أكد رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان ان لبنان لا يعيش من دون وحدة أبنائه وأن قيمته كانت وستبقى في كونه وطن العيش المشترك الذي يضم طوائف متعددة تنصهر في بوتقة من الوفاق الوطني. ورأى أن وحدة مؤسسة الجيش"كانت نموذجاً لوحدة اللبنانيين والإنجازات التي حققها الجيش نتيجة هذه الوحدة كانت كبيرة ومهمة على رغم ضعف الإمكانات". ودعا سليمان الجيش الى إكمال المسيرة مجدداً التأكيد انه لن يتدخل في عمل المؤسسة العسكرية الا عندما تقتضي المصلحة الوطنية العليا، كما دعا الى تعاون المؤسسات الأمنية، معتبراً أن قوى الأمن الداخلي هي سند كبير للجيش. مواقف سليمان جاءت خلال استقباله قبل ظهر أمس وفد قيادة الجيش برئاسة قائد الجيش بالنيابة رئيس الأركان اللواء الركن شوقي المصري وعضوية أعضاء المجلس العسكري ونواب رئيس الأركان وأمين الأركان وأمين المجلس العسكري ومديري المخابرات والقضايا الإدارية والتوجيه الذين قدموا التهنئة للرئيس سليمان بانتخابه. وقال المصري في مستهل اللقاء:"سنكون دائماً أوفياء للمؤسسة وأوفياء لكم، وسنعمل جهدنا دائماً كما أردتموها وأرادها الجميع، فلا تشغلوا بالكم بها لأن يكفيكم ما لديكم من صعوبات، ونحن سنعمل جاهدين كي نكون دائماً الى جانبكم، ندعمكم بما نستطيع وما يجب على هذه المؤسسة أن تقوم به، وفي الوقت نفسه لن نتأخر مطلقاً بالعودة اليكم لأخذ ارشاداتكم وتوجيهاتكم كلما رأينا ذلك ضرورياً". ورد سليمان بكلمة قال فيها:"أشد على أيديكم وأدعوكم الى عدم الخوف طالما ترتكزون في عملكم الى الثوابت الوطنية والمبادئ التي نشأتم عليها، وهذا ما يحميكم من الأخطاء. ويبقى الأهم أن ترتكزوا الى ما هو صحيح والى المبادئ الأساسية، لا الى خطأ تنطلقون منه الى اتخاذ قرار خاطئ. أتمنى لكم عملاً منتجاً وتفعيلاً لكل القطاعات والوحدات". وشهد قصر بعبدا أمس سلسلة لقاءات تناولت مواضيع سياسية واجتماعية. وفي هذا الإطار استقبل سليمان نائب رئيس الوزراء القطري وزير الصناعة والطاقة عبدالله العطية وعرض معه التطورات الراهنة والمواقف السياسية المستجدة. وقال العطية بعد اللقاء:"الوضع إيجابي ويجب أن نكون متفائلين"، رافضاً أن يكون اتفاق الدوحة"مجرد هدنة". وأضاف:"الجهود القطرية متواصلة ستكون هناك مواكبة لكل ما يحصل ومحاولة تسريع تشكيل الحكومة اللبنانية وفق التقسيم الذي اتفق عليه". واستقبل سليمان رئيس الهيئة التنفيذية ل"القوات اللبنانية"سمير جعجع يرافقه النائبان جورج عدوان وإيلي كيروز وعرض معهم الأوضاع العامة في البلاد والتطورات السياسية الراهنة. وقال جعجع للصحافيين بعد اللقاء:"لم نزر الرئيس لمجرد الزيارة إنما قدمنا تصورنا في شكل أولي للحكومة الجديدة". وأضاف:"نحن على أبواب مرحلة جديدة فلننتظر قليلاً حتى"تروق"اللعبة ونرى كيف ستكون هذه المرحلة وأنا أنتظر مرحلة جديدة ولن يبقى كل شيء على حاله". وزاد جعجع:"نحن ملتزمون اتفاق الدوحة تماماً وكل ما تطرق اليه هذا الاتفاق". وعن علاقته بالرئيس سليمان بعد الانتقادات التي وجهها الأسبوع الماضي الى آلية انتخابه قال جعجع:"الحسنة الكبيرة لدى العماد ميشال سليمان انه ديموقراطي بالفعل وليس بالقول أو نظرياً. ويجب الاعتراف بأن للمرة الأولى منذ زمن، لدينا رئيس للجمهورية ديموقراطي وبكل معنى الكلمة". وعن قول النائب انطوان زهرا من كتلة"القوات"ان للموالاة 19 وزيراً قال جعجع:"لأنه يعتبر ان وزراء رئيس الجمهورية وكأنهم مثل وزراء الموالاة في ما يتعلق بالتوجه السياسي". وأشار جعجع الى أن كان لديه اقتراح وهو"بدء الحوار بعد تشكيل الحكومة وقبل البيان الوزاري لأن على ضوء هذا الحوار لا تعود هناك مشكلة في البيان الوزاري أو نكون مهدنا له، مع أنني أعود وأطرح من جديد أن يكون خطاب القسم نقطة الارتكاز الأساسية للبيان الوزاري المقبل". واستقبل سليمان وفداً من اللجنة المركزية لحزب الطاشناق ضم أمينه العام هوفيك ميخيتاريان والنائب أغوب بقرادونيان والوزير السابق سيبوه هوفنانيان. وبعد اللقاء أوضح ميخيتاريان أن الوفد أبلغ سليمان دعم الطائفة الأرمنية وحزب الطاشناق مقام رئاسة الجمهورية وشخص الرئيس سليمان ومضمون خطاب القسم، وأشار الى أن الوفد بحث مع رئيس الجمهورية في الوضع السياسي والتحضيرات لتشكيل الحكومة الجديدة، لافتاً الى أن الحزب أكد حرصه على مشاركة الطائفة الأرمنية في الحكومة الجديدة بوزيرين اثنين. اتصال بان كي مون وتلقى سليمان اتصالاً هاتفياً من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هنأه فيه بانتخابه رئيساً للجمهورية وأكد التزام الأممالمتحدة مساعدة لبنان في المجالات كافة لا سيما في ما تضمنه خطاب القسم وصولاً لتنفيذه. كما اتصل به مهنئاً بطريرك الأرمن الكاثوليك نرسيس بدروس التاسع عشر. الى ذلك استمر توالي برقيات التهئة الى قصر بعبدا بانتخاب سليمان وأبرزها من الرئيس البرازيلي لويس ايناسيولولا داسيلفا وبطريرك الكلدان الكاردينال عمانوئيل الثالث ورئيس مجلس الإفتاء الاعلى في الجمهورية العربية السورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون والرئيس اليوناني كارولوس بابولياس وقائد القوات الدولية في الجنوب الجنرال كلاوديو غراتسيانو ورئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاودي، وأمين عام منظمة الوحدة الإسلامية أكمل الدين احسان أوغلي، وممثل منظمة الأممالمتحدة للطفولة روبرتو لورنتي، ورئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي.