تراجع الدولار أمس بعد بيانات ضعيفة احجبت تكهنات بخفوضات إضافية لأسعار الفائدة الأميركية، بينما استفاد الين من القلق الناجم عن الاضطرابات في باكستان ومخاوف مالية مستمرة. ولا يزال متأثراً ببيانات سلبية عن مبيعات المنازل الجديدة في الولاياتالمتحدة التي صدرت الجمعة الماضي، وعززت تكهنات بأن مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي سيخفض أسعار الفائدة السنة المقبلة ربما اكثر من مرة. وقال محلل العملات في"سوسيتيه جنرال"فيليس باباديفيد:"ثمة شكوك حول سوق المساكن والبيانات تؤكد ذلك، ما أدى إلى تجدد ضعف الدولار". واستقر اليورو عند 1.4713 دولار وكان سجل أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع في وقت سابق عند 1.4747 دولار. وفي مقابل سلة من العملات انخفض مؤشره 0.15 في المئة إلى 76.115 نقطة، وكان سجل اقل مستوى في ثلاثة أسابيع في وقت سابق عند 75.962 نقطة، لتزيد خسارته على تسعة في المئة عام 2007. وتراجع مستثمرون عن صفقات اقتراض عملات ذات عائد منخفض مثل الين والفرنك السويسري، للاستثمار في عملات ذات عائد أعلى نتيجة مخاوف تتعلق بقطاع الائتمان والاضطرابات السياسية. ودفع عدم الاستقرار في باكستان عقب اغتيال زعيمة المعارضة بينظير بوتو، المستثمرين إلى تصفية مراكز أكثر خطورة وشراء أصول آمنة مثل الذهب وأذون الخزانة والفرنك السويسري. ودعم ذلك العملة اليابانية التي ارتفعت نحو نصف في المئة أمام اليورو إلى 164.82 ين وفي مقابل الدولار عند 112.04 ين. كما تعرض الدولار لضغط اثر دلائل أكبر على تنويع بنوك مركزية كبرى احتياطاتها من العملات. وأظهرت أرقام صندوق النقد الدولي الجمعة الماضي، أن نسبة الدولار في الاحتياطات الأجنبية الرسمية المعروفة انخفضت إلى 63.8 في المئة في الربع الثالث من 66.5 في المئة في الربع ذاته من عام 2006. وارتفع نصيب اليورو إلى 26.4 في المئة من 24.4 في المئة. وتحدد سعر الذهب في جلسة القطع الصباحية في لندن على 836.50 دولار للأونصة ارتفاعاً من 833.75 دولار في جلسة القطع المسائية الجمعة الماضي. وبلغ سعر الذهب عند الإقفال السابق في نيويورك 837.80 - 838.50 دولار للأونصة. وقفز الذهب أكثر من 30 في المئة عام 2007 وهو أكبر مكسب سنوي منذ العام 1979 مدعوماً بتنامي جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن نتيجة عوامل عدة من بينها ضعف الدولار وأسعار الخامات القياسية، والاضطرابات في سوق الائتمان وتراجع أسعار الفائدة الأميركية. وفي الأيام الماضية ارتفع الذهب نتيجة مشتريات مضاربة مدفوعة بضعف الدولار والتوترات في باكستان بعد اغتيال بوتو. وسجل أعلى مستوى في سبعة أسابيع عند 843.20 دولار للأونصة في التعاملات الفورية قبل ان ينخفض إلى 834.70 - 835.40 دولار في مقابل 837.80 - 838.50 دولار في أواخر التعاملات في نيويورك يوم الجمعة، وكان وصل الى مستوى قياسي عند 850 دولاراً في كانون الثاني يناير 1980 نتيجة ارتفاع نسبة التضخم، وارتباط ذلك بأسعار النفط المرتفعة والتدخل السوفياتي في أفغانستان وتبعات الثورة الإيرانية. وباحتساب التضخم فان السعر يصل إلى 2079 دولاراً للأونصة بأسعار عام 2006. وانخفض البلاتين أمس إلى 1528 - 1532 دولاراً للأونصة في مقابل 1534 - 1538 دولاراً في أواخر التعاملات في الولاياتالمتحدة الجمعة الماضي. وارتفعت الفضة إلى 14.79 - 14.84 دولار للأونصة من 14.72 - 14.77 دولار عند إغلاق نيويورك. وكسب البلاديوم دولاراً واحداً ليصل الى 364 - 368 دولاراً للأونصة. الأسهم وتراجعت الأسهم الأوروبية أمس في تعاملات محدودة قبيل عطلة العام الجديد ومع إغلاق البورصات في ألمانيا وإيطاليا ودول أوروبية أخرى. وارتفعت أسهم المصارف التي انخفضت بشدة أخيراً، فصعد سهم مصرف"إتش بي أو إس"0.9 في المئة وارتفع سهم"فورتس"0.6 في المئة وسهم"بنك أوف أيرلند"1.2 في المئة. لكن أسهم مصرف"إتش إس بي سي"انخفضت 0.1 في المئة. وأفادت صحيفة"دايلي ميرور"ان المصرف يواجه ضغوطاً لتعديل استراتيجيته بعد أن طلب"كالبرز"، أكبر صندوق تقاعدي أميركي، من المصرف معالجة الأداء السيئ لسعر سهمه ووضع أهداف مالية جديدة بحلول الأول من تموز يوليو. وانخفض مؤشر"يوروفرست 300"الرئيس لأسهم الشركات الكبرى في أوروبا 0.09 في المئة إلى 1504.59 نقطة. ولم تتجاوز نسبة ارتفاعه 1.4 في المئة منذ بداية عام 2007 ليقترب من تسجيل أسوأ أداء سنوي منذ العام 2002. وكانت أسواق المال اليابانية مغلقة أمس في عطلة تمتد حتى الجمعة المقبل. وهوت الأسهم الباكستانية وسجلت العملة أدنى مستوى في ست سنوات في أول رد فعل للسوق على مقتل بوتو. وانخفضت بورصة الأسهم في كراتشي 4.8 في المئة وهو الانخفاض الأسوأ في 18 شهراً بعدما أثار اغتيال بوتو الخميس الماضي موجة من الاضطرابات العنيفة. وساهم شبح عدم الاستقرار في باكستان التي تملك قدرات نووية في ارتفاع الأسعار العالمية وأسعار الذهب. وانخفض المؤشر المؤلف من مئة سهم مقترباً من الحد الأقصى اليومي المسموح به وهو خمسة في المئة والذي حدد لتفادي التهافت على البيع. لكن سماسرة قالوا ان أحجام التعاملات الضعيفة تشير إلى أن المستثمرين ما زالوا يتابعون الموقف. وانخفضت الروبية الباكستانية التي يتحكم فيها البنك المركزي في شكل وثيق 0.74 في المئة في مقابل الدولار الذي سجل 61.85 روبية، وهو اقل مستوى منذ 24 تشرين الأول أكتوبر 2001. وقال أحد المتعاملين في العملات ان الروبية تأثرت أيضاً بتسديد قيمة الواردات والدين في نهاية السنة.