن العملية المقرر تنفيذها في مدينة العمارة تستهدف الميليشيات الخارجة عن القانون التي فرت من البصرة أثناء عملية صولة الفرسان".