بحثت الحكومة الأمنية المصغرة للشؤون السياسية والأمنية أمس في ما تعتبره إسرائيل تصعيداً في القصف الفلسطيني على جنوبها طال أمس بلدات مثل أشكلون المجدل. وقالت التقارير إن الحكومة التي كان مقرراً أن تناقش التهديد الإيراني، كرست مداولاتها للعمليات العسكرية المتدرجة التي أقرها"المطبخ السياسي"المصغر قبل أيام. وناقشت الزيارة التي تقوم بها إلى القاهرة اليوم وزيرة الخارجية زعيمة حزب"كديما"تسيبي ليفني بناء على دعوة الرئيس المصري حسني مبارك. وتناولت المداولات أيضاً إمكان إتاحة تقديم معونات إنسانية لسكان غزة، بعدما عدل وزير الدفاع إيهود باراك صباح أمس عن موافقته على فتح المعابر، بداعي سقوط كم هائل من القذائف الصاروخية على البلدات الإسرائيلية. وكان الجيش أعلن مساء أول من أمس أنه سيسمح بدخول نحو 40 شاحنة محملة وقوداً وبضائع ومواد غذائية، خصوصاً الدقيق، إلى القطاع. وكان يفترض إدخال خمس شاحنات أخرى محملة بالبضائع بادرت إلى إرسالها قرينة الرئيس المصري سوزان مبارك. ونقلت وسائل الإعلام العبرية عن أحد الوزراء الذين شاركوا في اجتماع الحكومة المصغرة قوله ان"إسرائيل لن تسلّم بالواقع الذي تحاول حماس فرضه علينا". ووفقاً لمصدر عسكري، فإن حال الطقس الماطر والعاصف أمس حالت دون قيام سلاح الطيران الحربي بقصف مواقع في القطاع. واعتبرت أوساط أمنية إسرائيلية الرشقات الصاروخية الفلسطينية أمس"رداً"على اغتيال إسرائيل ثلاثة فلسطينيين أول من أمس، بداعي أنهم كانوا يحاولون زرع عبوة ناسفة بمحاذاة الشريط الحدودي بين القطاع وإسرائيل. من جهته، دعا زعيم"ليكود"بنيامين نتانياهو الحكومة إلى وقف"سياسة تلقي الضربات"والانتقال إلى سياسة هجومية،"كما ستفعل حكومة برئاستي، وذلك ليس فقط بهدف وقف سقوط الصواريخ على البلدات في الجنوب إنما لإعادة كرامتنا الوطنية"، مضيفاً أن حكومة برئاسته ستعمل على إسقاط حكم"حماس". إلى ذلك، ذكرت صحيفة"هآرتس"أن الجيش أبلغ جنوده النظاميين في المنطقة الجنوبية المسؤولة عن القطاع استغلال إجازاتهم قبل انتهاء العام الحالي، وليس في العام المقبل، ما يرجح بحسب الصحيفة أن إسرائيل لا تستعجل شن عملية عسكرية واسعة. نشر في العدد: 16701 ت.م: 25-12-2008 ص: 10 ط: الرياض