وضع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حليفه السابق الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أمام خيارين صعبين: حل"جيش المهدي"أو منع تياره السياسي من المشاركة في انتخابات المحافظات. وفي مؤشر الى تراجعه أمام الضغوط السياسية والعسكرية التي يتعرض لها الصدر، أكد مساعدوه استعداده لحل الميليشيا بطلب من المرجعيات الدينية في النجف. لكن هذا الخيار قد يفجر تمرداً كبيراً في صفوف أنصاره، بين الجناحين العسكري والسياسي. وفي واشنطن، اعلن الناطق باسم البيت الابيض توني فراتو تأييد الادارة الاميركية لخطوات رئيس الوزراء العراقي"الشجاعة". وكان المالكي صرح الى شبكة"سي إن إن"الأميركية بأنه سيمنع التيار الصدري من المشاركة في الانتخابات اذا لم يتم حل"جيش المهدي"، مشدداً على أنه"لا يحق للصدريين المشاركة في العملية السياسية أو المشاركة في الانتخابات المقبلة إلا اذا وضعوا نهاية لهذه الميليشيا". وسارع مسؤولون في تيار الصدر الى رفض تهديدات المالكي، مصرين على التمسك بسلاحهم. لكن القياديين في التيار، صلاح العبيدي وحسن الزرقاني، أعربا أمس عن الاستعداد لحل الميليشيا"بطلب من المرجعيات الدينية الرئيسية في النجف"، لكنهما رفضا تأكيد نية التيار استفتاء هذه المراجع. وقال رئيس الهيئة السياسية للتيار الصدري لواء سميسم في اتصال مع"الحياة"أمس ان"جيش المهدي لن يسلم سلاحه على رغم دعوات الحكومة المتكررة لذلك"، مشدداً على أن هذا القرار ما زال في يد الصدر. يذكر أن المالكي أطلق نهاية الشهر الماضي حملة عسكرية في البصرة لملاحقة ميليشيا الصدر، وانتقلت المواجهة الى مناطق مختلفة من جنوبالعراقوبغداد، مخلفة مئات القتلى والجرحى، وانتهت من دون حسم. واعتبر الصدر التصعيد ضد أنصاره محاولة لتمهيد الاجواء لاستيلاء احزاب السلطة على الحكومات المحلية. الى ذلك، توقع قياديون في تيار الصدر إصدار زعيمهم بياناً يعلن فيه موقفه من حل"جيش المهدي"، فيما تحدث قياديون في هذا"الجيش"الى"الحياة"عن احتمال حدوث انشقاق كبير في صفوف التيار اذا رضخ زعيمهم لضغوط المالكي. ويعتقد هؤلاء أن قرار تجميد"الجيش"جاء بضغط من المعتدلين الذين طالبوا الصدر في لقاءات خاصة بحله، قبل أن تلجأ الاحزاب المنافسة الى تهميش التيار وعزله سياسياً. ورفض القادة العسكريون هذا الخيار، ما اضطر الصدر في النهاية الى خيار توفيقي بإعلان تجميد الميليشيا. وكان منشقون عن الصدر، رددوا في عدد من المدن التي دارت فيها المعارك، وبينها البصرة، شعارات متمردة بالعامية منها"عذراً يالسيد ابنك جندي وسرحناه"، في اشاره واضحة الى الاعتذار من والد الصدر لأنهم يطالبون بعزل ابنه مقتدى عن قيادة"جيش المهدي". ويأتي هذا التصعيد في وقت ينوي تيار الصدر تنفيذ تظاهرة مليونية في بغداد في مناسبة الذكرى الخامسة للاحتلال الاربعاء، قد تتحول الى مواجهات مسلحة. وقال ياسين مجيد، المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء ل"الحياة"أمس ان"المالكي لا يسعى الى تصعيد الاوضاع الأمنية، بل العمل على إنهاء حال الفوضى قبل موعد انتخابات مجالس المحافظات"، وأكد أن رفض التيار الصدري حل الميليشيا"سيعني عزله من العملية السياسية".