ظهرت بؤرة توتر جديدة في غرب أفريقيا أمس، بوفاة الرئيس الغيني لانسانا كونتي ليل الاثنين ? الثلثاء، ومسارعة مجموعة عسكرية يقودها العقيد موسى داديس كامارا الى إعلان سيطرتها على الحكم، مستغلة فراغاً دستورياً خلفه كونتي. ورفض رئيسا الحكومة أحمد تيديان سواري ووالبرلمان أبو بكر سومباري الاعتراف بالانقلابيين. وفور إعلان وفاة كونتي 74 عاما بعد صراع طويل مع المرض، احتلت المجموعة العسكرية مبنى الإذاعة وبثت بياناً يعلن تعليق الدستور طالباً من كبار المسؤولين والضباط التوجه الى ثكنة الجيش في كوناكري من اجل"ضمان سلامتهم". وبادرت فرنسا التي كانت تستعمر غينيا قبل استقلالها العام 1958، الى اعلان معارضة الاتحاد الأوروبي أي انقلاب على الدستور الغيني. ودعت الخارجية الفرنسية على لسان الناطق باسمها ايريك شوفالييه "كل الزعماء السياسيين والقادة العسكريين في غينيا الى التزام بنود الدستور لضمان انتقال سلمي للسلطة وإجراء انتخابات حرة وشفافة". وقال شوفالييه ان"السلطات الشرعية تسيطر على الوضع في البلاد"، فيما اعتبر قائد القوات المسلحة الغينية الجنرال ديارا كامارا أن الضباط والجنود الذين يحاولون تنفيذ انقلاب يشكلون"أقلية"في الجيش. ورفض رئيس الوزراء في غينيا القبول بإعلان الانقلابيين"حل الحكومة"التي قال انها تعمل لإعداد جنازة لكونتي، فيما أكد رئيس البرلمان ان الانقلابيين لا يشكلون سوى مجموعة صغيرة داخل الجيش. وظهر سواري على شاشة التلفزيون الرسمي مع رئيس البرلمان الذي طلب من المحكمة العليا تعيينه رئيساً موقتاً عملاً بالدستور، ليتسنى له تنظيم انتخابات. وجاء إعلان الانقلابيين تشكيل ما سموه"المجلس الوطني من اجل الديموقراطية والتنمية"لادارة شؤون البلاد، بعد ساعات على اجتماع طارئ عقده أركان النظام فجراً، للتشاور في كيفية ملء الفراغ في السلطة بعد وفاة كونتي الذي تولى الحكم منذ رحيل مؤسس البلاد أحمد سوكوتوري العام 1984. وتتمتع غينيا بثروات طبيعية أهمها معدن البوكسيت الذي يستخرج منه الألومنيوم، لكنها عانت مشاكل اقتصادية واجتماعية وفوارق طبقية. كما تأثرت بالأزمات في الدولة المجاورة مثل ليبيريا جنوبا وسيراليون غربا ومالي والسنغال شمالا منذ رحيل سوكوتوري، وهو زعيم يساري وضع البلاد على الخريطة السياسية بدخوله قطباً بارزاً في"حركة عدم الانحياز"في الستينات من القرن العشرين. نشر في العدد: 16700 ت.م: 24-12-2008 ص: الأولى ط: الرياض عنوان: غينيا : عسكريون يحاولون "خطف" السلطة بعد وفاة الرئيس