وصف رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري خطوة التبادل الديبلوماسي بين لبنان وسورية بأنها"مهمة ومهمة جداً، وما كانت حصلت لولا التوافق اللبناني". وكان بري زار أمس، رئيس الجمهورية ميشال سليمان بعد عودة الأخير من المملكة العربية السعودية وعشية مغادرته الى كندا للمشاركة في القمة الفرنكوفونية. وعلق بري في تصريح له من القصر الجمهوري على تبادل العلاقات الديبلوماسية مع سورية بالقول:"هي خطوة طبيعية لعودة العلاقات بين لبنان وسورية طبيعية. الأمر الجديد في رأيي ان هذه الخطوة المهمة والمهمة جداً حصلت نتيجة انتخاب الرئيس ميشال سليمان من جهة، وقيام حكومة وحدة وطنية من جهة أخرى، ولا ننسى أن هذه الخطوة كانت تقررت في الحوار الذي بدأناه عام 2006 وهو مستمر الآن برعاية الرئيس، ولولا هذا التوافق اللبناني لما حصلت خطوة بهذا المستوى". وعما إذا كان بحث مع سليمان في مسألة جلسة الحوار المقبلة، أكد بري ان البحث جرى في المسألة، وكذلك في موضوع خطوة المجلس الدستوري. واعتبر ان"المصالحات تمت، ورئيس الجمهورية أجّل الجلسة في المرة الماضية لإيجاد جو توافق ومصالحات، أما إذا قلتم لي لقاء الأشخاص، فهذه هي الخطوة التي تترجم المصالحة، وليست هي المصالحة. المصالحات هي كما تلاحظون الآن، اللقاءات التي حصلت بين الحزب التقدمي الإشتراكي و"حزب الله"، وبين حركة"أمل"والحزب التقدمي، والبارحة كان هناك احتفال للحزب التقدمي شارك فيه كشافة لحركة"أمل"و"حزب الله"، والآن التناغم قائم بين"المردة"و"القوات اللبنانية"، إضافة الى النيات الأساسية للقاء سعد الحريري مع الأخ السيد حسن نصر الله، وهذا يدل على أن كل الأمور مسهلة، أما الخطوات فلها علاقة بالنواحي الأمنية". وعما إذا كانت المصالحات تغير في صورة التحالفات الانتخابية المقبلة، اكتفى بري بالقول:"لا مانع لدي أبداً". وعن مصير قرارات اتخذت في مؤتمر الحوار وتتعلق بالسلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها، وإمكان بحث سلاح"حزب الله"قبل بت الموضوع الآخر، رد بري قائلاً:"الموضوع الآخر تم بته، وعندما اتفقنا صار هناك إجماع، وهو في حاجة الى التنفيذ، ولكن الأمور قد تتأخر. مثلاً العلاقات الديبلوماسية بين سورية ولبنان، اتفقنا عليها خلال الحوار، أخذت وقتاً وأتت بصورة تلقائية، المطلوب تنفيذ ما اتفق عليه في الشق الفلسطيني، وليس المطلوب تقرير شيء جديد". وأضاف بري:"نحن في لبنان الآن أمام ربيع الربيع، من الآن وحتى الربيع المقبل لبنان يمر بمرحلة ربيعية. هناك من اعتبر أن حكومة الوحدة الوطنية هي حكومة انتخابات، وسبق أن قلت للرئيس السنيورة إنه يمكن هذه الحكومة ان تكون حكومة تأسيسية إذا أراد اللبنانيون ذلك، وإذا كان هناك عزم في هذا الموضوع. أنظروا الى الأمور المريحة داخل لبنان وفي المنطقة بالنسبة الى موضوع لبنان، والأجواء المريحة مالياً في وقت تنهمر المشاكل في البورصات العالمية. الوضع اللبناني هو من أهم الاوضاع، ليس بمعنى أنه بمنأى عما يحصل مئة في المئة، ولكن هو الأكثر مناعة من المصابين بهذا الموضوع. أمس قالت جريدة"التايمز"الأنكليزية ان أفضل أمكنة الاستثمار في العالم الآن، في مطلعها لبنان، ماذا يفعل اللبنانيون في هذا الأمر؟ ليس المطلوب منهم سوى إيجاد الجو التوافقي والجو الأمني الذي يتحسن". وعن إمكان إجراء تعيينات، أكد بري وجوب"أن يحصل ذلك، ومش كل واحد يعمل لي مشاكل بهذه القصص". وعما إذا كان راضياً عن نتائج محادثات رئيس الجمهورية في السعودية، وإذا كان سيلبي دعوة قريباً لزيارة المملكة، قال:"لا مشكلة بين المملكة العربية السعودية ولبنان، وأود أن أذكر بكلام قاله الرئيس، ان على لبنان ان يكون تعامله مع كل العرب من دون استثناء. وأنبه هنا الى أننا لا نرى إلا المشاكل تقوم لأن فلاناً زار السعودية وفلاناً زار إيران، أنا ألفت النظر هنا الى أن علاقة إيران والمملكة هي على أحسن ما يرام. فلنجعل علاقاتنا بين بعضنا بعضاً جيدة". ممثل بان: تبادل العلاقات لحظة تاريخية وكان بري التقى في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة المنسق الشخصي للأمين العام للامم المتحدة في لبنان مايكل وليامز، في حضور النائبين سمير عازار وعلي بزي والمستشار الاعلامي علي حمدان. وكان وليامز التقى الرئيس سليمان وأكد"ان الأممالمتحدة ومجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة يريدون ان يروا تقدماً في تطبيق القرار 1701، وهذه اولوية لنا، وإنني على ثقة بإمكان إحداث تقدم على هذا الصعيد". وقال وليامز بعد لقاء بري:"ننظر الى العمل معاً في الاسابيع والاشهر المقبلة. وأعتقد انني محظوظ لأنني جئت الى لبنان في مرحلة جيدة، ونحن مرتاحون الى ما حصل في لبنان بعد اتفاق الدوحة من انتخاب للرئيس ميشال سليمان ثم استئناف الحوار الوطني وإقرار قانون الانتخاب، وأنا مسرور أيضاً للتطورات في الساعات الاربع والعشرين الاخيرة لجهة اقامة العلاقات الديبلوماسية اللبنانية - السورية، وأعتقد انها مهمة جداً للبلدين وللشعبين وأيضاً على مستوى المنطقة، وهي لحظة تاريخية. وكما قلت أنا مرتاح لحدوث ذلك في بداية مهمتي في لبنان". وتلقى بري برقيتين من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز شكره فيهما على تهنئته له بالعيد الوطني للمملكة وعيد الفطر المبارك. كما تلقى برقيات شكر مماثلة من ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل.